كُتاب الرأي

منابر إعلامية .. وتلك الصراحة..!

 

عماد الصاعدي
بعض البرامج الحوارية أصبحت محورية الحديث ورغم براعتها في الأسلوب إلا أن الجرأة في تلك الصراحة جعلتها أقل جودة من المطلوب وصولاً لدرجة الإكتئاب منها ، ومحاورها الكثيرة والصدفة التي تتكررُ مِدراراً من تلك الأحاديث ، وفي النمط العام تغلُبُ النرجسية حَدها لإقناع المشاهد بكل هذا من الهالة الإعلامية وتلك الأساليب التي تعطي إيحاءاً من المشاعر الفضفاضة من سؤال الضيف لنفسه والإجابة عليه إلى الوصول لتلك الطفولة البرئية إلى الحبيب الأول إلى التعمد في هدم بعض القيم الاجتماعية وانتزاع أثرها الموجود .
أقولها وبصراحة وهل الصراحة تغيرُ شيئاً من هذا الشيء ربما لا ، وربما قد تكون مثل خدَّشِ الزُجاج فلن ترتقي تلك المنابر وهذا نتاجُها ، ولن تُسهم في فرض نمطية جديدة من الإعلام المحلي فقد سيطر الإعلام التجاري على تلك البرامج التي أصبحت تهريجاً في تهريج فلا يصحُ منها إلا ما تم التخطيط له ، ولا مبالاة عن ذلك الاستفتاء الذي أشار أن أغلب الشركات الإعلامية التجارية تعاني كثيرا ً ، فقد مَلت من نمطية عملها ولجأت مُجبرةً للاعبين والمُمثلين والمُغنيين في إعادة توهجها الإعلامي والغريب إعادة تلك البرامج الشتوية في موسم القيّض وهل يعقل!… لايوجد حزمةٌ جديدةٌ من الخطة المعتادة ، والواضح أن هناك أزمة مالية خانقة وكَسادٌ لسوق الإعلانات فالمنصات الجديدة أخذت القسمة الأمَّرّ من مدخُولِها.
إن مانحتاجه اليوم إعادة ذلك التاريخ من الزمن فبرامج ” المزرعة الخضراء ، وحروف ، وساعة على الهواء ، ومناسبات وأفراح وليلة خميس وغيرها ” فيها أفكار مواتية وصائبة مع توظيف التقنية الحديثة التي ساهمت في تخفيض تلك الأجور ولا أعذار للقول بقلة الإمكانيات فصناع اليوتيوب أثبتوا جدارتهم بكل كفاءة بل وتجاوزا المشاهدات لتلك القنوات المدعومة.
وهانحنُ في عصر اليوم نفتقد لتلك البرامج الوثائقية وهو مامَيّز الإذاعة والتلفزيون ، وأتذكرُ برنامج “من ذاكرة التاريخ ” فله وقعه الخاص من الموسيقى الخاصة به ، وكان بمثابة معلومة عالقة لاتنسى من الذاكرة لحدث في يوم من العام ، وكان من أبسط مايكون إلا أن الطريقة التي تمت إنتاجه بها بسيطة ولا تحتاج إلا لجمع للمعلومات واختيار أحداثها ، وفي مثل هذا اليوم الثالث عشر من محرم للعام الهجري 1446هـ يجب أن نُعيدَ مافي ذلك الأرشيف القديم لما قدمه التلفزيون السعودي والخليجي فبعضها لو أخذت الفكرة الأساسية منها وطُورت لكانت امتداداً لما قدمت الشاشة الذهبية التي تعاني كثيرا ً من تلك الجودة التي كانت عليها تلك البرامج التي ضلت في الإفصاح عن تلك الصراحة ..!

عماد منصور الصاعدي

كاتب رأي ومدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالمدينة المنورة

تعليق واحد

  1. جمال الأسلوب من رقي الحرف وبلاغة المعنى والنقد الهادف وهذا ما عُرف كاتبنا الكبير مكانة وعلما الأستاذ عماد الصاعدي القادم إلينا بإطلالة بحجم ما يحمله من هاجس إعلامي وحقيبة ممتلئة بالكثير من ملفات هيئة الصحفيين بفرع منطقة المدينة المنورة.
    ضمن استراتيجية حُدِّدَت أهدافها وصيغة طموحاتها وصولا لكوادر إعلامية سعودية تواكب تطلعات رؤية المملكة ٢٠٣٠ ومهندسها وفكرها النابض عطاء بلا حدود من لدن الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
    زميلنا الكاتب فارس الكلمة الراقية الأستاذ عماد الصاعدي حللت أهلا ووطأت سهلا فنحن من نتعلم من إبداعك وشكرا لسعادة رئيس التحرير الأستاذ محمد علي الفريدي وهو يحسن اختيار كوكبة رفاق الإبداع ورجال الفكر كما هو حال جميع من شرف بالإنصمام لصحيفة آخر أخبار الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى