مأوى الأفئدة

لا شيء يُشغل قادة الأمة هذه الأيام، وفي موسم الحج على وجه الخصوص، سوى التَّضرع إلى الله! بأن يتقبل من ضيوف الرحمن حجَّهم وأداء نسكهم، في أفضل الأجواء الآمنة، وسط اهتمام حكومة المملكة، عبر وسائل الإعلامية السمعية والمرئية والمقروءة، في عهد الصحافة الالكترونية التي نعيش عصرها، لنقل الحقيقة الساطعة بالكلمة الصادقة، لمزيد من الألفة والتعاون بين أفراد هذه الأمة، والاستزادة من علمائها ومفكريها ونخبها الدينية، بما يزيدالجميع اطمئنانا على أداء مناسك الحج، في هذه الأجواء الآمنة بصدق التَّوجه إلى الله، وبهذه الآمال العريضة، بتفعيل الوسائل الإعلامية باللغات الحية، والتَّحري في نقل ما تشاهده الأعين، وتدغدغ له مشاعر القلوب المؤمنة المطمئنة.
إننا نتساءل ونستحث الهمم العالية، بأن يكون للخطاب الديني خارج المملكة وحرية الأديان، موقفا واضحا معتدلا يدعو للوحدة، وجمع شتات الأمة والابتعاد عن اشعال نار الفتنة والمذهبية البغيضة، في ظل التوجيهات الدائمة والمستمرة، التي تؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله في عمره، ومتابعة حثيثة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، بأن أمن حجاج بيت الله وراحتهم في المشاعر المقدسة، وجميع الطرق البرية والبحرية والجوية، وتنقلاتهم بين مدن المملكة المؤدية لأداء المناسك، وبما يسمح به النظام، هي أسمى الأهداف التي حرصت المملكة على تحقيقها.
بعيداً عن كل الأضواء الإعلامية المشبوهة، وإنما هي رسالة الإسلام وفق العدالة الإلهية، التي تعرفها معظم الأديان وتُقر بها، ومناشدة رجال المنابر خارج المملكة بالالتزام بالخطاب الديني المعتدل منهجا ومحتوى، وأن يكون صوتا للحق ونبذ الخلافات الدينية وترويع المجتمعات، وزرع الفتن بين شعوب العالم، ولقد قامت المملكة بواجباتها الدينية عن طريق منابرها، ببذل وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، جهوداً بارزة في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية، بتأييد شامل من علماء وخطباء الحرمين الشريفين، في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والاقتداء بهم، لحث بقية المنابر في مراعاة ظروف الناس، والبعد عن التشدد والتجريح وجلد الذات، ونشر الشعارات المغرضة من خارج المملكة، الذين لا دور لهم في مجتمعاتهم سوى الثقافة الضحلة، والعزف على حاجة البسطاء وتجويع الشعوب، والقتل والدمار والحروب بدماء الأبرياء.
مُوجها عظيم التقدير ووافر الامتنان لجميع رجال الأمن السعودي، بمختلف الرُّتب العسكرية من أفراد وصف ضباط وقادة، الذين كانت لهم جولات وبطولات وتجارب طيلة السنوات الماضية، وهاهُم الآن في موسم حج هذا العام، يواصلون تجاربهم وفق أحدث التقنيات العالمية، حفاظا على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، والكشف عن الجريمة في وقتها وخلال دقائق معدودة، وكما تحدث معالي مدير الأمن العام الفريق أول محمد البسامي، في تصريحه الموجزالبليغ، بأن أمن الحج خطر أحمر، ومن خلال هذه الصحيفة (آخر أخبار الأرض)، بقيادة رئيس التحرير المستشار الأمني العميد م/ محمد علي الفريدي، وكُتَّاب الرأي وفريق التحرير الصحفي، والإخراج الفني والتنفيذي، كُلنا جنودا وفداء للوطن بالكلمة النابعة من سويداء القلب.
محمد حامد الجحدلي