كُتاب الرأي

( مملكتنا ومكانتها في العالم )

محمد سعد الربيعي

 

( مملكتنا ومكانتها في العالم )

حقيقة لا أعرف كيف أبدأ في الحديث عن دولتي المملكة العربية السعودية، من جوانب كثيرة لاتعد ولاتحصى ، منها خدمة الإسلام والمسلمين ، والإهتمام بالأماكن المقدسة ، وهذا الأمر لو أفردت له مجلدات لن تفي بحق هذه الدولة العظيمة المباركة وإنجازاتها في خدمة الإسلام في العالم كله ، وفيما يتعلق بتطوير مكة والمدينة وجعلها أكثر الأماكن أماناً وإحتضاناً للمسلمين من كل أقطار العالم ، ووقوفها مع كل دول العالم في الكوارث والحروب ، ومساعدة المحتاجين من الدول الفقيرة ، ومساندتها للمسلمين في كل دول العالم ، ونشر الدين الإسلامي الصحيح ، ومحاربة البدع والخرافات التي يمارسها أعداء الإسلام بغطاء الإسلام ، وهناك المزيد والمزيد ، مما تقوم به مملكتنا ودولتنا العظيمة ، ولكنني هنا سأتحدث عن جانب عايشته ، وشاهدته من خلال مخالطتي للكثير من العمالة التي أتت لبلادي لطلب الرزق ،وهم من جنسيات كثيرة وكبيرة ومختلفة من مختلف أرجاء العالم ، ومن بينهم الكثير من الدول الإسلامية ، والدول العربية ، وكذلك الدول الآسيوية ، والأوربية ، والأمريكية ، البعض منهم كنت معه في داخل المملكة ، والبعض عمل منهم معي ، والبعض قابلته خارج المملكة ، وهي جزئية صغيرة ولا تمثل شيء بالنسبة للمملكة إلا بالقليل جداً مما تساهم فيه دولتنا من تقديم أنموذجاً عالمياً فيما يخدم البشرية ، ويتساوى فيها الناس لدينا ، في ظل واحة من العدل والأمان ، وكل من أولئك البشر الذي عملوا لدينا كان السواد الأعظم منهم أميناً في نقل الحقيقة ، والواقع عن المملكة ، وكان يثني عليها ، وعلى شعبها الثناء العطر. هناك قلة قد تنقصهم الشيم الإنسانية ، قد يتطرقون للمملكة من موقف عدائي ، وشحن طائفي ، هم من قد ينقلون واقعاً مختلفاً نتيجة ماتكنه صدورهم من حقد وعمى بصيرة، لهذه الدولة الكريمة التي يعم خيرها الجميع بدون إستثناء.
قابلت من يعمل في الأعمال التجارية ، والصحية ، وأعمال البناء وهم بكثرة من مختلف أصقاع العالم ، وكذلك من غير المسلمين ، وفي أعمال مختلفة ، ونشاطات متعددة ، ووجدت من قضى جل عمره بين مدن المملكة ، والكثير منهم حدثني بأنه لايستطيع البقاء طويلاً في دولته عندما يذهب لقضاء إجازته هناك ، لأنه أصبح لايستطيع مفارقة المملكة ، وأنه أصبح شبه غريب في دولته ، نتيجة قضاء أغلب حياته في طلب الرزق في هذه الدولة العظيمة ، ومن الجانب الآخر يرى نفسه مختلفاً في دولته ، خاصة والكثير منهم قضى جل حياته وفترة شبابه في المملكة .
كان لدي هذا اليوم عاملين من جنسية دولة بنقلاديش الإسلامية ، وهما أخوين ، يعملان في مجال البناء ، وكانا كبيرين في السن فسألت أصغرهما كم له يعمل في المملكة ، وقال أنه يعمل فيها منذ إثنان وثلاثون عاما، وعن أخيه الأكبر قال له مايقارب الأربعون عاما، وكانا متشابهين وفي نفس العمر تقريبا، وسألتهما أين قضيا هذه المدة أو العمر الطويل ، فقال الأصغر منهما ، لقد عملنا تقريباً في كل مدن المملكة ، وتجولنا في أرجائها ، وكسبنا منها أموالاً وفيرة ، وكونا حياتنا في بلادنا ، وأصبحنا هناك من ملاك العقارات ، وعلمنا أبنائنا تعليماً جيداً ، وسنبقى حتى أن يكتب الله مايشاء في عودتنا ، وأضاف بأنهم لايودون العودة ، وأن لديهم القدرة في العمل لسنوات قادمة ، وما قاله هذا المسلم الطيب ينطبق على السواد الأعظم من الذين يعملون لدينا ، رجالاً ونساء ً، والغالب منهم قضى فترات طويلة في العمل بدولتنا ، وطالما هو يحترم النظام فيها ، فسيبقى حتى هو يقرر مصير عودته ، وهذه المدة الأربعينية ، أو الثلاثينية التي قضاها هذين الأخوين ، هناك الكثير من أمثالهم ، وقد يعدون بمئات الآف ، وأكثر قضوا مثلها أو مايزيد عليها ، من كل الجنسيات الموجودة لدينا.
الشاهد في هذا المقال أن الكثير من الأجانب العاملين لدينا وفي مختلف الأنشطة التجارية والوظيفية ، وخلافها حضيوا في هذه البلاد الطاهرة بمميزات قد لاتوجد في أي دولة من العالم ، ولعل الكثير منهم قد لايحظى بمكانته في دولته كما يحضى بها في المملكة ، حيث يجد فيها أبواب الرزق مفتوحة ، ويجد فيها الأمن والآمان ، ويجد فيها القبول بين الشعب السعودي الكريم ، نحن لسنا مجتمع ملائكي ، وفينا من قد يُسيء فِهمه ، أو يُسّاء فَهمه ، وقد تحدث بعض الكبوات ، والمشاكل ، وقد يشترك طرفي القضية فيها ، ولكن ذلك لايعد ظاهرة ، بل الجميع يعيش في واحة من العدل ، والأخوة ، وطيب التعامل مع ذلك الطيف الأجنبي الكبير الذي يعيش بين ظهرانينا.
ما أود أن أقوله أن الجانب الإعلامي قد يكون مقصراً في نقل هذه الصورة الطيبة عن المجتمع السعودي ، وكيفية تعامله مع هذا الطيف الأجنبي الكبير ،وكذلك ماتقدمه الدولة ، وربما كذلك بعض الجهات والمصالح الحكومية ، ممثلة في الخارجية، والشئون الإسلامية ، وكذلك الجهات التي لها علاقة بعمل هذا الأجنبي مثل الموارد البشرية ، وخلافها ، من خلال برامج توعية وتنويرية ، وإعلامية ، تدلل على ماتقوم به دولتنا ، ولِينقل هذا الأجنبي الحقيقة عن المملكة وما تقدمه له ، وما يتلقاه فيها من رعاية لاتختلف عما يتلقاه مواطنها ، كما أنه من المهم والمفيد ونحن الآن في خطة تنويرية ، ونهضة استشرافية ، ورؤية ناجحة يقودها ولي عهدنا ، وقائد نهضتنا ، أن تقوم تلك الجهات المسئولة في الدولة بإختيار نوعية من نرغب فيه أن يعمل لدينا ، القصد هو الكفاءة والمؤهلات ، وليس القصد على الجنسيات ، وهذا أمر مهم لأننا لانريد من يُجهلنا ، أو يَجهل علينا ، لأننا ولله الحمد نمتلك كفاءات شابة سعودية ، ستنطلق إلى عنان السماء ، وفق رؤية سيدي ولي العهد ، والأمر يُلزم بإعطائها الفرصة لتحقيق هذه الرؤية ، والأمنية الغالية لكل مواطن وفرد سعودي.

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى