نادي القصة
الرسالة التي لم تُرسل

الكاتبة/ زايده علي حقوي
الرسالة التي لم تُرسل
كتبتها بدمع عينيها، بل بدم قلبها…
غاصت مع كل حرف، وتنهّدت بين الكلمة والسطر،
كانت تخيط حروفها كما لو أنها تداوي جرحًا لا يندمل.
كانت تعلم أنها تبالغ، لكنها كانت تثق بصدق إحساسها.
اختلطت دموعها بلحظاتها، وبشيءٍ من عمرها الماضي.
خيبةُ أملها خيّمت على زوايا الورقة.
أنفقت عليها ساعاتٍ طويلة،
تمسّكت بقلمها بشدة، كأنها تبحث عن إجابة لخذلانٍ قاسٍ.
ثم جاءت الريح…
عصفت بشعرها، بل نحَتت أضلاعها بقسوة،
وألقت بأوراقها وهي ترتعد،
خوفًا؟ أم من بردٍ قارسٍ هاجمها؟
كانت الريح!
أطفأت الشمعة، لكن بريق عينيها كان كافيًا ليُضيء وحدتها.
نهضت، أمسكت بطرف معطفها،
وأعادت الرسالة إلى درج خزانتها…
فهذا المكان يليق بها.
فهو لا يستحق.
…………………………………………….