كُتاب الرأي

الوطن ( الجمال والخيال ).

المكان المقدس في النفوس البشرية والأرواح الآدميّة وهو لها بمنزلة حياتها ودنياها وسعادتها وقوتها وشرفها ومكانتها وقدرة ووجودها في الحياة الحقيقية والذي تجد فيه كل احتياجاتها وضرورياتها وكمالها وحسن طبيعتها وقبولها وحريتها وآفاقها العالية والنعمة الكبرى بعد وجودها هو الوطن .

من الفطرة والطبيعة البشرية السليمة محبة المكان والزمان اللذان كانا لهما الأثر الكبير في صياغة وصناعة الشخصية والميل نحو الأرض والتراب الوطني هو ميل فطري إنساني عظيم، تعرفه كل المخلوقات والكائنات الحية ، فالطيور تميل إلى أوكارها وأعشاشها ومساكنها، والحوش والهوام والدواب إلى بيوتها ومراتعها.

عندما تحدث الإنسان الطبيعي عن الوطن فإنه يعني له الكثير من المعاني الإنسانية الملهمة والتي يشترك فيها الإنسان في جميع القارات وفي جميع بقاع الأرض، وربما عجزت أحيانا الكلمات والعبارات أن تصف محبة الإنسان لوطنه وقيمة إنتمائه إليه ومكانته في قلبه وعقله وروحه وشريايين جسمه وبدنه.

لذلك ترى جميع الناس يعبرون عن حبهم لأوطانهم بطرق ووسائل وأساليب مختلفة ومتباينة، فمنهم من يعبر عن حبه لوطنه بإظهار الفرح والسرور والسعادة، ومنهم من يعبر عن حبه لوطنه بالأعمال والأفعال التي تدل على حبه لوطنه ، ومنهم من يعبر عن حبه

لوطنه بمساعدة الآخرين والإحسان إليهم ، ومنهم من يعبر عن حبه لوطنه بإقامة الفعاليات والمهرجانات والوطنية واللقاءات والحديث عن الوطن والوطنية شعراً ونثراً ، ومنهم من يعبر عن حبه لوطنه بالمشاركة في الاحتفالات الأسرية الاجتماعية وكذلك في مناشط العمل .

صور التعبير عن حب ومحبة الوطن مختلفة ومتباينة لكنها كلها تعبر عن محبوب واحد تتفق عليه الألسنة والقلوب والعقول والأرواح أنه الوطن الجميل الغالي ، الوطن الذي قدّم للفرد والمجتمع والشعب الكثير والكثير من ذلك :

أولاَ: الأرض الآمنة والسماء الحالمة والطبيعة الساحرة الفاتنة:
إن المساحات والمسافات التي يقطعها المرء جزء من تكوينه وتشكيله وتأخذ من صناعة أحلامه ورؤاه وتطوير أفكاره ومشاعره وطبيعته الإنسانية. فالإنسان كما يقال ابن بيئته وابن أرضه وسمائه وهو حقيقة منتج من تلك البيئة على اختلافعا وتباينها .

ثانياً: الأمن الأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة:
وهذا احتياج فطري إنساني عظيم يقدمه الوطن الجميل للسكان أفراداً وجماعات أسراً كريمة وعوائل عظيمة. وهم يشعرون ويحسون بهذه النعمة العظيمة ويعيشون فيها .

ثالثاً: سهولة الوصول إلى إشباع الاحتياجات الأساسية:
تتسارع الجهات الخدمية إلى سهولة توفير الاحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية للمواطن من المآكل والمشارب والمساكن والمراكب.

رابعاً: يحافظ الوطن الجميل على مساحات ومسافات الجغرافيا للمكان ويحافظ كذلك على التأريخ المديد للزمان منذ البداية إلى هذه اللحظات الجميلة التي ينعم فيها الأفراد.

خامساً: يحرس الوطن الجميل العادات والتقاليد الإيجابية السليمة التي ورثها الناس عن أسلافهم وحث عليها الشرع في تعاليمه وتوجيهاته وحفر الزمان تلك العلاقات الإنسانية الاجتماعية.

سادساً: يحرس الوطن الجميل في مواطنيه الهوية الوطنية ومعالمها فيهم من النواحي الفكرية العقلية والثقافية والمجتمعية العربية المسلمة.

سابعاً: يحرص الوطن الجميل على زيادة المكتسبات والعطاءات الوطنية وتنمية الفرد والمجتمع وصياغة وصناعة الإبداع والتميز منهم وبهم .

ثامناً: يدعو الوطن الجميل إلى اللحمة الوطنية بين المواطنين والمحبة والتعاون والتكاتف والتآزر بينهم .

تاسعاً: يدعو الوطن الجميل إلى الإلتزام بالأنظمة والقوانين والوطنية والمحافظة عليها . والمحافظة على الأمن والأمان والاستقرار والعدل .

عاشراً: المواطن حقيقة هو صورة للوطن الجميل في كل الإيجابيات والميزات والفضائل العليا والمُثلى الفضلى التي يحملها وكل ما عرف عن الوطن من الخيرات والمسرات والبركات والفضائل مرسوم ذلك كله في جبين المواطن وهو الذي يعرف بالمواطنة.

يقول الشاعر الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض.

وطن يضم القلب رمل ترابه
فترابه للعالمين منارُ
تروي العقيدة أرضه وسماءه
ورجاله في العالمين خيارُ

المستشار الأسري الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.