كُتاب الرأي

ماذا بعد ياحماس !؟

 

 

منذ السابع من اكتوبر من العام 2023 أو ماسُمي بطوفان الأقصى ، وغزه وأهلها المنكوبين نتيجة ذلك الطوفان الذي دمر غزه بواسطة حركة حماس ، وقيادتها العميلة لايران ، وأهل وسكان هذا القطاع المدمر يبحثون عن حبل نجاة يتمسكون به لإنقاذهم من حماس أولاً ، واسرائيل ثانياً ، وترامب ثالثاً.
ماحدث من حماس كان عملاً إعتباطياً ، وكان موجهاً في الأساس من قبل اسرائيل ، وايران التي أوعزت لحماس بإفتعال تلك الهجمة التي إرتدت على الغزاويين بشكل خاص ، والقضية الفلسطينية بشكل عام ، وأتت بنتائج الى الآن تعد كارثية ومدمره ، والمستقبل كما يقال على كف عفريت ، لا أحد يستطيع التنبوء بما قد يحدث ، وخاصة بعد زيارة نتنياهو لواشنطن ، ولقائه بالرئيس ترامب الذي قلب كل موازيين المعادلات في الشرق الاوسط .
أنه من المعروف أن قيام حركة حماس كان بدعم وتمويل من اسرائيل في مواجهة منظمة فتح التي كان يقودها ابو عمار ، وكانت تتسلح ( حماس) وتقوى تحت نظر الاسرائيليون ، حتى أن كبرت ، وغضت اسرائيل عنها النظر عندما كانت تتلقى الدعم القطري ، والايراني تحت اشراف مخابراتها! ، التي جندت عناصر هذه الحركة ، وقادتها لمثل هذا اليوم الذي تحبذه اسرائيل ، وبالتالي زعزع أركان القضية الفلسطينية ، وجعلها الان في مهب الريح .
الضحية في هذه النزوات المقترفة منذ بدء النكبة هم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من قياداته بمختلف توجهاتهم على مر هذه القضية التي تجاوزت الثمانون عاما، وهي تتضخم كلما إزدادت عمقاً وخلافاً في الرؤية الفلسطينية المتنابذة مع مختلف المعطيات والمستجدات السياسية والدولية حول هذه القضية .
لازالت حركة حماس تمارس هذه الإعتباطية ، وربما هناك توجيهات تردها من اسرائيل التي ربتها وأسستها لتتعاطى مع توجهاتها العدوانية ( اسرائيل ) في تفتييت هذه القضية ، وإيجاد مثل هذه الذرائع التي ركبت ظهرها اسرائيل ، ونفذت حماس فصولها ، وكانت على الشكل المرضي لاسرائيل التي تحاول الآن قطف ثمار هجوم حماس 7 اكتوبر الموجه مخابراتياً من اسرائيل !
من يلاحظ ظهور العناصر الحمساوية أثناء تسليم المحتجزين ، ببدلهم الأنيقة ، ومركباتهم الفارهة ، تساوره الشكوك في كيفية عدم استهداف تلك المركبات ، وكذلك العناصر الحمساوية ، وكيف نجت من المحرقة الاسرائيلية التي عصفت بغزه ، والتدمير الكبير الذي أحرق الشجر والحجر !
ولعل هذه وتلك (عملية 7 اكتوبر ) ، يعدان دليلان لإرتباط حماس بإسرائيل ، ومعها الكثير من المسببات التي ظهرت ، والاخرى التي لازالت خافية ، وتعد لغزاً مخابراتياً في هذه العملية مؤداها عمالة حماس لاسرائيل !
الشاهد هنا ماذا ستقدم حماس ، وماذا ستفعل في ظل هذه المواجهة الغير محسوبة ، وماذا ستقدم السلطة أيضاً.؟
المؤشرات الآن تعطي إنطباعات مغايرة لما حدث في 7 اكتوبر ، حيث بدأت حماس باستجداء مصر ، والاردن ، والمملكة ، في محاولة للتدخل ، وإيجاد حلول لما ذهبت اليه في نزوتها تلك ، كما بدأت بمحاولة اجتذاب السلطة الفلسطينية لمشاركتها في هذه المواجهة الكارثية ، تاركةً خلفها ايران التي ورطتها في هذه الحرب الخاسرة .
وعوداً على بدء هل تعترف حماس أو يعترف بعض قادتها بعمالة هذه الحركة للموساد ، وذلك للخروج من هذا المآزق وعنق الزجاجة التي وقعت فيها ، ولتعود ربما خطط ترامب الكارثية الى الخلف قليلاً ، ويعد ماحدث من توريط هو مخطط اسرائيلي بحت ، وكنتيجة لخيانة فلسطينية لقضيتهم الوطنية ، ويفضح ذلك أمام أنظار العالم لتعود غزه ، والضفة ، وسكانها المهجرين من القدس للمداولات العالمية والامريكية بالذات لوضع حداً لاسرائيل ، وتشجيع كل الأطراف على السلام الذي سيعم منطقة الشرق الاوسط والعالم بأجمع ،،،، ف هل تفعلها حماس ! أم سيستمر هذا السيناريو ويذبح من بقي من أهل غزه ، أو يخيروا بالخروج نتيجة تعنت حماس ، وهو ما ينطبق مع خطة نتنياهو وترامب!
أعتقد أن تعنت حماس يعد مؤشراً لإستمرار الحرب ،وبالتالي الانتقال كما يقال لليوم التالي ، وهو التهجير القسري لسكان غزه ، وبذلك تتأكد علاقة هذه الحركة بالمخابرات الاسرائيلية.

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى