كُتاب الرأي

من مظاهر الطلاق العاطفي

من  مظاهر   الطلاق العاطفي

تعرف   حالة عدم الإتزان وعدم  التوافق بين الزوجين الكريمين في القيام بأداء الواجبات بينهما  وإهمال الحقوق الزوجية والأسرية مما يؤدي إلى  البعد والفتور والنفور  من بعضهما رغم وجودهما في  بيت الزوجية بالطلاق العاطفي  أو  الخرس الزوجي  أو  الطلاق الصامت  أو  المعنوي .
إن  المشاعر  والأحاسيس والعواطف  بين  الأزواج الأفاضل  والزوجات الفاضلات  يمكن  تصويرها  كالخزان الممتلئ  بالحب والمحبة والتعاون والتفاؤل والعطاء والسرور والسعادة والأمل والاحترام والتقدير والاهتمام والشغف والعشق والهيام !
وربما  أمتلأ  خزان  المشاعر والأحاسيس والعواطف بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات  في الأيام  الأولى للزواج أو الشهر  الأول المعروف  بشهر  العسل  ؛  ومع  عودة  الحياة الزوجية والأسرية إلى  الوضع الطبيعي  بينهم  !  ربما  أشتكت الزوجات الكريمات  من  أهمال  الأزواج الأفاضل  ! وعدم  الاهتمام  بهن  مثل  الأيام   أو  الأشهر  الأولى  !
ومع  حركة  عجلة   الحياة  الزوجية والأسرية   تظهر  بين  الأزواج والزوجات   التحديات والصعوبات والعقبات  والتي  تحتاج  منهم  الحوار  والحديث والهادف والكلام الطيب الجميل والصراحة والوضوح الكامل والاستماع والسماع  لبعضهم  بعضاً  !
وهنا  عليهم  أن  يعرفوا  كيف  يديروا   تلك  العقبات والصعوبات والتحديات  ؟!  ويقتربوا  من  بعضهم  !  ويسمعوا   لبعضهم ؟! ويتعاونوا  ويتساعدوا  في  محاولة  حل  تلك  المشكلات والتحديات!  وإلا   تظل  تلك  التحديات والصعوبات والعقبات   تنهش  في حياتهم  الزوجية والأسرية  !
كثرة  المشكلات الزوجية والأسرية  تسبب  النفور والعزوف والبعد  بين  الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات  !  وربما  وصلوا  إلى درجات  عالية  من الطلاق في المشاعر والأحاسيس والعواطف  !  ونقص  خزان  تلك  المشاعر والأحاسيس والعواطف  إلى  المستويات الدنى تماماً  !
في  ظل  البعد  وعدم  الفهم  وعدم  المحاولة  الجادة  في  الحل !  تتراكم   تلك  المشكلات والتحديات والصعوبات والعقبات!ولذلك  يظل  مؤشر الخزان المشاعري   متدني  أو  يشير  على    الأقل   على    الحد   الأدنى   !!
من  أبرز   وأظهر وأوضح   صور  ومظاهر   الطلاق العاطفي   أو  الطلاق  الصامت  :
اولاً: عدم الرغبة في  الحوار  والحديث  الهادف  حتى  لو  كان  ذلك   الحوار   والحديث   في  الموضوعات المهمة  والاحتياجات   الأساسية   والضرورية.
ثانياً:  يغلب  على  الأزواج والزوجات   عند  الاجتماع   واللقاء  – إن كان  هناك  اجتماع  –   الصمت   الزواجي وعدم   الحديث   !  وإنما   يغلب  عليهم  النظرات   والتحديق   والإنصراف   !
ثالثاً:  عدم  الرغبة   في  المعاشرة الجنسية والإشباع الجنسي والجماع   سواء  كان  ذلك من  الأزواج   أو  الزوجات   أو  هم  جميعاً  !  بدون   ذكر   الأسباب  والمبررات الإعتبارات  ! أو  الإعتذار  الدائم  عن الممارسة الجنسية والعاطفية..
رابعاً: ممارسة   الهروب  الدائم  والمستمر إلى  الخارج ؛  فالأزواج   او  الزوجات  يفضلون  ويرغبون  في  البقاء  خارج  المنازل   اطول  مدة  ممكنة  !  والعودة  إلى  المنازل يسبب  لهم  القلق  والتوتر وعدم   الراحة  النفسية   !
خامساً:   ممارسة   الهروب   المستمر  إلى  داخل  المنازل  ؛ فمن  ذلك  يفضل   بعض  الأزواج  الكرام   البقاء  في غرفته   لوحده   !  وكذلك بعض    الزوجات   !  ويفضلون   وذلك   في  حياتهم  اليومية !
سادساً:  الإهمال الكامل  من الأزواج  للزوجات  أو  من الزوجات للأزواج  أو منهما  للأولاد  ويظهر  ذلك في عدم  توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية  للأسرة وكذلك  عدم الاكتراث  باهتمامات  الطرف الآخر  !
وقد  يصاحب ذلك  الاهمال  تدني مستويات الأولاد الدراسية والسلوكية الأخلاقية وإقبالهم  على تعلم  العادات والتقاليد المذمومة والسلبية السيئة كالسهر  والتدخين والإنحرافات الأخرى.
وقد  يتحول   بعض  الأولاد   إلى  مراسلين للأزواج الكرام والزوجات الكريمات   الكيسات   داخل  المنازل   ؛  بابا  يقول : ماذا  تحتاجون  ؟!  أو   ماما   تقول  : الغداء   جاهز ! وهكذا تمضي وتسير  الحياة الزوجية والأسرية  التي  تعاني من  الطلاق العاطفي…
سابعاً: ظاهرة  حوار الطرشان بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات ؛ فالغالب على  الحوار والحديث بينهم –  إن  كان  هناك  حوار  او  حديث  –  هو  الصوت والزمجرة العالية الغارفة أو  السباب والشتائم والتهديد والقذف واللعن والفجور في  الكلام من الأزواج والزوجات  معاً ..!
ثامناً:  ظاهرة  النقد السلبي  للأشخاص وللباس والسخرية المستمرة  بينهم  في كل  صغيرة  وكبيرة ..
تاسعاً:  ظاهرة  المقارنة السلبية السوداوية مع الأقارب والأرحام والأصهار وغيرهم  مع السخرية والاستهزاء  باللباس  والكلام والطعام  وغيرها  …
عاشراً: ظاهرة  التقليل  من الطرف الآخر  وذكر  العيوب والنقائص والسلبيات  وتمثيل  دور  الضحية…
 وأنهم يحافظون على بيت الحياة الزوجية والأسرية فقط  خوفاً من الفضيحة الإجتماعية كون الطلاق عند بعض  الأسر والعوائل جرم كبير ومنقصة أو  رغبة في المحافظة على  تربية الأولاد والإهتمام بهم .
ولذا  إذا  رأى الأزواج والزوجات  بعض هذه المظاهر والمؤشرات والصور  فعليهم  جميعاً  الوقوف والمراجعة والمسارعة في العلاج ومحاولة وضع الحلول من الداخل ومن الخارج فإن البنيان  يؤشك أن يقع على رؤوس الجميع ويتحول الطلاق العاطفي إلى الطلاق الفعلي الحقيقي.

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى