كُتاب الرأي

( مملكتنا وأياديها البيضاء )

محمد سعد الربيعي

( مملكتنا وأياديها البيضاء )

كنت محظوظاً أن أشاهد ماتقدمه دولتي المملكة العربية السعودية ، أو مملكتنا العظمى للعالم ، العالم الاسلامي ، العالم العربي ، وكذلك لشعبها العظيم في الداخل وهو مايشاهده ويلحظه الجميع ، أقصد في داخل المملكة رغم أن هناك الكثير مما يُقدم للشعب ( المواطن – وكذلك المقيم ) فيها ولايعرفه الكثير من المواطنيين نتيجة تقصير الاعلام ، وكذلك العلاقات العامة لتلك الادارات التي تقدم تلك الخدمات للمواطن والمقيم على حدٍ سواء دون أن تعلن عنها ،وكذلك في الخارج  ولعلها أيضاً تقع تحت دائرة عدم الاعلان بذلك ربما لا أدري بتوجيهات من مقامات علياء في الدولة بعدم ذلك رغم أنني لست مؤيداً لهذا الموقف أو الإجراء ، أي أنني أحبذ أن تقوم أي جهة بتقديم خدمات مجانية للمواطن أن تعلن عنها وفق برامج يلاحظها الجميع ، وهي بالتالي جزء  مما تقدمه تلك الجهات الحكومية في تنفيذ برامجها وخططها المدرجة من الدولة.
أقول أثناء عملي في بعض المهمات في الكثير من دول العالم ، ولم أكن عضواً أو عنصراً مباشراً فيها أي في توزيع تلك المساعدات ، بل يتزامن في كثيرٍ من الاحيان وجودي مع وجود مساعي وجهود المملكة وجانبها الانساني في مساعدة العالم الاسلامي وغيره في تلك الدول أي خارج المملكة ، حيث شاهدت ذلك في عدة دول ومنها على سبيل المثال الباكستان ، وكيف كانت جهود هذه الدولة العظيمة في مساعدة الشعب الباكستاني ، وشاهدتها أيضاً في مراحل متعددة في أفغانستان التي بقيت فيها فترة تتجاوز عدة أشهر ، وكيف كانت المساعدات العينية والمادية توزع على الشعب الافغاني دون تمييز ، حيث رأيت قوافل المساعدات تذهب لمناطق الهزارى وهي مناطق شيعية ، وللبشتون بكل طوائفهم ، وللطاجيك جماعة شاه مسعود ، وكانت تلك المساعدات تصل للقرى ، وتوزع داخل العاصمة كابل ، ومن عدة جهات في المملكة ، وقابلت الكثير من السعوديين وغيرهم ممن يثق فيه ولاة أمر هذه الدولة أدام الله عزها المكلفين بتوزيع مساعدات مالية ، والقيام بأعمال إنسانية ، مثل حفر الأبار ، وبناء المساجد ، وتأمين مستقبل الكثير الكثير من العوائل التي كانت تحتاج للمساعدة ومد يد العون لهم ، ووجدت المستشفيات والمراكز الصحية في هاتين الدولتين التي تجد إشرافاً مباشراً من أشخاص أو جهات سعودية وبدعم من الدولة في الكثير من مقاطعات هاتين الدولتين ( باكستان – افغانستان) .
شاهدت أيضاً ذلك في الفلبين التي وجدت دولتي قامت فيها ببناء المساجد الكبيرة ، وأشرفت على توزيع المصاحف فيها ، وتكليف أئمة وموظفين لادارة تلك المراكز ، وشاهدت أيضاً ماتقوم به دولتي لخدمة المسلمين هناك في الجنوب الفلبيني ، ونشر الدين الاسلامي الصحيح في هذه الدولة المسيحية ، شاهدت أيضاً في دول الغرب ، وكيف قامت المملكة ببناء المساجد الكبيرة ، شاهدتها في روما عاصمة ايطاليا التي تقوم فيها دولة الفاتيكان ( روما) التي تعد المسئولة عن نشر المسيحية في العالم ، حيث بنى الملك فهد طيب الله ثراه اكبر جامع تقريباً في اوربا في هذه الدولة رغم كل الصعاب التي واجهت ذلك الجهد العظيم ، شاهدتها في أقصى أوربا في ايرلندا وعاصمتها دبلن ، وبناء المملكة لجامع كبير هناك ، وكذلك في المجر وعاصمتها بودابست، شاهدتها في المملكة المتحدة وعاصمتها لندن ، شاهدتها في فرنسا ، ووجود أكبر جامع في اوربا الغربية ، سمعت المصلين في مساجدها من المسلمين في باريس وما يثنون فيه على هذه الدولة العظيمة وماتقدمه للإسلام والمسلمين هناك ، ناهيك عن امريكا وكندا ، ودول امريكا اللاتينية ، والارجنتين والبرازيل ، شاهدتها في اليمن وما قدمته دولتي العظيمة لهذه الجارة من كل شيء يخطر على البال ، شاهدت ما قُدم للبنان والاردن وفلسطين وغزه التي بنت فيها دولتي الكثير وهدمته حماس ! شاهدت وشاهدت والمقال لايتسع لكل مشاهداتي في العالم عما تقدمه دولتي ، ولكن مقالي هنا سأتطرق فيه لجانبين فقط وذلك لكي يجاز مقالي من الصحيفة حيث لاأتجاوز فيه للحد المسموح من الكتابة .
الأول :
 أخي كان يعمل طبيباً في مستشفى الملك خالد للعيون ، يقول أثناء سفري بين الطايف والرياض ، وفي صالة السفر انتظاراً لمغادرة الرياض ، واذا بشيخ كبير يجلس بجانبي يستأذن في الاهتمام بغرض صغير كان يحمله معه ، وهو يرغب الذهاب لدورة المياه أعزكم الله ، وترك ذلك الغرض ، فأبديت تجاوبي ، وحين عودته وهو لايعرف أنني طبيب بدأ ذلك الشيخ بالمزاح معي وقال أتعرف مافي هذا الغرض ، فأبديت اعتذاري او عدم معرفتي بذلك وهو فعلاً ماكان ، فقال أنه علاج من مستشفى الملك فيصل التخصصي ، وأن قيمته مليون ريال يصرف لي كل ثلاثة أشهر ، فأخبرني أخي كقصة ممايحدث وتقدمه دولتي لمواطنيها ، وهذه لها مايزيد عن خمسة عشر عاماً ماضية ،  بل ربما أكثر ، وقلت لأخي الدكتور إن هذا خطأ في العلاقات العامة في ذلك المستشفى التي لاتوضح هذا الجهد الكبير الذي يقدم للمواطن دون أن يُسأل من أين هو! فقال لي أخي لاتذهب بعيداً فأنا كطبيب عيون أعمل في مستشفى الملك خالد أجري عمليات عيون تكلف الواحدة منها فقط نصف مليون ريال ، وأجري خمس عمليات في كل اسبوع ودون أن يعلن عنها المستشفى.
الثاني :
هو برنامج المملكة لابتعاث أبنائها للخارج أو برنامج الملك عبدالله طيب الله ثراه ، فهذا البرنامج أتاح الفرصة للكثير من أبناء هذا الشعب ، وكنت مسئولاً في إحدى مناطق المملكة ، وكان يحدثني الثقات منهم عن هذا البرنامج ، ويقول لي أن كل بيت في منطقتهم أُبتعث منه طالب أو طالبين ، وهذا ربما ينطبق على كل مناطق المملكة أو أغلبها ، وكانت نتيجته رائعة وفائقة في التحول الذي حدث في تعليم شباب هذه الأمة رغم وجود جامعاتنا التي تزيد عن الأربعة عشر جامعة في المملكة ، فقد نهل شبابنا من مختلف المشارب العلمية ، وإستفادوا من كل التجارب الدولية ، وعادوا لمملكتنا محملين بالآمال العظيمة الملقاة على أكتافهم للمساهمة في رفع اسم دولتنا الغالية بين الأمم .
وكخاتمة لهذا المقال أقول أن مملكتنا لم تبخل على المسلمين ، وعلى العالم أجمع ، فمساهماتها الإنسانية تتجاوز كبريات دول العالم ، بل تأتي هي في المقدمة ، كما أنها لم ولن تبخل على مواطنيها ، ومقيميها ، ناهيك عما تقدمه لخدمة المسلمين الذين يفدون للمملكة طوال السنة ، وفي رمضان والحج التي يزورها الملايين من العالم لتأدية شعائر الاسلام .
هي دولتنا العظيمة فلتهتم كل جهة حكومية في ابراز جُهدها إعلامياً وتنشرها ليراها ويعرفها الجميع ، ونعرف مقدار ماتقدمه هذه الدولة التي يجب أن نحبها وندافع عنها بكل ما أُوتينا من قوة،،،،

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى