كُتاب الرأي

مناسباتنا الاجتماعية في الميزان

المستشار د.عبدالإله بن محمد جدع

“مناسباتنا الاجتماعية في الميزان”

ليس ثمّة شك في أن مجتمعنا يتميّز بتماسك أفراده والاعتزاز بالروابط بينهم، ويظهر ذلك جليّاً في المناسبات مثل حفلات الزواجات ومراسم العزاءات،، ومع الاعتزاز بتلك الوشائج لي مع هذه المناسبات وقفات؛
✔️فأما الزّواجات فقد كثر تناولها وانتقاد المبالغات فيها وما اسْتجدّ من شكليات ومظاهر فيها، ومنها عروض الفِرَق الشعبية وغيرها التي لاحظت شبه إجماع – من الحاضرين فيها- على طول الوقت المخصّص لها وضجيج أصواتها الذي بات يزعج الحاضرين،،وصار الناس ينسحبون خارج القاعات ولا ينتظرون العشاء،، فضلا عن التنافس في اختيار الصالات التي تقام فيها والمبالغة فيما يقدّم على طاولاتها وما يُعرض في برامجها!!ناهيك عن المظاهر والبذخ في حفلات السيدات!!
فلماذا لاتُختصر هذه المناسبات وتقتصر على أهل العروسين والأقربين؛ توفيراً للأموال والأوقات، ويمكن أن توجّه تكاليفها للعروسين تُعينهم في تجهيزات بيوت الزوجية أو رحلات العسل،،
وقد تم اختبار ذلك أيام كورونا وكانت ردود الفعل جيدة ومستحسنة..
✔️وأمّا مراسم العزّاء فيبدو أنها صارت عبئاً على ذوي الميت يستقطع من أموالهم وأوقاتهم حين تحَوّلت إلى سرادقات مفتوحة مُكْلفة في الفرش والأكل،، في حين تجد الحاضرين ينشغلون بكلام تافه في عروض الدنيا فضلا عن الغيبة في الناسْ!! ،،وترى المصوّرين يلتقطون صور بعض المعزّين للاستعراض!!
فما الذي يعود على الميت الذي كان يحتاج الدعاء لا العزاء، ناهيك عمّا يحدث في عزاءات السيدات من مظاهر واستعراضات وأحاديث جانبية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الموقف!! ،، وكم من هَدْرٍ للنّعمة والمال فيها،،
فمتى تتغير عادات المجتمع في مثل هذه المناسبات؟؟!
وكفى مظاهر وإسراف يجدر توجيهها للصدقات على أرواح الموتى،،
✔️وللحقيقة فإنّه لم يرد كل ذلك في الدين الحنيف
فإنه لا يُشرع لأهل الميت صنع الطعام، ولا دعوة جماعة ليقرؤوا شيئاً من القرآن والأذكار ويهدوا ثواب ذلك للميت، ثم يأتي الناس ليأكلوا الطعام المعدّ.،- فقد قال صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه أتاهم أمر يشغلهم. رواه أحمد وأبو داود والترمذي-لا أن نشغلهم بعادات لاطائل منها،،

كاتب رأي وشاعر

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى