متعة التسوق

متعة التسوق
في ركب الحضارة والمدنية الجديدة ، والثورة في عوالم قنوات التواصل الاجتماعي ، وعوالم الشبكة العنكبوتية ، والتسارع في التغيير والتطوير والتغيرات التي يشهدها عالم الإنسان في القرن الحادي والعشرين؛ أصبح توفير جميع الاحتياجات الضرورية والأساسية البشرية السليمة والجميلة بين الأصابع وفي ضغطة أزرار فقط ! ويرى الإنسان بعد ذلك كل ما طلبه من الاحتياجات حاضر عند بابه ، وتحت أقدامه !
كان المفهوم القديم لتوفير الاحتياجات الضرورية والأساسية من المآكل والمشارب والملابس وغيرها مما يحتاجه الناس ، لا يمكن توفيره إلا بصورة وطريقة واحدة ؛ وهي التوجه إلى السوق الصغير أو الكبير ليجد الناس بعض ما يحتاجونه هناك ! أمّا الأسواق فكانت موزعة في المنطقة الواحدة على أيام الأسبوع ، ففي هذه القرية سوق يوم الجمعة والذي لا يجتمع فيه ولا يعرض الناس البضائع إلا يوم الجمعة فقط ، وهناك في تلك القرية سوق يوم السبت ، ولا يجتمع الناس في عرض ما لديهم من البضائع إلا يوم السبت ! وهناك سوق يوم الأحد وهكذا على مدار الأسبوع !
وأصل كلمة السوق : أنها تطلق على المكان والزمان الذي يتفق فيه الناس على عرض ما يملكون من البضائع المختلفة والمتباينة من الدواب والأطعمة المختلفة والأشربة والألبسة والأدوات التي تعين الناس في حياتهم ؛ فهو يوفر للناس جميع احتياجاتهم وضرورياتهم في ذلك العصر والزمان !
ونحن في وطننا الغالي وقبل أكثر من ربع قرن من الآن لم تكن موجودة هذه المناظر والصور الجميلة للأسواق الكبرى في كل حي وفي كل مدينة حتى على الطرقات العامة ، هذه من المناظر والظواهر المدنية ، والتقدم والتحضر البشري الإنساني الراقي جداً ولله الحمد والمنة .
ففي ذهابك إلى الدوام الرسمي ! أو تجوالك في مدينتك ! أو اطلاعك على مواقع الأسواق المركزية الكبرى عبر شبكة الإنترنت ! أنظر إلى نعم ووجود الأسواق الممتع والرائع !
فعلاً تشاهد هناك السوق المركزي للأسماك ! وهناك السوق المركزي للخضار والفواكة ! وهناك السوق المركزي للأغنام والمواشي ! وهناك السوق الفلاني ! وهذا السوق الفلاني الجديد ، وفي ذلك الحي على الطريق العام هناك عدد من الأسواق المتقاربة والممتعة ، أكثر الأسواق بالمواصفات العالمية وكما يقولون عنها اليوم و بلسان العصر :
( متعة التسوق ) !
تغير اليوم مفهوم السوق التقليدي إلى مفاهيم جديدة ومفيدة ؛ فالأسواق اليوم لا تعني وجود البضائع المختلفة التي تلبي الاحتياجات الضرورية والأساسية والترفية والكمالية للمواطن والمقيم وإنما تعني وجود كل شيء فيها ؛ من الضروريات والأساسيات والكماليات الجمالية ، وفيها المتعة والسعادة في التسوق !
فهناك المحلات المختلفة والمتباينة والتي تعرض كل شيء !
من الألبسة الأنيقة والحديثة ، والمآكل والمشارب العالمية ، وأماكن الترفية من الأشكال والألوان من ألعاب الأطفال بالإضافة إلى دور العرض السينمائي اليوم .
الأسواق اليوم في مدننا الفاضلة الجميلة في مملكتنا الحبيبة واجهة اقتصادية سياحية مدنية حضارية ثقافية اجتماعية وطنية …
وواجبنا تجاهها أن نحافظ عليها وعلى غيرها من المكتسبات الوطنية المميزة والرائعة الكبيرة ، ونساهم في زيادة الوعي بأهمية هذه النعم ! ونُعلّم أولادنا من الشباب والشابات أن تلك الأسواق والمراكز والمجمعات التجارية اليوم هي صور حقيقية لمدنيتنا وثقافتنا وعنواننا الحضاري أمام جميع زوّار المملكة.
وكثرة وجود الأسواق الممتعة والجميلة في مدن المملكة المختلفة ظاهرة صحية حضارية مميزة ورائعة ! وتعني لنا ؛ أننا بحمد الله تعالى وفضله ، ثم بقيادة حكيمة ورشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه نحن نسير على الطريق الصحيح والسليم نحو تحقيق الحلم الجميل الكبير رؤية المملكة العربية السعودية( 2030 ) .
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض