كُتاب الرأي

من دلَّعك ؟؟

✍️ الكاتبة / نعيمة البدراني

من دلَّعك ؟؟
في الطفولة كانت احتياجتنا الضرورية مختصرة.
بالكاد نطلب .
ويأتي كل شي بدون طلب
حتى وسائل الترفيه كانت شبه معدومة ونقضي فراغنا بما يتوفر وسعداء
والألعاب جماعية ومشاركة بفرح
عندما أشترى والدي (جهاز التلفزيون) دعوتُ كل البنات وحتى الأولاد في (الحارة)
-الآن في منزلي عشرات الأجهزة ولكل فرد مايخصه وممنوع اللمس –
وحتى بدونه كنَا نلعب حتى قبيل أذان المغرب ثم ندخل منازلنا وننام.
كان الإنغلاق في حياتنا ومحدودية المكان وصغر المجتمع لا يقودنا للبحث ولا الرغبة في أشياء كثيرة لأننا لانعرفها ولا ندل طرق الوصول لها.
وكفتيات كانت عناية الشعر وماشابه تعود للأم
لانرفض( الزيت) الذي يغذي الشعر ولا ذاك (الكرِيْم) الذي يفيد البشرة ونستجيب بقناعة أن الأم على صح دائما.
الآن ندفع الكثير في سبيل إسعاد أبنائنا وتوفير متطلبات يحتاجون لها وبحكم العاطفة نلبي كثير من الكماليات غير الضرورية
إن رفضنا مرة واثنتين نستجيب في الثالثة.
طبيعة الحياة فرضت علينا أن نواكب التطور
ونجاري تغيير الحياة ، حتى لانعيش في عزلة اجتماعية نأخذ فيها أولادنا معنا.
نريدُ أن نوفر لهم حياة آمنة لا يشعرون فيها بالحاجة للآخرين أو أنهم أقل من أقرانهم أو أننا نرفض بلا سبب.
مع ذلك لايكتفون
ويشعرون بالملل. ويريدون الغريب ، الجديد الذي يتحدث عنه الجميع ، ويشيرون بالذهاب للصرافة
يعتقدون أنها مملتئة بالمال ولا تفرغ 😀
ابنة أختي استيقظت في أحد الأيام من نومها توجهت لوالدتها تريد أن تشتري لها (حصان )😅
وولدي عندما كان صغيرا كان حلمه أن نملك ملعب كره أمام منزلنا 🥹
العالم مملتئ بكل ماهو مثير الكتروني وواقعي، وبتجدد وتغيير وتحديث متسارع
كلما اشترينا كلما ظهر الجديد
كعقلاء وتربويين نعرف أن المتطلبات لهد حد ولابد أن نقول لا ،ولكن ليس بلغة الرفض والتعنيف ولكن بإسلوب الإقناع والتأجيل وتوفير البدائل بما يمناسب قدرتنا المادية وضروة مايطلبون
ناهيك عما يزاحم حياتنا من إعلانات ووسائل إقناع وكثير من المبالغة وحتى الكذب في التأثير على الأبناء للشراء.
إعلان (سيروم) يُكَثّف الرموش والحواجب وصورتين واحدة منهما قبل والثانية بعد وبحكم الخبرة عرفت أنه لن يؤدي النتيجة التي تعتقدها ابنتي
خاصة غير غلاء السلعة ، حقيقة أنا أملك ثمن الدفع
ولكن لن أوافقها الرغبة خاصة وإن المطلوب قد يعود بأثر سلبي أو لن يفيد
هي عشر دقائق في مرتين للحديث معها أقنعتها
بأنه لن يفيد وماتراه ليس حقيقيا
هي الآن تفكر أن تشتري بثمنه شي آخر مفيد وحقيقي كما أشرت عليها أنا 🙂

كاتبة رأي ،وخواطر ،وقاصة

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى