كُتاب الرأي

مثلث السعادة في الحياة الزوجية

 

مثلث السعادة في الحياة الزوجية

يبقى طلب السعادة في الحياة الزوجية بغية كل الأزواج والزوجات وغاية كل كاتب أو متحدث ينشد الوصول إلى تلك السعادة المنشودة والقيام بإهدائها مع باقات الورود والزهور والرياحين إلى كل عشاق الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.

والحقيقة الماثلة أمام الجميع أن الأزواج الأفاضل يبحثون عن السعادة الزوجية في حياة الزوجات الكريمات ! فيصدمون أحياناً عندما يقولون : لم نجد السعادة الزوجية الحقيقية أصلا ً ! ونحن لسنا سعداء !. وما زلنا نبحث عن ذلك الحلم الجميل وراء آفاق الحياة الزوجية !

بينما هناك بعض الزوجات الكريمات الصالحات يقلن : نحن لم نجد السعادة عند الأزواج حتى اليوم ؟!. بل فقدنا حتى لذة الاجتماع؟!
وبعض لذائذ الحياة الزوجية ! والأزواج لا يعطوننا ما نريد ؟! وما نحب ؟! وهم لا يحققون لنا الأحلام والآمال والأماني ؟!

كل طرف من أطراف الحياة الزوجية يشكو الطرف الآخر ؛ ويزعم أنه هو يقدم كل شيء ، وكل ما لديه ليسعد الطرف الآخر ! ولكن بلا فائدة تذكر ! أو عمل جميل يشكر ! وهو يضحّي ويضحّي من أجل ذاك الطرف الغافل عنه ! والفارغ منه !.

بل تأتينا بعض الاستشارات الأسرية تتحدث عن هجر الزوجات الكريمات لفرش الأزواج وغرف النوم ؛ ويصل ذلك الهجر إلى الأيام والليالي ، وكذلك هجر الأزواج الأفاضل لفرش وغرف النوم بالأسابيع والأشهر ؛ كل ذلك يجعل الشيطان الرجيم يسيطر ويتحكم بالعقول

والقلوب ؛ ويسير بالحياة الزوجية في طريق الشقاء والتفكك الأسري والطلاق العاطفي والذي ينتهي بالطلاق الفعلي الحقيقي !.

الزوجات الكريمات يطلبن من الأزواج الأفاضل حسن العشرة وحسن المعاملة والمعاشرة وتلبية كآفة الطلبات والاحتياجات والضروريات فيما يرين ! والأزواج الأفاضل يطالبون الزوجات الكريمات بالاهتمام والصبر والمصابر والتحمّل والرضا بما وصلهن !.

حقيقة في الحياة الزوجية والأسرية هناك الصور الجميلة الطيبة المفرحة والمبهجة في أكثر الأسر الكريمة والعوائل المحترمة ؛ فهناك من المحبة والمودة والوفاق والتعاون والتكامل وصناعة السعادة في تلك البيوت السعيدة ، وهناك بعض الصور المؤلمة والقاتمة في بعض الأسر والعوائل التي حطمتها الهموم والغموم والآلام والأحزان والمشاكل الأسرية الاجتماعية التي لا تنتهي حتى تبدأ مرة أخرى ! في دورة وحلقة مفرغة يدور الأزواج والزوجات!.

ولذلك نرى أن مثلث السعادة في الحياة الزوجية والأسرية لمن أراده وطلبه يكتمل ب :
أولاً: إظهار الاهتمام :

وهذا المحور والموضوع في غاية الأهمية والضرورية ؛ فالأزواج الذين يظهرون الاهتمام بالزوجات من النواحي المادية والمعنوية على حد سواء هم السعداء في الحياة الزوجية ، فهم يتحدثون ويسألون ويهدون ويبتسمون ويعاشرون بالمعروف ؛ وكذلك الزوجات الكريمات اللاتي يظهرن الاهتمام بالأزواج هن السعيدات في بيوتهن .

فاهتمام الأزواج والزوجات بالتفاصيل الإيجابية والتفاؤلية في حياتهم اليومية والأسبوعية والشهرية مثل الاهتمام باللباس ، الاهتمام بالطعام في موعده ، الاهتمام بالنظافة والترتيب ، الاهتمام بالأولاد ، الاهتمام
بالمعاشرة وقضاء الوطر للطرفين ، الاهتمام بالحديث والحوار بين الأزواج والزوجات ، الاهتمام بالإدارة المالية المعيشية للأسرة ، الاهتمام بالخروج للترفيه والتسلية والتجديد والتغيير بينهم وهكذا …

ثانياً: إظهار الاحترام والتقدير:

وهذا المحور والضلع العظيم في الحياة الزوجية والأسرية ؛ وقد يكون هو من أسرار السعادة والتفاؤل والسرور والفرح في وجوده ، وقد يكون هو المعول الذي هدمت به الحياة الزوجية بسبب عدم وجوده .

ومن مظاهر عدم وجود الاحترام والتقدير بين الأزواج والزوجات:
أ – المناداة بالاسم فقط أو المناداة بالسباب والشتائم وتشبيه كل واحد الآخر بأبشع المسميات.
ب – عدم الإبتسامة في وجه كل واحد للآخر .
ج – النقد الدائم والمستمر بين الزوجين الكريمين.
د – المقارنة بين الزوجين الكريمين والأزواج والزوجات الآخرين .
ه – اللوم والتأنيب الدائم والمستمر على كل صغيرة وكبيرة.
و – عدم الاستجابة لتلبية الواجبات من الأزواج للزوجات ومن الزوجات للأزواج.
ز – ربما يصل ببعض الزوجات عفا الله تعالى عنهم إلى الدعاء على الأزواج بالأمراض والأجواع والأسقام والعلل والموت .

وكذلك بعض الأزواج قد يدعون على الزوجات بالمثل والعياذ بالله تعالى!.
ثالثاً: إظهار التسامح والعفو والتغافل :

لا تخلو الحياة الزوجية والأسرية بين الأزواج والزوجات من الصعوبات والتحديات والعقبات والآلام والأحزان والمصائب والأخطاء
فعلى الأكياس من الأزواج الأفاضل والزوجات الكريمات أن يقبلوا بعضهم وأن يغضوا الطرف مرة ومرتين وثلاث وإلى ما شاء من التغاضي والتسامح والتغافل ، فالحياة الزوجية والأسرية تحتاج لتبقى وتستمر ولكي ترفرف عليها أعلام السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل أحياناً كثيرة تحتاج إلى إظهار وإشهار التسامح والعفو والصفح والتغافل والتغافل والتغافل !.

فيا معاشر الأزواج الأفاضل أقبلوا الزوجات الكريمات الصالحات كما هن ! وغضوا الطرف عن الهنات والأخطاء والسلبيات الموجودة أصلاً في الزوجات الكريمات حتى تشعروا أنتم بالسعادة الحقيقية !

ويا معاشر الزوجات الكريمات أقبلوا الأزواج الأفاضل كما هم ، وغضوا الطرف عن الهنات والأخطاء التي تصدر من الأزواج الأفاضل وركزوا فقط على الجوانب الإيجابية والتفاؤلية في الأزواج الأفاضل فسوف تنعمون بالسعادة والهنا والحب والمحبة والمودة بينكم .

فمن حديث أبي هريرة  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله ﷺ:
( لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر أو قال: غيره )  رواه مسلم.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض .

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫4 تعليقات

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الدكتور الحبيب محمد خليل
      شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
      وجزاكم الله تعالى خيرا…

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      كل الشكر والتقدير والإحترام
      لكم أستاذة ابتسام الجبرين
      على مروركم الجميل
      وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى