(من محاصيل قهوة بعيدة الى كوب قهوة قريب )
العنود العنزي
. ما زالت القهوةُ أيقونةَ الصباح، وسيِّدَةَ الدفء إذ نغادرُ نشوةَ الحلم، تجمعُنا وتلملمُ ما تناثرَ منّا في الفضاء. تفوز القهوة بأنها تجعل يومك من كئيب إلى سعيد حتى لو كنت لوحدك. القهوة الأولى يفسدها الكلام لأنها عذراء الصباح الصامت. إنني أعد أيام حياتي بملاعق القهوة. صباح المدن التي تستيقظ على رائحة القهوة، والقلوب التي تشرع شبابيكها للحب قبل الضوء. صباح الخير للذين تسعدهم قطرات المطر وتدفئهم القهوة. الثامنة صباحاً يكون المزاج هادئ وأرى في الصباح مذاق القهوة. القهوة والموسيقى لا تجعلنا نبقَى غُربَاء أبد.
وقيل في القهوة قهوة فيروزية بنكهة الشوق الماكث بين همسات نبضات قلوبنا قد أعتداد الناس في الوطن العربي على شرب فنجان القهوة على صوت فيروز ومازل همسات الصباح تعانق رائحة القهوة وصوت ايقونة الشرق
لم يكتب الشاعر نزار قباني قصيدة كاملة عن القهوة فقط، بل ورد ذكره في سياق أقواله الشهيرة التي يشبه فيها القهوة بـ”عجوز معمرة لها أحفاد بررة يقبلونها كل صباح ومساء وأنا أكثرهم براً بها”، وأقوال أخرى تصف القهوة بأنها “سيدة المشاعر وسيدة الأوقات”.
وتعد ثقافة القهوة في العالم من أهم الثقافات لكل دولة. من حيث النوع وطريقة التحضير وحتى أوقات شربها لهم
عندما كتب الأدباء عن القهوة، ذلك الفنجان الساحر مذاقاً، المؤثر شكلا ومضمونا، لم تأتِ كلماتهم من فراغ، بل هي وليدة تجارب صنعتها الصدف،
وكانت مازلت يشربها كل شخص منا بطريقته الخاصة ومزاجة المختلط برائحة القهوة واحتواء المكان واصبح
الجلوس مع فنجان من القهوة طقسًا يوميًا لا يستغني عنه الكثيرون، بل إنَّه كفيل بتهدئة الروح ومنحها بعض السلام. فالقهوة هي صوت هادئ وسط ضوضاء الحياة، ورائحة محاصيل القهوة تعيد لنا لحظات من الهدوء في ساعات الصباح المبكر، أو رفاهية مسائية نختلي فيها بأنفسنا. القهوة ليست مجرد مشروب نعده، بل هي تجربة تتشكل بين أدوات القهوة ومكونات البن وأصوله، وهي رحلة تبدأ من “محاصيل قهوة” بعيدة وتتجسد في كوب قريب.
كاتبة رأي
