من مظاهر التفكك الزواجي

د . سالم بن رزيق بن عوض
من مظاهر التفكك الزواجي
تبقى الحياة الزوجية والأسرية عصيّةً أن تنال منها التحديات والصعوبات والعقبات ! و التي تواجهها ليلاً ونهاراً ، وسراً وجهراً ! متى ما كان الأزواج الأفاضل والزوجات الفضليات حريصين على الوفاق والتعاون والتراحم والتغافر والتسامح والتكامل والتوازن فيما بينهم ؟!. وقطعوا الطرق على التحديات والصعوبات والعقبات أن تؤثر تلك الحياة الزوجية والأسرية السعيدة !
الميثاق الغليظ بين الأزواج والزوجات ! يبقى هو الميثاق الغليظ الذي لا يلين ولا يضعف أمام الأمواج الحياتية العاتية ! ويبقى الفهم العميق لمعانيه وأهدافه السليمة هو السفينة العظيمة التي تنجي من فيها إذا أحسنوا لها القيادة والإدارة ! ويبقى هو حبال النجاة الحقيقية للحياة الزوجية والأسرية السعيدة !
وكم في المجتمع الأصيل من الصور والمشاهد الإيجابية والتفاؤلية ! في الحب والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والتفاهم والتراحم والاهتمام والتقدير بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفضليات ! وهو الذي يبقي الحياة الزوجية والأسرية متماسكة ومتعاونة وسعيدة !
وهو السر المكنون وراء نجاة السفينة الزوجية والأسرية السعيدة !
الأزواج الأفاضل الذين يهتمون بأعمالهم ووظائفهم وتأمين القوة المالية المعيشية ! ومع ذلك يهتمون بالزوجات الكريمات ! ويبثون في بيوتهم ومنازلهم الأمن والأمان والاستقرار ! والهدوء والسكينة والراحة والسلامة والفرح والسرور والسعادة.
كذلك الزوجات الكريمات الكيسات الصالحات اللاتي يقدّرن أزواجهن ! و يهتمون بأنفسهن ؛ ويهتمون بأزواجن ! وبيوتهن وأولادهن ! ونشر الحب والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والإيجابية والصبر والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة في بيوتهن !.
إن التفاعل الإيجابي المشترك بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفضليات هو من أسرار السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل والحبور والسكينة والطمأنينة والبهجة داخل البيوت الطيبة المطمئنة المباركة ! بل ذلك من أسرار قوة تلك البيوت الطيبة المطمئنة وأثرها على الأولاد الكرام !
ومع تلك الصور والمشاهد المشرقة عن واقع الحياة الزوجية إلا أن هناك مشاهد وصور ومناظر لواقع مرير من المظاهر والصور والمؤشرات التي تذهب بالحياة الزوجية إلى التفكك الزواجي والطلاق ؛ وربما ضياع الأولاد من البنين والبنات ؛ ومن تلك المظاهر والصور والمؤشرات التي تشير إلى خطورة المرحلة الزواجية :
أولاً: غياب الحوار والحديث عن الأزواج والزوجات الفضليات.
ثانياً: الاهمال والتساهل من الأزواج للزوجات أو من الزوجات للأزواج.
ثالثاً: التفريط في الواجبات والمهام والمسؤوليات الزوجية والأسرية.
رابعاً: كثرة المشاكل النزاعات بين الأزواج والزوجات ؛ حتى لأدنى وأقل الأمور والأسباب ! وعدم الرغبة في الحل والعلاج لها !
خامساً: ظاهرة العناد والعجب والكبر والنكد والاختلافات من الأزواج للزوجات أو من الزوجات للأزواج.
سادساً: ظاهرة الكذب واللف والدوران والشك وعدم الوضوح التي تغلب على أساليب التعامل بين الأزواج والزوجات.
سابعاً: فتح الباب أمام الوالدين الكريمين والأقارب بالتدخل في الحياة الزوجية بقصد المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل الزوجية ، وهذا قد يزيد من شدة وحدة المشكلات الزوجية ولا يساهم في الحلول الإيجابية والتفاؤلية.
ثامناً: ظاهرة العنف اللفظي وكذلك العنف الجسدي بين الأزواج والزوجات على حد سواء ؛ فالجميع يشكو أنه يتعرض للعنف والتعنيف والقسوة والقهر والظلم .
تاسعاً: ظاهرة الصمت الزواجي أو الطلاق العاطفي بين الأزواج والزوجات وعدم الحوار والكلام في حياتهم الزوجية والأسرية.
عاشراً: نتيجة لذلك التفكك يذهب الأزواج والزوجات إلى الطلاق الفعلي الحقيقي والانفصال بينهم ، وترك الأولاد يعانون من الأحداث والوقائع التي تأتي بعد الطلاق مثل : أهمال التربية والتنشئة وأهمال النفقة عليهم وتدافع المسؤولية بين المطلقين والمطلقات .
وتبدأ مع انطلاقة شرارة الطلاق قصص مؤلمة جديدة ربما ترسم على وجوه الأزواج والزوجات معاً ! وربما ترسم على وجوه الأولاد من البنين والبنات.