مزايا الذكاء الاصطناعي في تمكين مدارس المستقبل

يبذل العلماء جهودًا غزيرة في تحويل الحياة إلى متعة وتلك المتع تتمثل في محاكاة ذكاء الإنسان وخصائصه الحيوية وتحويلها إلى واقع افتراضي يشابه عمله ؛ بل ويقوم بما يقوم به، ويمارسه .
هذه الجهود ليست بالأمر اليسير كما يتصورها البعض ، هذا شيء فوق الوصف ، فالإنسان كائن نادر الوجود مهما عملنا على تطوير قواعد ذكاء الروبوت، أو ابتكرنا التطبيقات المساعدة في تحسين حياتنا، لكن يبقى هناك حلقة ناقصة وهي الابتكارية المطلقة لعمل هذه التطبيقات، وتطوير المسائل الخاصة بها التي تتطلب إدراكًا فيما بعد لما يدور في محيطها، وسعة فكرية وقوة في الاستدلال ،والتعلم، واتخاذ القرار، هذا بطبيعة الحال لا يمكن أن نجده إلا عند الإنسان، وعن طريقه نبني قواعدها ونحولها من مجرد أدوات جامدة إلى أجسام حركية تعمل بالذكاء الاصطناعي ونطورها بما يتلاءم مع احتياجات الناس ، ويلبي تطلعاتهم التقنية ويسهل عليهم الكثير من الأعباء التي قد تواجههم في تعليمهم وفي الحصول على وظائفهم ، أو استكمال دراستهم ، أو إنهاء أبحاثهم أو تطوير صناعاتهم ؛ لذلك يلجأ الناس في هذا العصر إلى استعمال بدائل عالية الجودة لتحل معاونًا قويًّا للجهد البدني والذهني للإنسان وأهم هذه البدائل الحديثة في جلب البيانات وتحليلها، وعمل تنبؤات على هذا التحليل ومحاكاة العمليات التي يجريها العقل البشري هي : تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
هذه الأنظمة الحاسوبية الحديثة يمكنها القيام بالأعمال وأداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشريًّا باستخدام مجموعة من التطبيقات الفاعلة.
بالطبع هي أنظمة واعدة، تحمل آفاقًا واسعة تم استخدامها في المركبات الحديثة، والهندسة، وحتى الأجهزة الطبية.
لقد أثبتت جدواها، وقامت بالمهام المطلوبة على الوجه الأكمل، وها نحن في التعليم ندخل عصر الذكاء الاصطناعي، لقد ساعدت هذه التطبيقات على إنشاء دروس متمايزة تتوافق مع نقاط القوة والضعف عند المتعلم ، وتقييم أداء المعلمين مما ساهم في جعل العمليات التي يجريها المعلم أكثر فاعلية بل أنها امتدت فوائدها لتشمل الاندماج في الأنشطة التدريبية والحياتية والاجتماعية.
لقد وجدناها تؤسس لمدارس المستقبل من جميع النواحي التربوية والتعليمية والإدارية والقيادية، وتسهل إنجاز الأعمال بأقل جهد ووقت ممكن، وتدعم اتخاذ القرارات ، وتحسن من جودة الأعمال ،حتى أنها وصلت إلى تطوير القدرات البشرية بما يتناسب مع الاحتياجات القائمة ، وتحفز عمل الدافعية لدى المتعلمين ، وسهلت من عمليات التواصل الفاعل بين المدرسة والمجتمع المدرسي.
كما أنها ساعدت أيضًا في نقل الأفكار من التقليدية الجامدة ، إلى حركية دائمة ، وعملت على دفع مهارات التفكير للنمو والازدهار، وأذابت معها الحواجز التي كانت تواجه المتعلمين وتقف حائلاً بين استمتاعهم بالمادة التدريسية وبين اندماجهم مع معلميهم وأقرانهم، أي أنها قللت من الحواجز النفسية تجاه عملية التعليم .
إننا حين نستعمل تلك التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي فإنه في مقدورنا بعد ذلك دعم وتمكين مدارس المستقبل وتخليصها من الجمود والركون ، أؤكد أن ذلك ليس مضيعة للوقت ، أو هدرًا للزمن ، إنها أداة فاعلة بين المدرسة وباقي العاملين في منظومة التعلم وتختصر عليهم الكثير من الوقت، بدءًا من مدير المدرسة بوصفه المشرف العام على المدخلات والعمليات والمخرجات ويهمه أن ينجز عمله بسرعة وفي وقت وجيز ، مرورًا بالمعلم الذي يعتبر الأداة الأقوى في منظومة العمل التربوي ومن مصلحته أن يكون عمله متقنًا، ثم وصولاً للطالب المستهدف الحقيقي من هذا العمل، ومن جميع هذه الإجراءات ، وانتهاءً بولي الأمر بوصفه شريك في الخطط مع المدرسة.
كما أننا نعتقد أنه سوف يحل بديلاً عن المعلمين في وقت ليس بعيد.
إنّ هذه الثورة المعلوماتية أحدثت مع ظهورها قفزة في عالم التطبيقات فلم يعد هناك حدود للإبداعية عند المتعلمين، ولم يعد هناك سقف للإنتاجية عند المعلمين، فالعالم المدرسي أصبح في حركة دؤوبة لاكتشاف المزيد من التطورات ، في الكتابة والتخطيط والتعلم والمزيد من الدقة في الأعمال والابتكار.
لا يمكن أن نتصور أننا سنكون بمعزل عن الولوج من الباب الواسع إلى عالم الذكاء الاصطناعي !
أبدًا وبشكل قطعي سوف تغزونا هذه الطفرات المعرفية في كل شؤون حياتنا المقبلة هذا أمر لا مفر منه ، ولا مناص عنه ، يجب أن نستعد له ونمارسه بمتعة وشغف ونحول حياتنا إلى لذة الكترونية كما أنه ينبغي أن ندرك تمامًا أن هذا الأمر لن يقف على بعض الاحتياجات في صناعة التعليم والتسويق له؛ بل سوف يمتد ليصل إلى المعالجات المتوازنة ونقصد هنا معالجة البيانات ذات المعلومات الهائلة وإجراء المعلومات الحسابية بسرعة فائقة.
هكذا فرضت علينا الحياة العصرية ، فرضت علينا التحول لاستخدام الذكاء الاصطناعي ، فأصبح من الواجب التدرب عليها كثيرًا ، والإكثار من استعمالها حتى وإن كان هناك تحديات ،لكن يتعين التغلب على التحديات وحل المعوقات، ومواجهة الصعوبات بالعمل على تطوير البنية التحتية لشبكات الاتصال ، وتوسيع نطاق القدرات الرقمية ، والدفع بثقافة المجتمع نحو التأصيل ، وزيادة ساعات التدريب للعاملين، وعقد شراكات قوية مع خبراء التقنية لتدريب منسوبي المدارس لزيادة الجاذبية على عرض المادة التعليمية بالتالي سوف نكتسب نواتج تعلم ، ونعالج الفاقد التعليمي بأقل جهد وأوفر تكلفة وأعلى جودة.
انتهى
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
مقالك هذا يااستاذ علي يعكس فهما عميقا لاحتياجات المجتمع في العصر الحديث. فعلاً ، التكنولوجيا أصبحت رفيقا أساسيا في رحلة التعليم والعمل ، وتقديم بدائل عالية الجودة يعد خطوة مهمة نحو تسهيل حياتنا اليومية . شكرا لمشاركتك هذه الأفكار القيمة👍👍
شكرا لمرورك سعادة مديرة التحرير.
دائما كلماتك حافز مثمر نحرص معها لتقديم مزيد من الأعمال الكتابية التي تهم شريحة واسعة من القراء.