كُتاب الرأي

ملك الإنسانية والإنجازات

روان صالح الوذيناني

ملك الإنسانية والإنجازات

في مثل هذا اليوم، يستذكر السعوديون والعالم أجمع رحيل رجل استثنائي قاد المملكة العربية السعودية بحكمة وإخلاص. الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، الذي وافته المنية في 23 يناير 2015، ترك إرثًا خالدًا من الإنجازات والمواقف الإنسانية التي أضاءت حقبته الملكية وألهمت شعبه.

نشأة القائد ومشواره القيادي

ولد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 1924 في الرياض، وتربّى في كنف الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، الذي غرس فيه قيم القيادة، العدل، والإخلاص. منذ صغره، كان عبد الله شغوفًا بخدمة شعبه، وعندما تولى ولاية العهد في عام 1982، ثم الملك في عام 2005، واصل هذه المهمة بعزيمة لا تلين.

النهضة التنموية في عهده

شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله قفزة تنموية غير مسبوقة، إذ أطلق العديد من المشاريع الكبرى التي غيّرت وجه المملكة.
• الاقتصاد والتعليم:
أطلق الملك عبدالله برنامج الابتعاث الخارجي الذي مكّن آلاف الشباب والشابات من الدراسة في أرقى الجامعات العالمية، مما ساهم في تنمية رأس المال البشري. كما أنشأ العديد من الجامعات داخل المملكة، أبرزها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST)، التي أصبحت منارة علمية دولية.
• البنية التحتية:
شهدت المملكة تطوير مشاريع ضخمة مثل توسعة الحرمين الشريفين، مشروع مترو الرياض، وتحديث المطارات والموانئ، مما ساهم في تعزيز مكانة المملكة كدولة حديثة ومتقدمة.
• رؤية إنسانية شاملة:
تميز عهده بمبادرات اجتماعية كان لها أثر كبير على المجتمع، منها برنامج الإسكان التنموي ودعم الطبقات المحتاجة.

دوره في السياسة العالمية

على الصعيد الدولي، كان الملك عبدالله قائدًا حكيمًا اتسم بمواقفه الثابتة في دعم القضايا الإسلامية والعربية.
• السلام والتسامح:
عُرف الملك عبدالله بمبادرته التاريخية للحوار بين الأديان والثقافات، التي أطلقها عام 2008، وسعى من خلالها لنشر قيم التعايش والسلام في العالم.
• القضايا العربية والإسلامية:
كان مدافعًا قويًا عن القضية الفلسطينية، وداعمًا للاستقرار في الدول العربية وسط أزمات المنطقة، مع التأكيد على دور المملكة كدولة محورية في العالم الإسلامي.

إنسانية القائد

تجلت إنسانية الملك عبدالله في مواقفه تجاه شعبه والعالم. كان قريبًا من الناس، يشاركهم همومهم، ويستمع إلى احتياجاتهم. ولقب بـ”ملك الإنسانية” لما عُرف عنه من تواضع وسخاء. لم يكن غريبًا أن تشهد جنازته حضورًا عالميًا واسعًا، يعكس مدى الحب والتقدير الذي حظي به.

إرث خالد في قلوب السعوديين

رغم مرور الأعوام على وفاته، لا يزال الملك عبدالله حاضرًا في ذاكرة السعوديين بأعماله ومواقفه. ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المملكة، وكان نموذجًا للقيادة التي تمزج بين القوة والرحمة.

ختامًا

ذكرى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليست مجرد يوم لاستذكار رجلٍ عظيم، بل هي مناسبة لتجديد العهد على السير في درب البناء والتطور الذي أسسه. سيبقى ملكًا خالدًا في ذاكرة الوطن وشعبه، رمزًا للحكمة والإنسانية، وقائدًا أحبه الجميع بلا استثناء. رحم الله الملك عبدالله وأسكنه فسيح جناته.

 

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى