كُتاب الرأي
(جوزيف عون وقيادته للبنان )

محمد سعد الربيعي
جوزيف عون وقيادته للبنان
منذ أن دخلت ايران في لبنان بداية الثمانينات الميلادية القرن الماضي ، وهو يعيش ( لبنان ) أسوأ فتراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية …الخ وكل ماتحتاجه الدولة لقيادتها وشعبها ، وقد إستطاعت ايران على مر هذه الفترة الطويلة وهي لاتزال تنشب مخالبها فيه (لبنان ) بأكمله جنوبه وشماله ووسطه وحتى بين قياداته ومكوناته السياسية والاجتماعية ،أن تدمر لبنان ، وتبتاع الضمائر ، وتوغر النفوس ،وإغتيال كل صوت يعلو فوق صوت الحزب ، وصوت النافق حسن نصر اللات الذي مهد كل أرضيات لبنان لايران ، وجعلها ساحةٍ ايرانيةٍ بإمتياز ، وأعادها لعشرات السنين للخلف حتى أن أصبحت مكب لزبالة ايران في الشرق الاوسط ، وصارت بيروت تمثل ايران اكثر من عاصمتها طهران حتى أن بلغت القلوب الحناجر ، وأصبح كل لبناني حر ، ومن أي مكون اجتماعيٍ فيه يتحسس على رقبته كل صباح و مساء خشية أن يلقى مالقيه رفيق الحريري وكل حر لبناني الى هذا الوقت وبعده ، وحتى بعد أن تولى جوزيف عون الرئاسة الذي يبدو انه سيكون محلُ فشلٍ سياسي لاعتبارات كثيرة ، ولعل أولها عدم سيطرته على الجنوب اللبناني وفرض سيطرة الدولة وقمع من بقي من حزب ايران في لبنان الذي لايريد أن يخرج منه ، بل يدعي المقاومة صباح مساء ضد اسرائيل بينما يحد سكاكينه على رقاب اللبنانيين رغم وجود كل المقومات السياسية الدولية والمحلية التي تهيأت لجوزيف عون لفرض سيطرة الحكومة على كل الأراضي اللبنانية .
لاتزال ايران تراهن على حزبها ونعيم قاسم وقيادته في لبنان ، وهذا له قصة قديمة مع اسرائيل حيث سبق أن إختطفته منذ مايزيد عن عشرون عاما ، ومن ثم أطلقت سراحه ، وقد أعترف بما فعلته به اسرائيل ! وعلى ضوء ذلك أُبعد عن القيادة وبقي في الصفوف الخلفية بأمر من نصر اللات نظير ماقامت به اسرائيل ضده حتى أن نفقت قيادات الحزب ولم يجدوا من يتولى رئاسته خشية الإغتيال وعندها تولى قاسم قيادة الحزب الان الذي لا يُعرف مكان تواجده ! .
بالطبع نعيم قاسم عميل اسرائيلي مثله مثل بقية العملاء والجواسيس الذي يغطون بيروت وطهران خاصة وأن سجله مكشوفاً أمام الموساد التي إعتقلته وأطلقت سراحه بعد أن تم توثيق كل شيء قامت به ضده ! ، وهذا ماكشفته الحرب الأخيرة التي قضت فيها اسرائيل على طهران وذيولها في لبنان وسوريا والحبل على الجرار .
الشاهد في لبنان وقيادة جوزيف لهذه الدولة المكلومة التي لم توفق في قيادي قوي يخرجها من الربق الايراني بل يسيطر على ساحة دولته ، ويمنع قيام أي تكتلات سواءً كانت سياسية أو عسكرية فيها ، ولعله من المستبعد أن يقوم جوزيف بمثل هذا العمل أي أن يفرض سيطرة الدولة على إقليمها خاصة وأنه مضى على استلامه لهذه القيادة مايقارب او يزيد عن نصف عام ، ولبنان لازال يراوح مكانه كما يقول المثل !
حقيقة أن المؤشرات ليست بالجيدة بقيادة جوزيف عون الى الان ، ولا ننسى أنه كان قائداً للجيش اللبناني ، ولم يستطع أن يوقف مد حزب اللات في الجنوب ولبنان بشكل عام ، بل كان الجندي في الجيش اللبناني وكذلك ضباط وقادة الجيش يأتمرون بتوجيهات الحزب وصفعاته لهم في لبنان ، ولايستطيع أياً منهم أن يحرك ساكناً مالم يرده توجيه حزبي ايراني .
الجميع يعرف وكل لبناني أن السيد نبيه بري هو ذلك الغطاء العميلي الكبير لايران وحزبها في لبنان ، وهو رأس الأفعى في هذا البلد المنكوب ، وهو من فرض سطوته على لبنان ومجتمعه وسياسييه بواسطة ايران وحزبها في لبنان ، ولايستطيع جوزيف أوغيره أن يتجاوز بري ، أو أن ينصرف عن توجيهاته وأوامره ، وبري هذا عميل قديم لايران ويملك ثروة كبيرة لايمكن حصرها ، وهو يديرها من خلال ايران وحزب اللات في افريقيا وفي دول افريقيا الوسطى ودول امريكا اللاتينية وبعض الدول الاسيوية ودول من الشرق الاوسط وتجارته تتمثل في حجارة الألماس والذهب ، وكذلك صناعة وتصدير المخدرات التي عاث بها فساداً في شعوب الشرق الاوسط ، كل ذلك يتم من خلال رعاية ايران وحزب اللات له ولتجارته في الخارج بواسطة التجار والمتجنسين اللبنانيين في تلك الدول وممثليات ايران في الخارج لرعاية وتصدير تلك التجارة وكغطاء لبري نفسه ، ولهذا لن تقوم للبنان قائمة طالما وبري يمسك بخناق وحلق لبنان وكل سياسي لبناني في بيروت.
ماحدث مؤخراً من إقامة فعالية في سفارة ايران في بيروت ، وأثناء الحرب الايرانية الاسرائيلية أساءت فيها سفارة ايران هناك ومن حضر من اللبنانيين وعلى رأسهم وئام وهاب وكثير من المسئولين اللبنانيين للمملكة العربية السعودية التي بذلت كل غالي ونفيس لهذا البلد الشقيق وعلى مر كل السنوات الماضية منذ إستقلال لبنان الى الآن ، ولعل هذا المؤشر يدل كما أشرت على ضعف جوزيف ومصادرة قراراته من حزب اللات الذي يقوده نعيم قاسم ويشرف عليه بري ، وكليهما عميلين مزدوجين لايران واسرائيل ، ولا أخال الا ان جوزيف يقاد منهما لمذبحه السياسي ، والا لرأيناه يحاسب كل من قام بذلك العمل الرخيص ضد المملكة التي كما أسلفت لم تبخل على لبنان طوال مسيرته السياسية ، ويستغل الفرص السانحة حالياً ليستقل بدولته لبنان ويحررها من ايران وحزبها وبري ونعيم قاسم .