مرهقون بأناقة: كلنا مدعوون.. لا أحد مرتاح!

مرهقون بأناقة: كلنا مدعوون.. لا أحد مرتاح!
ما إن تهلّ علينا الإجازة الصيفية حتى تبدأ رنات الهاتف وعبارات الدعوات تتوالى علينا كالسيل المنهمر: لا تنسى حضور زواج ولد عمي الخميس الجاي، ترى عرس بنت خالتي الأحد ووجودك يسعدنا، الوالدة توصي عليك تحضر زواج نسيبنا لا تكسفنا! وهكذا يتحول التقويم إلى مسلسل طويل من الحفلات التي تتزاحم على الليالي وتزاحم معها أحلامنا الصغيرة بقسط من الراحة أو نزهة في مكان هادئ أو حتى لحظة صمت مع كوب قهوة في شرفة تطل على اللاشيء.
لا ننكر أن حضور المناسبات خاصة الزواجات من صميم الواجبات الاجتماعية، ففيها تتجدد أواصر القربى وتُعلن المحبة ويعبّر الإنسان عن مشاعره الطيبة ويبيض وجهه أمام الأهل والمعارف، لكن هل صار القيام بالواجب حكمًا مؤبدًا بلا استئناف؟ وهل من المعقول أن تتحول إجازتنا التي ننتظرها بشغف إلى ماراثون من ألف مبروك والله يتمم بخير ويا زينك وانت ترقص؟ المفارقة أن بعضنا بات يعرف قرى وبوادي لم يسمع بها من قبل فقط لأنه مدعوٌ لزواج فيها، وربما لم يسبق له أن زار عمّه في الحي المجاور لكنه الآن يركب السيارة خمس ساعات ليحضر زواج قريب من جهة جدّه الرابع عشر! ولا تسل عن المشقة: مولات ولبس وكوي وتنسيق طلة ومشوار طويل في القيظ وطوابير الكبسة التي لا تنتهي ثم تلك النظرات بين الحضور يتفحّصون ثوبك وشماغك وحذاءك كأنك على مسرح أزياء لا مأدبة عشاء! تبدأ المناسبة بعد العشاء وتنتهي قريب الفجر، ثم تقود سيارتك بين النعاس والتعب وأحلام البحر الذي لم تسبح فيه والنوم الذي لم تنمه والكتاب الذي لم تقرأه والحلم الذي أجلته للشتاء القادم، أما الإجازة فقد أصبحت مجرد جولة ودّية بين الصالات والاستراحات حيث كل ليلة زفاف وكل صباح إرهاق وكل ظهيرة اعتذار عن تأخرك في النوم.
لسنا دعاة عزلة ولا ضد الواجب لكننا فقط نطمح إلى شيء من التوازن، فلو قللنا المجاملات واخترنا المناسبات الأقرب واكتفينا بالتهنئة عن بُعد في بعض الأحيان لوجدنا مساحة نلتقط فيها أنفاسنا وننعم بإجازة نستحقها.
يا سادة يا كرام نُحبّكم ونُقدّركم ولكن أعينونا على إجازة تليق بالإنسان، ارحموا صيفنا من دعوات لا تنتهي ولتكن الزواجات فرصًا للفرح لا فخاخًا للإنهاك، وإن أصررتم فلا أقل من أن تضعوا بجوار بطاقة الدعوة سطرًا يقول: نقدر ظروفكم ولا نعتب على من اعتذر.
بقلم: د. دخيل الله عيضة الحارثي
نعم مقال يستحق التوقف عنده وهو جدير بالإهتمام والأدهى من ذلك يادكتور مايُلقى في القروبات العامه من دعوات لحضور هذه الأفراح وهذا مايسمى بدعوات (الجفله) وهي الدعوة التي لا تقدم شخصيا للمدعو بل تطرح على إنظار الجميع بدون تخصيص
حيث أوجب الإسلام بعدم إجابتها
فأصبحت قاعات الأفراح تعج بالناس وقد تلتقي العريس لأول مرة في حياتك !
ماشاء الله تبارك الرحمن سلمت دياتك دكتور دخيل