مع العقلاء نرتقي ونطمئن

مع العقلاء نرتقي ونطمئن
سلوى راشد الجهني
في خضم حياة مليئة بالضوضاء والانشغالات، يظل حضور العقلاء مميزًا وفريدًا. فهم لا يمرون مرور الكرام، بل يتركون أثرًا في النفس والوجدان، ينعش الروح ويُرشد الفكر. العاقل ليس مجرد شخص عارف، بل هو من يملك قدرة على التعامل مع المواقف بوعي، ويمنح من حوله الأمان قبل الكلام وبعده. كلماته مثل نسيم عليل، تُخفف عن القلب ثقل الهموم، ونظرته أفق واسع يعلّمنا كيف نسمو فوق الصغائر.
الجلوس مع العقلاء تجربة تُغني الروح، فالحديث معهم استثمار حقيقي للذات. نشعر بعد اللقاء بأننا أكثر صفاءً، وأكثر إدراكًا لأنفسنا، وكأنهم يفتحون لنا أبوابًا جديدة للنمو والفهم. كما يقال: “العقلاء لا يثقلون عليك همومك، بل يعلّمونك كيف تحلق فوقها.”
العقلاء هدايا الحياة، بهم نرتقي في وعينا وسلوكنا، ونطمئن لأننا في صحبة تضيف، لا تضر، تُحيي، لا تُميت، وتزرع فينا الأمل والثقة. “الحديث مع العاقل كالنسيم العليل، يخفف عن القلب أثقاله.” و “من جلس مع العقلاء اكتسب حكمة، ومن ابتعد عن الجهل حفظ سلامه.”
هم يرشدون دون أن يفرضوا، ويعلمون دون أن ينهوا. الطمأنينة الحقيقية تأتي من من نرتقي معهم، لا من من نُجادلهم. حضورهم يذكّرنا بأن للحياة معنى أوسع من الانشغال بالتوافه، وأن للحكمة أثرٌ يترك بصمة في القلب والروح. “مع العقلاء، ترتقي الأرواح وتطمئن النفوس.”
كاتبة رأي