كُتاب الرأي

محمد القاسم: نور الطيبة والإخلاص المغدور

محمد القاسم: نور الطيبة والإخلاص المغدور

روان صالح الوذيناني

يا ليت الزمان يعيد أيام الطيبة،
ويُعيد قلبًا لم يعرف الغدر يومه.
يا ليت الرحيل لم يكن بهذه القسوة،
ولم تُسلب أرواحنا أحبّتها فجأة.
لكن الموت قدر، والقدر قاسٍ بلا رحمة.

محمد القاسم… شابٌ طاهر القلب، عاش حياته في خدمة الله والوطن، مطوّعًا في الحرم الشريف، يمشي بين الزائرين بخطوات هادئة وابتسامة صادقة، ويدٌ لا تعرف إلا العطاء.
كان مثالًا للوفاء والإخلاص، يقدم التمر والمعمول، ويبذل جهده لنشر الطمأنينة في القلوب، دون طلب مقابل أو شكر.
كل من عرفه شعر بالسكينة في حضوره، وبالصدق في حديثه، وبالوفاء في كل حركة ونظرة.
غادر البلاد طلبًا للعلم، محمّلًا بالأمل والطموح، لكنه عاد إلى وطنه جثمانًا مغدورًا، فقد غدر به من لم يعرف الرحمة، فكان رحيله صدمة لكل من عرفه أو تعامل معه.
أسرة القاسم الكريمة، التي ربت رجالًا على القيم والشرف، اليوم تقف شامخة رغم الحزن العميق، فمصابهم واحد، وحزنهم صار ألمًا يلمس كل من سمع عن محمد أو رآه.
رحل محمد، لكن أعماله الطيبة بقيت شاهدة على نقاء سريرته، وذكراه تملأ الحرم الشريف وتعيش في قلوب كل من عرف طيبته ووفاءه.
كل زاوية من مكة تشهد على إخلاصه، وكل قلب تذكره يشعر بالحنين وكأن روحًا نقية قد غابت، تاركة فراغًا لا يملؤه شيء.
حين حملوه على النعش، ارتجت السماء بالدموع والدعاء، وارتجت القلوب بالحزن العميق، فقد كان من يراه يشعر بالطمأنينة والأمان.
دفن في مقبرة شهداء الحرم، حيث تستقر الأرواح الطاهرة، ويظل المكان شاهدًا على إخلاصه وتفانيه في خدمة دينه ووطنه.
محمد لم يترك وراءه سوى أثرٍ طيب، لم تمحُه يد الغدر، بل بقيت سيرته وذكراه منارة لكل من يسعى للخير والإخلاص.
نم قرير العين، فقد أودعت روحك عند أرحم الراحمين، وذكراك باقية في نفوسنا، ونورك يضيء الطريق في كل مكان عرفك فيه الناس.
سلامٌ عليك في مرقدك، وسلام على قلبك الذي لم يعرف الحقد يومًا، وسلام على وجهك الطاهر الذي سيظل حيًا في ذاكرة كل من تعامل معك.
لا يمكن للكلمات أن تفيك حقك، ولا للأقلام أن تكتب عنك إلا شطرًا يسيرًا من نقائك وإخلاصك.
رحلت مغدورًا، لكن ذكراك باقية كالنور، تلمس القلوب، وتشد الأرواح، وتعلم الجميع كيف يكون الإنسان طاهرًا في زمن قلّت فيه الطيبة.
أسرتك الكريمة، التي ربت رجالًا على القيم والشرف، اليوم تقف شامخة رغم الألم، فدموعها شاهدة على معدن الطيبة الذي خرج منها ابنها.
كل من عرفه يعلم أن حياته كانت رسالة، وأن رحيله المبكر لم يسرق سوى الجسد، أما الخير الذي زرعه سيبقى خالدًا إلى الأبد.
في كل صلاة ودعاء، وفي كل ذكر له، يشعر من عرفه بأن سيرته حية، وأن أثره باقٍ لا يُمحى.
كان محمد مثالًا للشجاعة والإخلاص، لم يرهبه التعب أو المشقة في خدمة الحرم الشريف، وكان رمزًا للطاعة والعمل الصالح.
جسّد القيم العليا في حياته اليومية، وكان القدوة لكل من تعامل معه، في خلقه وأخلاقه وطيب سيرته.
رحيله المبكر ترك فراغًا كبيرًا في قلوب الجميع، لكن سيرته الطاهرة ستظل مصدر إلهام لكل من يسعى للخير والإخلاص.
ستبقى ذكراه محفورة في الذاكرة الجمعية، رمزًا للوفاء والإخلاص، ونورًا لكل من يمر بمواقف مشابهة.
نقف اليوم لنعبر عن الحزن والأسى، ونتذكر الأعمال الطيبة والصفات الرفيعة لمحمد القاسم، التي لن تُمحى مهما طال الزمان.
فلترقد روحه الطاهرة في سلام، ولتظل ذكراه منارة لكل من سلك طريق النقاء والإخلاص، واسم محمد خالدًا بيننا إلى الأبد.

كاتبة رأي

 

‫2 تعليقات

  1. رم الله هذا الشاب الطيب و الشهم ذو الشمائل العطرة وادخله الجنة..
    ماشاءالله نصوص رائعه بورك قلمك الامع و المتألق دومًا .

    1. رحم الله هذا الشاب الطيب و الشهم ذو الشمائل العطرة وادخله الجنة..
      ماشاءالله نصوص رائعه بورك قلمك الامع و المتألق دومًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى