خواطر

عابر بملامح أبي

موضي العمراني

عابر بملامح أبي

رأيته جالسًا على مقعد خشبي، عكازه بجانبه، وعيناه تبحران في مدى بعيد. تجاعيده رسمت خريطة عمر، كل خط فيها يحكي قصة، كل انحناءة تخبئ ذكرى. لم يكن أبي، لكنه كان يشبهه إلى حدٍّ أوجع القلب.

في سكونه، رأيت هيبة والدي، وفي نظرته الحانية، لمحت صبره الطويل. شعرت برغبة في الاقتراب، في سماع صوته، في أن أسأله عن الأيام التي مضت، عن الأحلام التي خبأها الزمن، وعن الدروب التي مشاها وحيدًا.

لكنني لم أفعل. اكتفيت بابتسامة هادئة، كأنني أبتسم لأبي نفسه، وهمست لنفسي .
“أطال الله عمرك يا أبي، وأطال الله أعمار من يشبهونك في الوقار والحياة.”

كاتبة رأي وإعلامية

 

 

موضي العمراني

كاتبة رأي وإعلاميّة وشاعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.