كُتاب الرأي
” *ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء؟*

” *ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء؟*
سؤال يتردد في خلد كلِّ إنسان، في لحظة ندم، أو حنين، أو حتى بدافع الفضول. سؤال يبدو بسيطًا، لكنه يفتح أبوابًا لا تنتهي على احتمالاتٍ لا حصر لها. فهل العودة إلى الوراء نعمة… أم لعنة؟
لو عاد الزمن، هل كنَّا سنُصلح ما أفسدناه؟ هل كنا سنعتذر لمن جرحناهم؟ هل كنا سنختار طريقًا آخر غير الذي مشينا فيه بكلِّ تردُّد وألم؟
ربما نعم… وربما نُعيد الأخطاء ذاتها، لأنَّ ما نفعله لا ينبع فقط من اللحظة، بل من شخصياتنا، وقلوبنا، ونقاط ضعفنا التي قد لا تتغيَّر، حتى لو عاد الزمن ألف مرَّة.
إنَّ التمنِّي بالرجوع إلى الماضي غالبًا لا يتعلَّق بالزمن نفسه، بل بالشعور الذي كنَّا نرجوه في تلك اللحظة: أن نكون أكثر وعيًا، أو أكثر شجاعة، أو أقل قسوةً على أنفسنا.
لكنَّ الماضي، مهما عدنا إليه في خيالنا، سيبقى كما كان… لا يتغيَّر. لأنَّ ما تغيَّر هو نحن؛ نظرتنا، وفهمنا، وقلوبنا التي نضجت بعد أن دفعت الثمن.
والعجيب أنَّ بعض اللحظات التي تمنَّينا نسيانها، صارت – بعد حين – هي التي شكَّلتنا. وبعض القرارات التي بكينا بسببها، أوصلتنا إلى أماكن لم نكن نحلم بها.
فربما السؤال الأجدر هو:
ماذا لو استخدمنا ندمنا، لا لنعود إلى الوراء، بل لنمضي إلى الأمام بوعيٍ أكبر؟
الزمن لا يعود، لكننا نستطيع أن نعود إلى أنفسنا، نُصلحها، ونُهديها مستقبلًا نستحقُّه، بدلًا من أن نحاصرها في ماضٍ لا يُمحى.