كُتاب الرأي

معايير اختيار شريك الحياة الزوجية

معايير اختيار  شريك الحياة الزوجية

عند   التفكير    العميق والجاد   في  الزواج  عند  الأولاد جميعاً من  الذكور  والإناث  تظهر   في  مقدمة خواطرهم  وأفكارهم  أهم  الصفات  وأكثرها   قرباً   لهم ومنهم    ؛ وذلك  للأشخاص  الذين  يفضلون  ويرغبون الاقتران  والإرتباط   بهم  والزواج  منهم !
لا شك  أن  للتربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب السليم  الدور  الكبير  في  حسن  الاختيار  للزوج  أو  الزوجة ! ولذلك  الأثر  الإيجابي الكبير  الذي تتركه  الأسر  الكريمة والعوائل المحترمة  في  أفكار  وعقول ونفوس أولادها  .
فالتربية   على  الحوار  والحديث  والهادف  والكلام  الطيب الجميل  والصراحة  والوضوح  في الطرح والحديث   والنقاش الحكيم في  الإيجابيات  والسلبيات والمقارنات الحسنة الطيبة الجميلة  ؛  كل  ذلك  وغيره  له  الأثر  الإيجابي  في حسن الاختيار  من الذكور والإناث.
وتلعب   قنوات التواصل الاجتماعي   والمشاهدات الطويلة  للأفلام والمسلسلات  والسماع والاستماع للأقران  دوراً في تشكيل  وتكوين  تلك المقابيس  والمعايير  لاختيار  شريك الحياة  الزوجية  لدى  الأولاد  عند  البحث و التفكير  والاختيار كذلك  يلعب  مستوى  النضج العقلي الفكري  والإنفعالي والاجتماعي  الدور  البارز  في  تحديد  الأهداف والمقاصد السامية الجميلة   من  مرحلة  الزواج  ! فالشباب  العقلاء والفضلاء الأكياس   يعرفون  ويفهمون  لماذا يرغبون  في الزواج؟!  وما  المقاييس  والمعايير  الطيبة  الحسنة التي  لديهم   في  حسن  الاختيار   ؟!  وكذلك  كثير  من  الشابات الطيبات الكريمات  الكيسات الصالحات   لديهن  ذلك  !.
قد  يتدخل  الآباء والأمهات  في  إعادة  التوازن لمعايير  اختيار الأزواج  لبناتهم  !   وكذلك  لمعايير  اختيار  الزوجات  الكريمات لأبنائهم  !  ربما    يكون  ذلك  بناء   على   الخبرات والتجارب والعادات والتقاليد  والعرف  السائد في الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة.
في  يوم  الناس  هذا  ؛  هناك  وضوح  في  اختيار  الأولاد  من البنين والبنات  سواء   بالقبول  والإيجاب  أو  الرفض والرد ! فالأسر  الكريمة والعوائل المباركة  اليوم  تعطي  أولادها  كامل الصلاحية  في  اختيار  القرار المناسب  في توقيت الزواج  أو اختيار  الشريك المناسب  في  الحياة  الزوجية  متى  رغب ؟! ومتى  قرع  الباب  الكفء  من  الشباب؟! .
المعايير والمقاييس  التي  يفضلها  الشباب والشابات  في اختيار  شريك  الحياة الزوجية  هي  :
أولاً:  المعيار   الجمالي الجسدي :
يكاد  يتفق الشباب والشابات  على تحقق هذا  المعايير   فيمن يرغبون  في الارتباط  والزواج منه !  وإن كان  توفر   وتحقق  هذا  المعيار  الجمالي الجسدي  نسبي  بين الشباب والشابات! والنظرة  الطبيعية  السليمة   إلى  معايير  الجمال  كذلك  نسبية  فلا  يتفق  الناس  بشكل  عام على   جمال  أحد   منهم  !  ولكن هناك صفات وسمات   يمكن  يقترب منها  الاختيار  إلى  الواقعية في الحياة الإنسانية الجميلة  .
ثانياً: المعيار  المالي الاقتصادي :
يبحث الشباب والشابات اليوم   عمن  تتوفر   فيه المستوى المالي المعيشي  الممتاز  أو  الجيد  جدا !  ممن  لهم أموال  خاصة  بهم  أو لهم  وظائف مرموقة  ذات دخول مادية  مرتفعة وعالية  ؛ ربما   إيقاع  الحياة  اليومية  التي  يعيشها الجميع  لها  ذلك  الأثر  وذلك  الضغط  على  الشباب والشابات  معاً !
ثالثاً: المعيار الاجتماعي الحديث :
وهو  البحث والتنقيب   عن  الحسب والنسب  ، وعن المكانة الاجتماعية المرموقة  ، والشرف  العالي  الرفيع   عند  الشباب والشابات   على  حد  سواء   ،  وإن  كان  هذا  هو الهاجس الكبير  للآباء والأمهات  ، فالآباء  يرون ذلك  في أقاربهم  من  الأعمام  والعمات  والأمهات  يرون  ذلك  في الأخوال والخالات والأقارب  من العائلة الكريمة والجماعة والقبيلة والمنطقة .
رابعاً: المعيار الثقافي  والمعرفي والعلمي :
فالتعليم  العالي  والثقافة والمعرفة  كل  ذلك  يرغب   فيه  الشباب والشابات   دون  غيره  ،  وبعضهم  يشترط  مع  تلك  الشهادات العلمية الجامعية العالية  الوظيفة والمرتب العالي.
خامساً:  المعيار الديني والخلقي:
وهذا  المعيار   لا  يختلف الشباب والشابات   في  طلبه  والحرص  على  وجوده  وتوفره   في  الخاطب والمخطوبة بيد  أن الأولوية  عند  كثير  منهم   لغيره  من  المعايير والمقاييس   السابقة .
تلك  المعايير والمقاييس  الخمسة  قد  يصعب توفرها  كلها  في  الشباب والشابات   مرة  واحدة ؛ ولكن نسبية التحقق  بشكل كبير  مطلب  ،  فإذا  أعطينا  كل  معيار  (20 % ) من الدرجات  ، كان  المجموعة  الكلي  لجميع  المعايير
والمقاييس(100%  )  .
فإذا  توفر  ما  مجموعه  ( 60 % ) فأكثر  من  المعايير والمقاييس في اختيار شريك  الحياة الزوجية
فعلى الشباب والشابات  أن  يرضوا بذلك  ثم  يتوكلوا  على  الله تعالى  للموافقة على الزواج وإكمال نصف دينهم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسَبِها، ولجمالها، ولدِينها، فاظفَرْ بذات الدين تربتْ يداك))؛ متفق عليه.
و عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ  رضي  الله عنه : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى