من البريء يا تُرى؟!

من البريء يا تُرى؟!
كان الغيم يجتاح السماء،
وكانت العتمة تغمر الأرض،
وكان الليل ظلامًا دامسًا،
وكان الدجى يملأ الأفق،
وكان الناس في صمتٍ رهيب،
وكان الشارع يكتسي بالهدوء،
كان كل شيء لا ينطق، خرس الكلام والتعبير.
رغم أنها ليلة ماطرة، وجوّها بديع،
لكن ضجيج الحزن كان هو الحاضر،
والألم هو الذي يتكلم،
ويرفع صوت الدموع في عيون ثلاثة: المقلة، والفؤاد، والقلب.
كان كل شيء يحكي عن وجع،
فساد، وشقاء، وحنين.
ولكن حين سُئلت، قيل: إن المقلة تشكو من الفؤاد،
والفؤاد شكا القلب،
وكلٌّ منهم يتوجّع ويئن.
من المذنب؟ ومن الذي يستحق العقاب؟
ومن البريء يا تُرى؟!
سُئلت العين: ما أبكاكِ؟
قالت: تألّم الفؤاد، فجرت أدمعي.
قيل للفؤاد: لماذا تسببتَ في جريان دمعها؟!
قال: لأن القلب كان جريحًا،
فوصلني تيار آلامه، فأرداني صريعًا.
قيل للقلب: ويحك أيها القلب،
لماذا تسببتَ في أوجاع أحبّتك؟!
فأجاب: أصاب أحبّتي الألم،
فكان سكينًا جرحني،
فوصلهم بعض ألمي…
أ. جميلة متنك