كُتاب الرأي
(متى سيهدأ الشرق الاوسط )
(متى سيهدأ الشرق الاوسط )
تتواصل المساعي الدولية التي قادتها المملكة وتقودها من أجل حل قضية الشرق الاوسط ، وهي قضية فسلطين التي تعتبرها المملكة وقيادتها الرشيدة قضيتها الاولى منذ أن حل وعد بلفور
المشئوم على فلسطين والمنطقة بشكل عام والى الان حيث لازالت المملكة تواصل مساعيها وجهدها الدولي في حل قضية الشعب الفلسطيني الشقيق .
لقد سُلطت الأضواء على المساعي السعودية الاخيرة في قضية فلسطين بعد أحداث السابع من اكتوبر لعام 23م حيث قامت الدبلوماسية السعودية بجهود دولية يعترف بها العالم بأجمعه يقودها ولي العهد السعودي يحفظه الله ووزير خارجيته الذي نجح في حشد دولي كبير ناهض ووقف في وجه نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة التي دمرت الاخضر واليابس في غزه ، وأهلكت الحجر والبشر ، وكان من ضمن تلك الجهود السعودية وقبيل إنتهاء فترة الرئيس الامريكي السابق بايدن عندما كانت امريكا على وشك الضغط على اسرائيل للإعتراف بفلسطين على حدود 67م وتكون القدس الشرقية عاصمةً لها ضمن تحولات كبيرة في المنطقة ، وتبادل الاعترافات الدولية وكادت أن تقع كل تلك التحولات لمصلحة المنطقة ودولها ومن ضمنها الاعتراف بدولة فلسطين ، ولكن حماس وايران أجهضتا تلك المحاولة ، وورطت طهران حماس في هجوم ماسمي بطوفان الاقصى وكانت نتائجه مدمرة على غزه وأهلها .
ورغم ماحدث من حماس ، وإرتمائها في حضن ايران الا ان جهود المملكة لم تتوقف حتى أن تم إعتراف مايزيد عن مائة وسبعة واربعون دولة ومنظمة بدولة فلسطين ، ولا زالت جهود المملكة متواصلة ، ولم تقف عند هذا الحد بل هي مصرةً على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وتكوين دولته فلسطين ، ولعل ايقاف حرب غزه هي الخطوة الاولى لإحلال السلام في المنطقة وهي من ضمن الجهود التي قادتها المملكة وحشدت دول العالم من أجلها .
ماحدث مؤخراً من جهود للرئيس الامريكي دونالد ترامب في إقناع القيادة الاسرائيلية بالجنوح للسلام وايقاف حرب غزه ، وكذلك موافقة حماس التي ليس لديها مايمكن أن تستبدله عن هذا الخيار ، وبالتالي أبدت موافقتها على ما سمي بمبادرة ترامب ، وهذه المبادرة هي منطلقة من مساعي المملكة لحل هذه القضية المستعصية حيث سمع كل رؤساء امريكا موقف المملكة الجاد من حل هذه القضية ، وعدم إعطاء اسرائيل أية فرصة تناور من خلالها طالما والاعتراف بفلسطين كدولة لن يتم ، ونجحت المملكة في ذلك ، وهي لاتزال تصر على هذا الاعتراف المتبادل بين اسرائيل والعرب بفلسطين وحل الدولتين وهو ماتذهب له مبادرة ترامب من الشرق الاوسط الكبير .
إذاً نحن أمام فرصة كبيرة لاحلال السلام في الشرق الاوسط ، وهي قريبة جداً ، وسبق أن كتبت مقالاً في هذه الصحيفة نُشر قبل شهرين أو ثلاثة وعنوانه هل يكون نتنياهو رجل السلام في المنطقة ، بالطبع هو أمر غير مستغرب الحدوث ، وقد يحدث ! ويكون هو وترامب وولي العهد السعودي يحفظه الله رجال سلام وتنتهي قضية فلسطين بإعتراف اسرائيلي وتتجه المنطقة لتنمية مواردها ونبذ الحروب التي أتت على كل شي فيها.
الشاهد من المقال وهو متى يهدأ الشرق الاوسط ، وعليه أقول أنه ستهدأ المنطقة ، وسيهدأ الشرق الاوسط عندما تُقطع ذيول ايران في الشرق الاوسط ، فإيران تمثل خطراً أشد من خطر اسرائيل التي يتقاتل العرب معها يومياً ويعرفون انها عدوتهم اللدودة ، بينما ايران تمارس (التقية )في كل أعمالها وعلاقاتها مع الدول العربية والاسلامية ، وتدعي انها دولة صديقة وتريد كل الخير لشعوب المنطقة ، وهي تمارس هذه السياسة ذات الوجهين ، وجه يتملق دول الشرق الاوسط والعالم ، ووجه آخر يشحن شعوب المنطقة ويتغلل في مكونها الشيعي ويوظفه لإثارة المشاكل في دول تلك المكونات الشيعية سواء كانت خليجية أو غيرها ، بل يعمل نظام طهران على قلب أنظمتها والحاقها بطهران كما يحدث في بغداد العروبة التي انتهى دورها العربي وأصبحت تُدار من مليشيات عراقية شيعية فارسية لاتمت للعروبة بأي صفة.
ناهيك أن هذا النظام المتوحش في طهران يتبنى تصدير الثورة الايرانية ، وهو هدف من أهداف قيام دولة الفرس في طهران ، فالثورة التي تنادي بها طهران هو تشييع كل العالم الاسلامي ، ومعه من تستطيع من مسلمي دول العالم ، ومحاربة الاسلام وبالذات المذهب السني ، بالطبع العالم العربي لاتريد طهران فقط تشييعه بل الاستيلاء عليه وسلب مدخراته وقلب أنظمته ، ووضع حكومات صورية لها في هذه الدول من ذيول وأذناب ايران الذين ينفذون أوامرها بالسمع والطاعة! كما أشرت في بغداد .
إذاً نحن أمام معضلة دولية تقف في وجه التطور والتنمية لدول المنطقة ، وهي تسعى لان تجعل دول المنطقة ساحات صراع لمنظمات ثورية وارهابية حيث ايران ترعى داعش والقاعدة وتأوي عناصرها في ملاذات أمنية ، إضافة لدعمها مليشيات شيعية تقلق الوضع وتجعل استقرار المنطقة على كف عفريت كما يحدث في لبنان ، وهي لاتبالي بذلك ، وفي الجانب الاخر تتظاهر ( ايران ) بحسن النية والزعم بعدم علاقتها بما تذهب له في كيل الجحيم للمنطقة تحت ذريعة (التقية )التي تمارسها هذه الدولة بكل اقتدار .
بالطبع ايران لن يهدأ لها بال بما تم التوصل له في مبادرة ترامب ، وهي ترغب أن تبقى السيطرة لاسرائيل في المنطقة ، أقصد الحرب بينها وبين العرب لتستغل هذا الإقتتال ، وتنفذ سمومها في إشعال المنطقة كما أشرت بذيولها وأذنابها من مكونها الشيعي في دول المنطقة ، وهي بالتالي لاترغب في السلام في الشرق الاوسط ، ودول المنطقة و لن تهدأ المنطقة طالما ونظام طهران قائم مالم يتغير هذا النظام وتهدأ المنطقة حيث لايستبعد أن تتواصل المساعي الدولية في حل قضية الشرق الاوسط ، والاعتراف بحل الدولتين ، وبالتالي تعترف اسرائيل بدولة فلسطين وهو ما تسعى المملكة لتحقيقه بمشيئة الله.
وكختام للمقال أقول لن يهدأ الشرق الاوسط في ظل حكم ملالي ايران حتى ولو تم ايقاف كل الحروب مع اسرائيل ، وجرى الاعتراف بينها وبين اسرائيل ، لأن طهران ونظامها ترى أن دول المنطقة في الخليج والعالم العربي بشكل عام هي مغنم لها ، ولابد من الاستيلاء عليه أو تدميره .
