معلّمُ الأُمم … وتــاجُ القِيَــم
معلّمُ الأُمم … وتــاجُ القِيَــم
معلمُ الخيرِ بينَ الناسِ كالعَلَمِ
وصانعُ المجدِ والأخلاقِ والقِيَمِ
يا مَنبعَ النورِ يا مصباحَ أمّتِنا
يا وارثَ الفضلِ يا حامي من الظُّلَمِ
تبني القلوبَ على التقوى وتَزرعُها
علماً وتَصنعُ منها أنجحَ الأُمَمِ
كالسحبِ تسقي فلا يَبقى على ظَمَأٍ
غرسٌ وتُورِقُ فينا نَضرة النِّعَمِ
كم من فتىً قُدتَهُ للحقِّ مُنتصبٍ
وكم سقيتَ فؤادًا يانعَ الحِكَمِ
وكم أنرتَ دروبًا كان يحجُبُها
ليلٌ طويلٌ فصارت تُزهِرُ النُّجمِ
أنتَ الأبوّةُ في أسمى معانيها
أنتَ الحُنوُّ وأنتَ الصبرُ في سَّقَمِ
تُعلّمُ الطفلَ أَحرفَهُ فتَرفَعُهُ
حتى يطيرَ جناحًا عاليَ الهمَمِ
وتدفعُ النّشءَ في دربِ المعارفِ كي
تُبنى الحضارةُ فوق العزِّ والشَّممِ
أنتَ الذي ورثَ الهادي مُعلِّمَنا
خيرَ البريّةِ نورًا هادياً أُمَمِي
أنتَ الضياءُ الذي يمحو دياجِرَنَا
أنتَ الربيعُ الذي يُحيي ذُرا الشِّيَمِ
كم من كِتابٍ طواهُ الدهرُ منتَسياً
أحييتَهُ فسقانا هاميَ الدّيَمِ
وكم رَفعتَ لسانَ الضادِ مُحتَفِلاً
فصرتَ في فخرِها تاجًا على الكَلِمِ
كم قدْ سهرتَ وكم أوصيتَ مُجتهدًا
أنَّ العلومَ سلاحٌ ضدَّ كلِّ عَمِ
وأنَّ مجدَ الشعوبِ الحقَّ تُنشِئُهُ
تربيةُ العقلِ لا أحلام منْ عدَمِ
أنتَ الشهادةُ للأيامِ ما بَرِحَتْ
أنفاسُ فضلِكَ تجري بين كلِّ فَمِ
لو لا المعلمُ ما قامت حضارتُنا
ولا سمونا على العلياءِ والأَجَمِ
ما كان يُذكَرُ للأوطانِ مَجدُهُمُ
لو لم تُنقِّحْ عقولَ الناسِ بالـقَلَمِ
تبقى المعلمُ ما دامتْ لنا قِيمٌ
وما تلألأ في الأفلاكِ نجمُ سَمِي
لا تنطفي أنتَ نورُ الحقِّ في ظُلَمٍ
ولا تَهُنْ أنتَ سيفُ العدلِ في الأَزَمِ
يا أيّها الناسُ حيُّوا اليومَ مُكرَمةً
في يومِه واذكروا فضلاً بلا سَقَمِ
فالفضلُ فضلُ المعلّمِ لا يُدانيهِ
فضلٌ ولا شَرَفٌ يسمو على القِمَمِ

