مملكتنا بلا صحافة

محمد الفريدي
مملكتنا بلا صحافة
وتراجعها عن دورها الحقيقي لا يهدد إعلامنا فقط، بل يهدد وعينا وأمننا كمجتمع، وقدرتنا على فهم الواقع ونشر القيم.
في زمن الحضور السريع والانهيار الأسرع، تحوّلت صحافتنا الإلكترونية من سلطة رابعة تراقب وتوجّه وتكتشف، إلى سلعة رخيصة تُباع على أرصفة الضجيج اللحظي وبترينات السوشال ميديا الزجاجية.
لم تعد كلماتها كما كانت، تُوزن بعقلٍ يقظ وفكر نقي، بل أصبحت تُصاغ في مطابخ الجري المحموم خلف الشهرة والإعجاب، وتُقدَّم للقراء كوجبة سريعة تُشبع للحظة فقط، لكنها لا تُغني فكرا، ولا توقظ عقلا، ولا تحيي ضميرا ميتا.
صحافة تُلهينا بالسطحية والعبثية ، وتُطعمنا الفراغ، وتسرق منا عمق التفكير، حتى أصبحت كلماتنا بلا وزن، ورسالتنا بلا معنى، ومجتمعنا بلا وعي.
نعيش اليوم انفجارا إعلاميا لا يوازيه إلا انهيار جوهر رسالتنا الصحفية.
كل من يملك جوالا يكتب، وكل من يملك اتصالا ينشر، وكل من يكتب يظن أنه كاتب كبير يؤدي دورا نبيلا لا يستطيع سواه القيام به.
لكن الحقيقة غير ذلك تماما؛ فكثير مما يُنشر اليوم غثاء لا يتعدى كونه وهما فارغا ، أو استنساخا فكريا لأفكار مستهلكة تُقدَّم في قوالب براقة تخدع البسطاء، وتفتقر إلى العمق والمصداقية والرسالة.
وبات واقعنا الإعلامي يعجّ بكُتّاب ورؤساء تحرير لا يكتبون ولا يقرأون، ومنظّرين لا يستوعبون ولا يفكّرون، ومنصّات تروّج للسطحية.
ولم تعد الكلمة مسؤولية، بل صارت وسيلة للظهور السريع أو لتحقيق وهم الشهرة التي يسعى إليها الجميع.
وفي هذا المناخ، تلاشت ملامح الصحافة الجادة، وغابت الحدود بين الرأي والرأي الآخر، وبين المعلومة والرأي الشخصي، وبين الحقيقة والثرثرة، واختلط كل شيء في كل شيء، وتساوى الجميع في تسونامي الرداءة والفوضى.
أصبحنا، بهذه الصحف الإلكترونية، أمام مشكلة كبيرة؛ وأصبحت كلماتنا رخيصة جدا، وفقدت صحافتنا دورها الحقيقي في نشر الأدب ونقل الحقيقة.
وانهيارها لم يؤثّر فقط على الاجتهاد والجودة، بل أضرّ بمجتمعنا بأكمله، الذي لم يعد يواجه صعوبة في التنفّس، بل يواجه صعوبةً أشد في التمييز بين المعلومة الصحيحة والمزيّفة، وبين الغثاء والرأي الموضوعي والدعاية المضللة.
لذلك، علينا أن نعيد التفكير في معنى الصحافة الإلكترونية ودورها، وأن ندرّب كتّابنا ومحرّرينا على الاحترافية وأخلاقيات المهنة، وأن نشجّع الناس على متابعة المحتوى المفيد الذي يدفعهم إلى التفكير العميق، بدلا من الاكتفاء بالمحتوى السريع والسطحي الذي يذوب ويُنسى بسرعة.
وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فسوف نشهد مزيدا من التراجع في الوعي العام، ويصبح الضجيج سيد الموقف، وتُقصى الأصوات المؤثرة، ويُهمّش أصحاب الفكر والرؤية.
فالمجتمع الذي تُهيمن عليه السطحية الإعلامية، لا يمكنه أن يصنع مستقبلا متماسكا لدولتنا، ولا أن يُنتج قرارات رشيدة مبنية على العلم والمعرفة.
وإصلاح هذا الواقع الإعلامي لا يبدأ من الأعلى فقط، بل من القاعدة أيضا؛ من وعي الجمهور، ومن مسؤوليته في اختيار ما يتابع ويقرأ، فالجمهور الواعي هو الضمان الحقيقي لصحافة جادة ومحتوى راقٍ.
وإذا كانت هذه الصحف مرآةً لمجتمعنا، فإن تصفيقنا للرداءة يعني أننا رضينا بأن نرى أنفسنا مشوّهين، وأننا ساهمنا – بصمتنا – في سقوط الكلمة واغتيال الحقيقة.
ولا مستقبل لأي صحافة لا تحترم عقل جمهورها، ولا تراهن على وعيه، ولا تطمح إلى أن تكون شريكا في صناعة رأي عام يُحصّن المجتمع من التضليل.
وما لم نُدرك حجم هذه الأزمة، ونتعامل معها بجدية، فسوف نظل ندور في حلقة مفرغة.
فالصحافة لم تكن يوما مجرد كلمات تُنشر، بل كانت ضميرا حيّا، وعيونا تراقب، وعقولا تحلل وتفكر، وصوتا للحق إذا خفت، وعدسة تُكبّر الواقع حين يُزوّر، وجدارا أخيرا يقف في وجه العبث، وخندقا نحتمي به من زيف الصورة وضجيج التهريج الذي نراه بأمّ أعيننا ونسكت.
لقد آن الأوان أن نستعيد مكانة الكلمة، ونُعيد بناء الثقة بين صحافتنا الإلكترونية وجمهورها، وأن نلتزم التزاما صارما بالمهنية، ونحترم عقل المتلقي، ونقدّم محتوى يرتقي بوعيه، لا أن نستخفّ به.
إن مسؤولية الكلمة اليوم لا تقل عن مسؤولية السلطة، ومن يُمسك بالقلم يجب أن يدرك أن ما يكتبه قد يصنع رأيا، أو يُضلّ أمة، وقد يُوقظ وعيا غافلا، أو يُرسّخ ثقافةً مشوّهة، أو خرافةً مزمنة.
فكل نص يُكتب، إما أن يكون خطوة في طريق النور، أو ظلمة تُضاف إلى الظلمة.
بعض الصحف الإلكترونية عندنا ليست مجرد صحف فاشلة، بل هي كارثة مدمّرة، تُعيد إنتاج الفوضى الإعلامية التي تُخدّرنا وتُغرقنا في مستنقع التفاهة والفشل، وتمنح المنصات والمساحات لمن لا يملكون شيئا سوى الضجيج، ليعبثوا بعقولنا، ويشوّهوا الذوق العام، ويحتلّوا المشهد بخواءٍ مريب.
هذه الصحف لم تُبْنَ لتكون منبرا للحق، بل مصانع ضخمة لإعادة تدوير المحتوى المكرر، والمقالات السطحية، والتقارير الخاوية من أي مضمون.
لا تحرير محترف، ولا مبادئ تلتزم بها، بل جريٌ وراء الإعجابات والمشاهدات، واستسلامٌ تام لثقافة “الترندات” التي تقتل الذوق العام والإبداع قبل أن يولد.
أكبر خوف على الصحافة الإلكترونية هو عجزها عن مواجهة القضايا الحقيقية، وخضوعها للضغوط التي تخنق أي محاولة للحرية، والصدق، والنزاهة، فتتحول إلى صحافة بلا شجاعة، وبلا عمق، وبلا رؤية، ولا تستحق حتى أن نُسميها صحافة.
إن لم نستفق من هذه الغيبوبة الإعلامية، ونُصلح جذور أزماتنا، سيظل إعلامنا الإلكتروني مجرد ضوضاء عقيمة، تُبعدنا عن الحقيقة، وتُغرقنا في وهم المعرفة المزيفة.
لكن، لماذا تظل فقط صحفُنا الإلكترونية – التي يُفترض أن تكون جسورا للحوار والتنوير، وساحاتٍ للتلاقي والتفكير – ساحةً للعبث والفرقة، والتمزق، والتشرذم، والتحزّب، والتعصّب؟
لماذا لا توحّد الآراء، وتنسّق الأفكار بدلا من زيادة الشرخ في نسيجنا الاجتماعي؟
ولماذا تتحوّل إلى ظلامٍ يزداد اتساعا، تُشوّه فيه الحقائق، وتُعمى فيه العقول والأبصار، بدلا من أن تُضيء لنا الطريق؟
أين دورها في ترميم الوعي الوطني؟ وأين رسالتها في تعزيز الحوار لا صناعة العداوات؟
هل فقدت بوصلتها، أم تخلّت عنها طواعية؟ ومن المسؤول عن هذا الانحدار: الصحف الإلكترونية، أم القراء، أم وزارة الإعلام، أم الثلاثة معا؟
إذا أردنا فعلا أن ننهض بها، فعلينا أن نستعيد منها دورها الحقيقي، لتكون ضوءا يجمع ولا يفرّق، وعقلا واعيا لا منصّة للعبث والسطحية، وأن تصنع وعيا حقيقيًا يقودنا نحو مجتمع متماسك قادر على مواجهة تحديات العصر، بعيدًا عن ظلمات الفرقة والتشتت.
كثير مما يُنشر اليوم لا يتعدى كونه تضليلا مغلفا بجزء بسيط من الحقيقة، أو سخافات تلبس أقنعة العمق، تُضلل القارئ وتُغيب الحقائق، فتتحول المعلومات إلى فوضى تفتقد للمعنى والهدف، وتُغلق محاولات الحوار الحقيقي، مما يعيق تقدم المجتمع ويُعمّق أزماته الفكرية والثقافية.
هذا الانفجار العبثي لم يأتِ بجودة، ولا بمحتوى يُثري الفكر أو يعزّز الوعي، بل أفرز ضجيجا يصمّ الآذان، ويشتّت الانتباه، ويُبعدنا عن الحقيقة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها في زمن التخبط والضياع؛
حتى صار الصوت الأعلى ليس هو الأصدق دائما، بل هو الأكثر وقاحة وصخبا وجلبة، وإثارةً للفت الانتباه.
مشكلة صحافتنا الإلكترونية ليست في وسائلها، بل في عقول بعض كُتّابها، وليست في أدوات نشرها، بل في غياب قادتها الحقيقيين؛ أولئك الذين يعرفون متى يصمتون، ومتى يتكلمون، ومتى يختارون معاركهم.
أما الكاتب والصحفي ورئيس التحرير الذي لا يُميّز بين عدوّه وجمهوره، فهو ليس إلا أداةَ ضجيجٍ في ساحةٍ بلا أخلاق؛ تُهان فيها الكلمة والحقيقة، وتُسفَّه القيم، وتغيب فيها المسؤولية وسط الضوضاء والزحام.
أسوأ ما حدث للصحافة الإلكترونية منذ تدشينها إلى اليوم ليس الرقابة، بل الانبطاح.
صار كثير من الصحفيين والكتاب ورؤساء التحرير يكتبون ليُصفَّق لهم الآخرون، وليرضوا أصحاب النفوذ، ويكتبون وكأنهم مناديب في شركات دعاية وإعلان، لا ضميرَ حيّ.
ما نراه الآن ليس إعلاما، بل سيرك أصوات لا ينتهي؛ الكل يصرخ، ولا أحد يُصغي، والكل يزعم امتلاك الحقيقة، ولا أحد يسأل: من يدفع ثمن هذه الفوضى؟
من يحمي وعي مجتمعنا من التشويه؟ ومن يُرمم ثقة الناس بنا، بعد أن صارت الكلمة سلعة، والصحف مجرّد أدوات للتجييش، والتضخيم، والانحياز، لا للتنوير والتثقيف؟
الصحافة، إن لم توقظ السلطات الثلاث، وتحرّك العقول، وتحترم الذوق العام وتدفع الناس للتفكير، فهي مجرد تسلية مقنّعة.
والكاتب، إن لم يكن مشروع مساءلة، فهو مجرّد موظف علاقات عامة، مهما ارتدى من شعارات وأقنعة.
لن تقوم لنا قائمة ما لم يكن إعلامنا صادقا مع نفسه؛ إعلامٌ لا يخاف مواجهة الحقيقة، ولا يخجل من مراجعة ذاته، ولا يستبدل القيم والمبادئ والضوابط المهنية بالتصفيق.
فإذا أردنا أن نبني إعلاما يليق بنا وبمملكتنا، فلا بد أن نعيد إلى الصحافة الإلكترونية روحها الأصيلة: روح المسؤولية، والموضوعية، واحترام الذوق والجرأة.
فالصحف التي تخاف الحقيقة، أو تختزل الكلمة في صفقة، لن تصنع مستقبلا، بل ستُغرقنا في بحر التضليل والتفاهة.
فلْتكن صحافتنا منارةً للوعي والصدق، لا مرتعا للضجيج والتلاعب، وإلّا نكون قد سلّمنا مفاتيح مستقبلنا إلى من لا يستحق.
كاتب رأي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*سعادة رئيس التحرير المحترم الأستاذ : محمد الفريدي*
لقد كان مقالكم “مملكتنا بدون صحافة ” يحمل في طياته الكثير … فالصحف الإلكترونية بعضها أصبحت غير مهنية فيما تطرح وحتى مع الأدوات الرقمية الجديدة لا زالت على غير ذلك المستوى من الطرح والكثير من التساؤلات *وهل هي في الأصل صحف رسمية معتمدة ومرخصة أم أنها مواقع إلكترونية عادية* ، وكما ذكرت في زمن الحضور السريع والانهيار الأسرع وهذه يجب أن نقف عليها ؛ لأن الصحف الرسمية وذات الهيكلة الجيدة في العادة لا تتسرع في نشرها بل تجدها متأنية في الطرح ومتوازنة في تحقيق إعلام حقيقي جاذب للقراء ، وحتى تُصنع هوية متطورة لابد من الالتزام بضوابط النشر الإلكتروني فأخبار ذات الطابع الفلاشي انتهت وولتّ و آتت أكلها لأنها أصبحت مكشوفة لذلك القاريء النهم والذكي من المعرفة .
وأحيان السطحية لها دور كبير أو
بالأحرى هي مزاجية في فرض النقد دون الانتقاد لها ، وهذا مفهوم فيه مغالطات كثيرة ورأي غير سديد ولغة عابثة وغياب للمهنية التي هي روح الصحافة الحقيقة .
*أما ماذكرت عن المناخ الصحافي وهي جملة جميلة في طرحكم* فهي تجدها في من لايملك هدفاً واضحاً من طرحة أو في تلك الصحف التي ليس فيها رأي ورأي آخر ومقص الرقيب عندما غاب ، غابت معه تلك الأدوار لروؤساء التحرير في قيادة تلك الرُبان إلى بر من الأمان والنهج في الطرح ، ولن تجد ذلك التسونامي من الملاحظات .
على سبيل من المثال رئيس التحرير الناجح هو من يحترم تلك الكلمة في الطرح ووجهة النظر التي أحيان لها رؤية خاصة وقد تجد قبولاً لكنها تعصف به عندما يتم الموافقة على النشر منه وحتى إن كان المقال له فهو ينبغي أن يطبق عليه مقص الرقيب من أحد مدراء التحرير أو من يثق به ويطبقه بحذافيره ويمتثل لهذا الرأي دون تحفظ ، وهنا دور المسؤولية المناطة وهذا هو الدور الواعي لمكانة تلك الكلمة .
*أما خوفك من عجز الصحافة فهو إشارة منكم مفهومة* أن صحافتنا تمر بمرحلة من الضعف وفي الأساس من الجواب هو لم يعد وجوداً للمحررين الصحفيين المحترفين ، وللأسف السبب هو غياب دور المؤسسات الإعلامية والجامعات في أقسام الإعلام إلى التدريب المثالي وعقد الكثير من ورش العمل التفاعلية وبيان تلك الأخطاء فالميدان هو الموجه الوحيد الذي يتم التعلم منه ولا تأتي إلا من خلال الحوار الهادف المُدعم بمن يملكون الخبرات ، وقد يكون سبب الضعف هو ذلك الإعلام الجديد من صحافة الأفراد حتى وإن كان يمارس دوراً مؤسسياً أو ثقافة “أنا الكل في الكل” ، وقد يكون منهجية العصر الحديث في التعاطي مع تلك الآراء وهل سمعت عن ذلك المغرد الذي يقول بأن المغرد السعودي أصبح أكثر وعياً ونضوجاً من تلك الصحافة الهرمة التي لم تقتنع بذلك التحول الرقمي ولم تجدد أدواتها وراهنت على حالها الأول من المسيرة .
ولعليّ أشير إلى خاتمتك بأن الصحافة منبر الوعي والصدق ولكن ليس في تصفية الحسابات ولا منازلةٍ في ساحة من القراء ولا تبجحاً للرأي لصوت مفقود ، والفهيم يفهم ولو تعطلت الإشارة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سعادة الأستاذ القدير عماد الصاعدي، مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة المدينة المنورة، حفظه الله
تحية طيبة تليق بشخصكم الكريم، وبعد:
أسعدني – بحق – مروركم العميق على مقالي “مملكتنا بلا صحافة”، وتعليقكم الغني الذي حمل نفس الصحفي المخضرم، ووعي القائد الإعلامي المسؤول، وحرص الغيور على الكلمة ومكانتها.
لقد قرأت كلماتكم حرفا حرفا، ولم تكن مجرد رد، بل كانت مقالة مستقلة تستحق النشر بذاتها، لما فيها من تحليل رصين وتشخيص دقيق للمشهد الإعلامي الراهن.
أتفق معكم تماما في أن كثيرا من المنصات التي تدّعي الصحافة ما هي إلا مواقع عشوائية غير مرخصة من وزارة الإعلام، لم تتقيد بأبسط ضوابط المهنة، وأنها مع الأسف تتصدر مشهدا ملوثا بالسطحية والارتجالية.
وكما تفضلتم، فالهُوية الصحفية لا تُبنى على السرعة في النشر، بل على التوازن والمصداقية واحترام عقول القراء.
لقد أجدتم، أبا يزن، حين أشرتم إلى مسؤولية “رئيس التحرير” الحقيقي، الذي لا يتعامل مع المنبر كوسيلة لعرض رأيه فحسب، بل كأمانة تحتم عليه الالتزام، وقبول الرأي الآخر، وتطبيق الرقابة على نفسه أولا. وهذه – لعمري – من علامات النضج المهني التي نفتقدها كثيرا.
وأثني على ما ذكرتموه حول غياب التدريب والتأهيل الجاد للمحررين، وتقصير الجامعات والمؤسسات الإعلامية في إعداد كوادر تستحق أن تكون في الميدان.
فالممارسة بلا منهج، والكتابة بلا وعي، هي ما أوصلنا إلى هذا المناخ الباهت.
أما ما ختمتم به من إشارتكم الذكية إلى تصفية الحسابات تحت لافتة الرأي، فهي طعنة مؤلمة للصحافة النبيلة، حين تتحول من منبر للوعي إلى منصة للشتات والعبث والهوى.
وهنا نقف جميعا أمام مسؤولية تجديد الخطاب الصحفي، وتحويله من ردة فعل إلى مشروع وطني متكامل.
أكرر شكري وتقديري لحضوركم العميق، ولتفاعلكم المسؤول، الذي شرفني وأسعدني.
حفظكم الله، وأدام قلمكم شاهدا للوعي وناصحا للمهنة.
أخوكم المحب
محمد الفريدي
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) سورة الرعد
صدق الله العظيم.
تحياتي
ابداع متواصل ابا سلطان وغير مستغرب
كان الاعلام يوصف بالسلطه الرابعه عندما كان يتابع ويسمع ومقالك شخص وابداع في حقيقه واهميه رساله الاعلام واثرها بالمجتمعات.
تمنيت علي كافه شرايح المجتمع يصلهم مقالك في كثره الضجيج الاعلامي وتنوعه ( تكاثرت الضباء علي خراش فما يدري خراش مايصيد ) عسي اجيالنا يعودون الي حب القراءه والاطلاع والمتابعه في محيطها المحلي اولا وعالميا ثانيا وعلي الاعلام العربي ان يواكب السبق والتنوع الثقافي لكسب الجماهير والتاثير بالراي العام وتحقيق الشرف الاعلامي تحياتي واحترامي 💐
أستاذي العزيز أبو وعد
كلماتكم تاج أضعه على رأسي، وشهادة أعتز بها كثيرا، كيف لا وهي من رجل أكنّ له الاحترام والتقدير، ومن صوت حكيم يعرف قيمة الكلمة وأمانة الرسالة الإعلامية.
ما تفضلتم به هو الحقيقة التي نفتقدها اليوم، في زمن الضجيج وتكاثر الأصوات وانحسار المعنى. نعم، الإعلام فقد الكثير من وهجه حين تخلّى بعض أهله عن رسالته، وتحوّل إلى سباق استعراض، لا إلى منبر تثقيف.
أتمنى – كما تفضلتم – أن يصل المقال لكل من التبست عليه الصورة وسط هذا الضجيج، وأن يعود الناس للقراءة والمتابعة من منابعها الأصيلة، لا من ضفاف التكرار والتزييف.
خالص شكري على دعمكم النبيل، ومودتي الصادقة على هذا الحضور المشرف.
أخوكم وتلميذكم
أبو سلطان
روعاتك ا. محمد دائما متألق ودائما يضخ قلمك الراقي وقائع يعيشها المجتمع فنحن الآن في مجتمع اصبح الجميع يتحدث ويقول انا اعلامي وذلك لمجرد ان له حساب في احد محطات التواصل وللأسف لا يعلم أن الصحافة خاصة والاعلام عامة رسالة يقوم بها اشخاص مختصون حتى لا يهتز كيانها وتسقط هيبة الصحافة والصحفيين .. اهنيك على ابداعك .
الأستاذة الفاضلة سميرة عبدالله
أسعدني كثيرا مرورك الكريم وتعليقك الذي يحمل روح الفهم العميق للمهنة ورسالتها، ويعبّر عن وعي حقيقي بقيمة الصحافة وخصوصيتها.
أشاركك الرأي تماما، فقد باتت المنصات الرقمية ساحة مفتوحة، تختلط فيها الأصوات، وتتوارى فيها معايير المهنية والاختصاص، مما يُهدد مصداقية الإعلام ويفقده هيبته.
كلماتك شهادة أعتز بها، وتقديرك دافع للاستمرار في الكتابة بضمير ومسؤولية.
لكِ خالص الشكر وأصدق الدعوات بمزيد من التوفيق والتألق الدائم.
أخوكم
محمد الفريدي