كُتاب الرأي

مسؤوليتنا تجاه المخالفين

تبذل الدولة رعاها الله جهوداً جبارة في تصحيح أوضاع المقيمين على أراضي المملكة العربية السعودية سواء بالتوعية والتثقيف أو بإعطاء الفرصة ليصحح الوافد وضعه ووضع أسرته المقيمة على أرض هذا الوطن الطاهر ليعيش بأمن وأمان وراحة ٍ وإستقرار .

ورغم جهود الجهات الأمنية الحثيثية في القبض على مخالفي نظام الإقامة وترحيلهم إلى بلادهم إلا أن المُلاحظ ان هناك أعداداً من المقيمين غير النظاميين لازالوا موجودين ويحتالون على الأنظمة بشتى الوسائل الخاطئة التي تهدف الى بقائهم أطول مدة ممكنة ينعمون فيها بالخير ويهضمون حقوق الغير .

فإذا ما أُصيب ذلك الوافد غير النظامي بالتخمة نتيجة ما أكل وشرب وحصل عليه من أموال بكافة الطرق المباحة وغير المباحة سَلَّم نفسه طواعيةً لدوريات الأمن مُفْصِحاً لهم عن عدم نظاميته، أملاً في تسليمه الى دور توقيف الوافدين ثم ترحيله الى وطنه معززاً مكرماً بكل يسر وسهولة !!!

وتتولى الجهات المسؤولة في دور التوقيف إستقبالهم وإيوائهم وعلاجهم وتوفير السكن الملائم لهم ريثما تنتهي إجراءات ترحيلهم الى بلادهم وهو عمل انساني غير مسبوق تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من منطلق انساني بحت .

ولكن يبدو أن هذه الأخبار الجميلة عن المعاملة الانسانية الطيبة تسربت الى بني جلدتهم الوافدين أيضاً وفتحت شهيتهم لإرتكاب نفس السلوك الخاطيء للحصول على نفس النتائج المُرضية ولو بعد حين .

واللوم يقع بالدرجة الأولى على المواطن السعودي الذي تخلى عن غيرته وباع وطنيته بتستره على ذلك المخالف لنظام الإقامة والعمل سواءً بالنقل من منطقة الى أخرى أو بالإيواء أو بالتشغيل غير النظامي أو حتى بتقديم المأكل والمشرب وخصوصاً في هذه الأيام الفضيلة التي قد يأثم فيها لمساهمته في افطار صائم غير نظامي .

وهناك وللأسف الشديد بعض المواطنين يتعاطفون معهم ومع أسرهم ويقدمون لهم كل ما يحتاجون اليه من مأكل ومشرب ومأوى ظناً منهم أن ذلك لا يعدو عن كونه مساهمة في التكافل الإجتماعي ووجهاً من أوجه الخير !!

إلى درجة أنها تُدفع لهم زكاة الفطر ولحوم الأضاحي والفائض من الأطعمة دون التحري عن نظامية إقامتهم رغم وجود منصات للعمل الخيري و جمعيات خيرية تستقبل مثل هذه التبرعات وتصرفها لمستحقيها النظاميين وفق آلية مُحكمة .

كما أن هناك بعض المواطنين السعوديين الذين يتعاطفون مع متسولي الإشارات المرورية والأماكن العامة والمساجد ويتصدقون عليهم بما تجود به أنفسهم وفي إعتقادهم أنهم يساهمون في عمل الخير في حين أنهم يشجعونهم وغيرهم على ممارسة المزيد من الظواهر السلبية التي تسيء الى سمعة البلد وتكون شراً ووبالاً عليه .

والواجب على كل مواطن سعودي التبليغ عن أي مقيم غير نظامي والمساهمة في تسليمه للسلطات المختصة رحمةً به من الوقوع في الزلل وإتقاءً لما يتسبب فيه من خلل لننعم بوطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر بلا مخالفين .

عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي مستشار أمني
الأحد ١٧ / ٣ / ٢٠٢٤

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

‫4 تعليقات

  1. شكراً لك سعادة رئيس التحرير وكما يقولون الإعلام هو السلطة الرابعة ولذلك لابد من تظافر الجهود .

  2. رائع سعادة المستشار اللواء عبدالله بالفعل ظواهر سيئة تستوجب تعاون الجميع و المواطن في المقام الاول تمنياتي لك بالتوفيق ،،،

    1. التعاون والمشاركة من الجميع في مواجهة الظواهر السلبية أمر مهم وضروري، عندما يتحد المواطنون مع الجهات الحكومية ويعملون معا، يمكنهم تحقيق تغيير إيجابي ويواجهون التحديات والظواهر التي تواجه المجتمع، لذا، نشجع الجميع من هنا مع كاتب المقال سعادة اللواء عبد الله المالكي على المساهمة بأفكارهم وجهودهم للقضاء علي ظاهرة المخالفين لنظام الإقامة وعدم التعاطف معهم أو تشغيلهم فهذه الظواهر السلبية تسي لسمعة بلادنا وتكون شرا ووبالا عليه.
      شكرا أستاذي الكريم على المتابعة الدائمة والتعليق.
      تحياتي

    2. شكراً لك اخي محمد القرشي والمواطن هو رجل الأمن الأول ولابد من تعاونه مع الأجهزة الأمنية لنعيش في وطن طموح بدون مخالف .
      تحياتي لك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى