ما بين الوجع والصمت

بقلم الكاتبة الصحفية /سلوى البلادي

هناك أحزان ممنوعة من النشر .
أحزان لا نملك حق إظهارها للنور .
أحزان تدور تفاصيلها بداخلنا لأن حولنا لا يتسع لها .
كأحزان الحكايات التي نعيشها في الخفاء؛ فالحكاية التي لا نستطيع إظهارها للنور تبقى تفاصيلها حبيسة نعيشها بيننا و بين أنفسنا.
و نموت فيها بيننا و بين أنفسنا، و حين ننكسر فيها نبكي بيننا و بين أنفسنا .
لأن هذه الحكاية كانت عالمنا الخاص، العالم الذي أخفيناه عن أعينهم .
” الحزن الممنوع ” هو ذلك الحزن الذي تكون أغلب تفاصيله بيننا و ليس حولنا .
ليست كل المشـاعر قابلة للمشـاركة، ولا كل الأفكــار قابلة للكتـابة، ولا كل الأحداث قابلة للسـرد ، ولا كل الهـزائم والانتصارات قابلة للعرض والتدوين؛ سـيبقى داخل كل واحد منا نصيبه من الأسرار التي سـتختفي معه للأبد .
في هذه الحياة توقع أي شيء من أي أحد و في أي وقت.
كل الأشخاص حولنا بذور نجهل نوعها؛ لكننا نكتشف حقيقتهم عندما نزرعهم في حياتنا، قد يصبحون وردا يعطر أيامنا أو شوكا يؤلم قلوبنا.
تغيرت في حياتنا كثير من المفاهيم، أدركنا أن الوضوح الشديد شيء سيء وأن الغموض مطلوب.
وأن بعض الوجوه من حولنا ترتدي أكثر من قناع، وأن مواقف بسيطة قد تجعلنا نعيد ترتيب الأشخاص من جديد .

كاتبة رأي