كُتاب الرأي
من مظاهر الرفض بين الزوجين

من مظاهر الرفض بين الزوجين
الأصل في الحياة الزوجية والأسرية التعاون والتكاتف والتآلف والتراحم والتغافر والتسامح والتغافل بين الزوجين الكريمين في مواقف ومحطات الحياة الزوجية المختلفة والمتباينة ، والتي يشارك الزوج الزوجة ، والزوجة الزوج فيها !
بعد رحيل الشهر الأول للزواج والذي أعتاد الناس على تسميته شهر العسل ، وعودة الزوج إلى طبيعته الحياتية الأساسية ! في العمل ، ومع الأصحاب والأصدقاء ، وفي البيت والأسرة الكريمة ! وكذلك عودة الزوجة إلى عملها ، ومع صديقاتها ، وفي منزل الزوجية الجديد ؛ تظهر الصور الحقيقية للزوجين الكريمين ، وما هما عليه من الصدق والجدّية والعمل الدؤوب والالتزام ! والعكس الصحيح!
الاختلاف بين الزوجين الكريمين أمرٌ وارد ! وهو أمر طبيعي ! وأمر مقبول بينهما عموماً ! ولا ينكر ذلك لبيب عاقل ! وإنما التحدي الكبير بينهما هو قبول تلك الاختلافات والتباينات والتعايش معها !
إن الزوج الصالح الكيس الفطن اللبيب هو الذي يعرف نفسه! يعرف شخصيته! يعرف إيجابياته وسلبياته ! يعرف عن نفسه مصادر القوة الكبيرة فيه ! ومصادر الضعف ! ويعرف طرق وسبل إسعاد نفسه ومن يعول من أسرته ومجتمعه .
وإن الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة هي التي تعرف نفسها ! وشخصيتها ! وما يغضبها ! وما يفرحها ! وتعرف كيف تدير وقود حياتها الزوجية والأسرية !
وبالرغم من التوافق الزواجي والأسري الكبير بين الزوجين الكريمين في أكثر مجالات التوافق في الحياة الزوجية والأسرية ! إلا أن المواقف المختلفة والمتباينة تظهر معادن الأزواج الأفاضل ، والزوجات الفاضلات على حد سواء !
ومن أهم مظاهر ومؤشرات الرفض بين الزوجين الكريمين ! وعدم قبول بعضهما بعضاً ، وربما وصل بهما إلى الاحتراب قبل الطلاق والانفصال والتفكك والانهيار الأسري :
أولاً : ظاهرة الصمت المرضي ؛ وعدم الحديث والحوار والتواصل مع بعضهما بعضاً ! فالزوج لا يتحدث مطلقاً مع الزوجة ! والزوجة كذلك لا تتحدث مطلقاً مع الزوج !
ثانياً : ظاهرة حوار الطرشان بين الزوجين:
قد تتحدث الزوجة في غياب تركيز الزوج وإظهار الرغبة في السماع والاستماع والانصات وكذلك قد يتحدث الزوج في ظل غياب اهتمام وتركيز الزوجة في الحديث والكلام بينهما ! وربما قد يحاول الزوجان كلاهما الحديث والكلام؛ فالكل يتحدث ! والكل يحاول أن ينصت ويستمع ! المهم في هذه المشاهد عدم التفاهم والتفاعل الإيجابي بينهما !
ثالثاً: ممارسة الصمت الزواجي والأسري كعقوبة داخل غرفة النوم فقط ؛ بينما بقية اليوم والليلة في أرجاء المنزل الزوج يتحدث مع الزوجة ويظهر القبول والتعايش معها ! وكذلك الزوجة تتحدث مع الزوج وتظهر القبول والتعايش معه !
رابعاً: ممارسة عدم الاجتماع على مائدة الطعام والشراب وذلك بشكل دائم ومستمر ! والهروب ، وتقديم الأعذار والمبررات الواهية الضعيفة ! .
خامساً: التأخر والتأخير المتعمد في العودة إلى غرفة النوم بعد الخروج منها في الليل أو النهار ! ويظهر عدم الجدية في الدخول للنوم أو الراحة فيها !
سادساً: الإعتذار الدائم والمستمر عن ممارسة الجنس والعلاقة الحميمة الجنسية والعاطفية ؛ تارة بالتعب والإرهاق ! وتارة بعدم وجود رغبة فيها ! وتارة بإدعاء المرض والألم ! هذا يحدث من أحد الزوجين الكريمين أو كلاهما !.
سابعاً: فرح الزوجة بغياب الزوج في العمل أو السفر ! أو ظهور علامات الدورة الشهرية والتغيرات عليها للتخلص من الزوج ومن الممارسة الجنسية والعاطفية معه ! كذلك فرح الزوج بغياب الزوجة في السفر ! أو غيابها بسبب مرض أصابها !
ثامناً: الشعور والإحساس بالراحة والرضا والسرور والسعادة عندما يكون الطرف الآخر في حالة الغضب والنكد والغم والهم والحزن ! وهذه الصفات في غاية السوء ! وهي تعني فقدان الحياة الزوجية للأمن والأمان والحب والمحبة والمودة والرحمة والمشاركة !
تاسعاً: الإبتعاد والتنافر في مضاجع النوم ؛ فالزوج ينام في السرير والزوجة تنام على الأرض دون السرير ! أو العكس في ذلك ! وقد ينام الزوج في غرفة والزوجة في غرفة أخرى ! وقد تنام الزوجة في غرفة نوم الأطفال ! والزوج في غرفة النوم ! وهذه من أبرز وأظهر وأوضح مظاهر ومؤشرات الرفض بين الزوجين الكريمين !
عاشراً: إخبار الزوج لوالديه برفضه وكرهه لزوجته أو إخبار الزوجة لأهلها برفضها وكرهها لزوجها ! وقد تكون صورة المواجهة ظاهرة وصادمة وهي الإعلان والإشهار بين الزوجين الكريمين وأمام بعضهما ! فتقول الزوجة للزوج : أنا أكرهك ولا أحبك ! وكذلك قد يحصل ذلك من بعض الأزواج الكرام ؛ بالرغم من أن أكثر الأزواج الأفاضل إذا كره وأبغض فعل الفعل واتجه إلى الطلاق والانفصال الفعلي الحقيقي.
إن ظاهرة الرفض وعدم القبول والتعايش بين الزوجين الكريمين هي من المؤشرات والمظاهر التي تدل على وجود مشكلة ! أو عدة مشكلات وتحديات وصعوبات ! تواجه الزوجين الكريمين ؛ وتحتاج تلك التحديات والصعوبات والعقبات إلى التشخيص الحقيقي لها ، وتحديدها ، ومعرفة الأسباب والمبررات الإعتبارات ثم الذهاب إلى الحلول الإيجابية والتفاؤلية الممكنة لها .
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر أو غيره ) رواه مسلم.