معرض الكتاب: دليل الساخر لتجنب الفخاخ الأدبية

معرض الكتاب: دليل الساخر لتجنب الفخاخ الأدبية
المهندس علي محمد الماجد
يا عزيزي الزائر لمعرض الكتاب، حيث تتكدس الآلاف من الكتب على الأرفف كأنها جيش من الورق يغزو عينيك، وتتجول نظراتك المسكينة من ركن إلى آخر بحثًا عن “الكنز الأدبي”، إليك دليلًا ساخرًا لتجنب الفخاخ التي تنتظر محفظتك وعقلك. جهّز قهوتك، واستعد لنصائح لا تُكتب في كتب “كيف”!
1. كتب “كيف”؟ كيف تُضيّع فلوسك بسهولة!
إياك والكتب التي تبدأ عناوينها بـ”كيف”: “كيف تصبح مليارديرًا”، “كيف تصبح عبقريًا”، “كيف تصبح رشيقًا كغزال”، أو “كيف تكون ناجحًا في الحياة بينما أنت جالس على الأريكة”. هذه الكتب، يا صديقي، ليست إلا وعودًا براقة ملفوفة بغلاف لامع. ستنفق نقودك لتحصل على نصائح مكررة تجدها مجانًا على يوتيوب أو في جلسة قهوة مع صديق متفلسف. النجاح؟ الثروة؟ الرشاقة؟ ابحث عنها في صالة الألعاب أو سوق الأسهم، لا في صفحات هذه الكتب التي لا تُنفع ولا تُضر، سوى أنها تجعلك تتساءل: “لماذا أنا بهذا السذاجة؟”.
2. روايات “من الواقع”؟ خيال مُزيَّن بحقيقة!
ستجد كتّابًا يدعون بأن رواياتهم “مستوحاة من الواقع”. يا عزيزي، لو كانت الرواية واقعية تمامًا، لكانت تقريرًا مملًا ينافس تقارير المرور في الإثارة! الرواية الناجحة هي مزيج ذكي: قليل من الواقع لتُصدّقها، وكثير من الخيال لتُشوّقك. فإذا أردت رواية تستحق وقتك، ابحث عن تلك التي تأخذك في رحلة خيالية ممتعة، لا مجرد سرد لحياة شخص يشبه جارك المزعج. أو نقل كسول من قصص قصيرة تم نشرها في قوقل أو تيك توك
3. صورة المؤلف على الغلاف؟ فخ تسويقي!
إذا رأيت كتابًا يزيّن غلافه صورة مؤلف وسيم بابتسامة هوليوودية، ارمِ الكتاب واهرب! هذا الوسيم لن يعطيك دروسًا في الحياة، بل سيُكلفك ثمن صوره الفوتوغرافية. وفّر فلوسك، وافتح غوغل، ستجد هذا المؤلف يتأمل في الصحراء أمام “طعس” يظنه جبلًا، أو يحدّق في شجرة كأنها ستتحول إلى كنز، أو – وهذا الأسوأ – يلتقط صورة مع حمامة يعتقد أنها صقر! الكتاب؟ مجرد إطار لصورته، لا أكثر.
4. ازدحام على جناح؟ لا تُغرَ بالقطيع!
رأيت زحامًا على جناح في المعرض؟ توقف وفكّر! هذا ليس دليلًا على كتب عظيمة، بل فخ تسويقي يجعلك تظن أنك أمام كنز أدبي. الحقيقة؟ نصف هؤلاء المتزاحمين يبحثون عن “سيلفي” مع كاتب مشهور أو يطاردون توقيعًا ليتباهوا به على إنستغرام. الكتب؟ مجرد ديكور لمسرح الشهرة. خذ حذرك، وابحث عن الجواهر بعيدًا عن هذا الضجيج.
5. كتب حائزة على جوائز؟ ضجيج بلا فائدة!
انتبه من الكتب التي تتباهى بجوائز لامعة على غلافها. غالبًا، ستنفق وقتك ومالك لتقرأ شيئًا يتحدث عن ضجيج سياسي، ديني، أو – أعزكم الله – جنسي، دون أن يضيف شيئًا لحياتك اليومية. هذه الكتب قد تكون عميقة للنقاد، لكن بالنسبة لك؟ مجرد صداع في الرأس. إذا أردت الاستمتاع، ابحث عن كتاب يتحدث إليك، لا عن واحد يحتاج إلى قاموس لفهمه.
6. نصيحة ذهبية: استشر “غود ريدز” أولًا
قبل أن تفتح محفظتك، افتح هاتفك! اقرأ نبذة عن الكتاب على “غود ريدز” أو مواقع التواصل. رأي القراء الحقيقيين سيخبرك إن كان الكتاب يستحق وقتك أم أنه مجرد فخ لامع آخر. لا تدع غلافًا براقًا أو عنوانًا مغريًا يخدعك!
الخلاصة
معرض الكتاب هو ساحة معركة بين محفظتك وعقلك من جهة، وفخاخ التسويق من جهة أخرى. تجنب كتب “كيف” التي تعدك بالمستحيل، وابتعد عن الروايات التي تدّعي الواقعية المملة، ولا تقع في حب صورة مؤلف وسيم، واهرب من الزحام والجوائز البراقة. وفّر نقودك، واستخدم عقلك، واستمتع بالكتب التي تستحق فعلًا أن تحملها إلى بيتك… أو على الأقل، إلى رفّك الذي سيتحول إلى متحف للغبار.
كاتب رأي
ماشاء الله عليك.
متواجد في جميع العناوين بأسلوب لايزال ممتع و مفيد للغاية.
.
.
.
إنت إنسان جميل و مفيد جدا، إستمر بارك الله فيك.