كُتاب الرأي

منارة العالم

تعيش المملكة العربية السعودية أزهى عصورها على الإطلاق، كونها أضحت منارة العالم في جميع النواحي، الدينية والسياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والرياضية والصحية ، باتت رمزاً للتحضر والرقي، أمست علامة للتطور والازدهار، لعلنا نؤكد أنّ سبب نجاح وتفوق هذه الدولة العظيمة أنها تسير على أسس ومبادئ راسخة مستندة إلى تاريخ ضارب في العراقة والاعتدال، وهذا ما جعلها تقود العالم وتحظى بالأنظار، لقد جعلت الآخرين يتحدثون عن منجزاتها.

ليس سهلاً أن تسعى لأن تكون رمزاً للأمن والأمان، للعلم والمعرفة، رمزاً في التغلب على التحديات والشكوك، رمزاً للقوة والصلابة، ليس سهلاً أن تحارب حتى تكون هدفاً لرحلة أحدهم إليك.

 لقد خطَت المملكة العربية السعودية خطواتها نحو التطوير بصورة ثابتة قائمة على تشخيص واقعها وتهيئة الإنسان والمكان ثم القيام بوضع خطط العمل حتى تحققت النتائج، كل هذا في صمت وهدوء، نهضت بفضل الرؤية الطموحة حتى اكتسبت ثقة الجميع وآخرها قرار منحها الثقة لاستضافة كأس العالم للمنتخبات لعام 2034م، تلك التظاهرة العالمية التي تسعى كل دولة أن تهيئ نفسها لأن ترقى في برامجها ومبادراتها حتى تستضيف مثل هذا الفعاليات.

تظاهرة نشطة مثل كأس العالم تدفع بالجميع للعمل ثم العمل حتى يتحقق الهدف، وقد تحقق لنا بفضل الله ثم بجهود القيادة الرشيدة الفوز بهذا الشرف الرياضي المتعاظم نظراً لتحقق الشروط وبمعدل موافقة عال لم يحدث أن تحصل عليه ملف من الملفات الرياضية التي تقدمت بها كافة الدول التي نظمت كأس العالم في السابق.

حصول الملف السعودي على نسبة 4,20 من أصل 5 كأعلى معدل تاريخي في التقييم الذي تجريه المنظمة العالمية ( الاتحاد الدولي لكرة القدم) للدول الراغبة في تنظيم فعاليات كأس العالم لم يأت مصادفة! إنما أتى بعد زيارات عديدة لمسؤولي الفيفا وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي  لكرة القدم (جيانو اينفانتينو) حيث قال في مقابلة سابقة أن كأس العالم سيكون في السعودية رائعاً.

هو لم يصرح بهذا التصريح عبثاً، أو مداهنة، لقد تأكد بنفسه أن السعودية قادرة على تنظيم فعاليات أكبر نظراً لوجود البنية التحتية الصلبة، ووجود اقتصاد متنوع ، فضلاً عن ذلك تمتعها بنسبة استقرار عالية من حيث  التسامح والسلام والإخاء والتقبل الثقافي والتنوع الفكري للتعامل مع القادمين لمشاهدة المباريات، ووجود نمو وازدهار في فهم واستيعاب مفهوم الرياضة على صعيد المنشآت الرياضية والملاعب، وتطبيق الاحتراف، واستقطاب أفضل اللاعبين على مستوى العالم للَعب على الملاعب السعودية.

منذ تأسيس الاتحاد السعودي عام 1956م والمسؤولين في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم القيادة الرشيدة تولي اهتماماً بالغاً بالرياضة والرياضيين، وعملت على بناء استراتيجية وطنية للرياضة تركز على بناء مجتمع نشط لديه القدرة على المشاركة والمنافسة، ويملك التأهيل الكافي للمقارعة محليّاً وإقليماً ودولياً، كما قامت على تطوير البرامج والمبادرات لتعزيز معدلات الصحة الرياضية والنشاط البدني، حيث تمكنت خلال السنوات الماضية من إنشاء المستشفيات الخاصة بالطب الرياضي واستقطبت أفضل الأطباء للعمل بها والعناية بالرياضيين وتأهيلهم حتى باتت تلك المنشآت حاضنة صحية لهم، هذا انعكس إيجاباً على الصحة العامة لدى الرياضيين والمجتمع بأسره.

ذلك الجهد الوافر من قبل المسؤولين خلال العقود السابقة مكّن المملكة العربية السعودية من المنافسة قاريَاً ودولياً على كافة النشاطات الرياضية مما حدا بالاتحاد الدولي إلى الاعتراف رسمياً بأول فكرة انبثقت لربط قارات العالم رياضياً تحت مسمى كأس العالم للقارات، حتى أصبحت تظاهرة لا تقل عن كأس العالم وبفكرة سعودية محضة قادها آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمهما الله.

هذه الأفكار وتلك المبادرات لفتت انتباه العالم لما يقوم به المسؤولين من تنظيم عالي وتخطيط دقيق وتنفيذ منهجي وتقويم سليم للرياضة في السعودية.

لقد انتزع السعوديون ثقة القائمين على الرياضة دولياً بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص ولا سيما بعد أن سطروا أروع التضحيات على الملاعب الرياضية منذ تأهلهم لكأس العالم عام 1994م .

منذ ذلك الحين ومسؤولي الاتحاد الدولي في تقييم مستمر لما يحدث من تطور رياضي في المملكة العربية السعودية حتى تحقق للجميع هذا الشرف الكبير بتنظيم واستضافة كأس العالم لعام 2034م .

 إننا في المملكة العربية السعودية نفخر بهذا الحدث، ونثمن هذا التقييم  الصادر من الاتحاد الدولي ذو المستوى الرفيع للمنشآت الرياضية والبنية التحتية ثقافيّاً وصحيّاً واجتماعيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً، بل أنه يدفعنا هذا للمزيد من التركيز  لتنظيم فعاليات أخرى تحقق ما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز  حفظه الله ورعاه من جهود لتوسعة مفهوم الرياضة السعودية، برعاية واشراف صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله ورعاه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، فلنكن معهم يداً واحدة في البناء من أجل أن يبقى هذا الوطن العزيز منارة للعالم.

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى