كُتاب الرأي

مغيراء أو مُغيرة

تعقيباً على الدكتور الفاضل عيد اليحيى

مغيراء أو مُغيرة

(قُرْح العاصمة الشهيرة )

قرية تقع جنوب شرق محافظة العلا ، على بعد ١٥ كيلاً تقريباً. في شرقيها مطار العلا .
ومغيراء هي وادي القرى الشهير ، وكل ما يُنسب لوادي القرى فهو منسوب لقرية مغيراء.
وقد أسهبت في ذكرها في كتابي ( رسوم العشاق في وادي القرى)، ولا داعي لتكرار تخريج الموقع وسرد الأدلة مرة أخرى ، ولكن سأضيف بعض المعلومات على البحث السابق .
ذكرت في معرض كلامي أن طول وادي القرى لا يتجاوز عشرين كيلاً ، ولم أقصد بذلك طول الوادي ، وإنما قصدت المأهول منه ؛ فالوادي طويل جداً ويمتد من قرية القطّار شرق وادي القرى بين تيماء وخيبر ، إلى قرية الخُشيبة جنوب وادي القرى.
ويسمى الوادي عند أهله وادي الغضى، ووادي نخلا ، الذي يمر بما يسمى (قُرْح) عاصمة وادي القرى .
وأعجبتني جملة للشيخ علي الطنطاوي عند عودته من رحلة الحج عام حين مرّ على محطة البدائع بمغيراء سنة ١٩٣٥ميلادية ، ثم رحل للعلا فقال عن مغيراء 🙁 وهذا هو وادي القرى، الذي ملأ ذكره الأخبار ، وسارت به الأشعار ؛ وبلغنا العلا بعد العصر ).(١)انتهى.

ومدينة قُرْح هي مغيراء جنوب ما يسمى (المابيات) صعيد قرح.
وذكر الكثير من العلماء صعيد قرح ، ولكن أحياناً يقال قرح وأحياناً صعيد قرح ، ومن ذلك المؤرخ الدكتور عيد اليحيى عندما تحدث عن المابيات في مقطع فيديو و قال إنها (قْرح) وتكلم عن بعض تاريخ قُرْح ، والتي حددها ليست قُرْح بل (صعيد قُرْح ) السوق الشهير قبل الإسلام وبعده.
والحقيقة أن (المابيات) ليست (قرح) ، بل هي صعيد قرح ، أما قرح فهي بقية القرية.
ولم يحدد أحد ( قُرْح) ولكنها معلومة ، ظاهرة للعيان ، وأكثر ما يزيدها وضوحاً تحديد صعيد قرح، فالاسم نفسه ينفي أن يكون قرح ، فصعيد قرح يعني الجانب اليابس والخالي من الطين في مدينة قُرْح.
ويقع الصعيد المذكور في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة قرح، مرتفعاً عن الطين والوحل ، وعلى أنقاض سوق صعيد قرح القديم فيما قبل الميلاد ، وطرق قوافل البخور، ووادي القرى ينطلق من جهة الشرق ، ويشق مدينة قرح (مغيراء) من المنتصف، ويلتقي مع وادي العلا عند مايسمى (الوزب) وقديما الرحبة أو الرحيبة.ثم يصبحان وادياً واحداً ويصب في وادي الجزل عند قرية الخشيبة .
وصعيد قُرْح صلى به النبي صلى الله عليه وسلم. وصلى أيضاً بقرح ، فتكون قُرْح غير صعيد قُرْح.
وعند التجول في المنطقة تجد آثاراً واضحة لمدينة قُرْح بعيدا عن صعيدها ، بالتحديد في غرب جبل الصفيراء توجد معالم لمدينة عظيمة ترقد تحت الثرى ، فيها قلاع وحصن عظيم ، ومباني وبئر قديمة ، وأعتقد أنها بقايا مدينة قُرْح الشهيرة.

الكاتب محمد سعيد المرواني

مراجع :
١-كتاب من نفحات من الحرم للشيخ علي الطنطاوي ص١٩٢.
٢- رسوم العشاق في وادي القرى للكاتب

 

 

b067c83d-ed3d-467b-b5f4-164354c15542

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى