خواطر

ليلة ماطرة

ليلة ماطرة

كان صوتُ الرعدِ يقطع هدوءَ تلك الليلة.
فتحتُ نافذتي كعادتي حينما تمطر،
أُحبّ منظر الغيوم، ويُعجبني صوتُ قطرات المطر،
وهي تعزف مقطوعةً طبيعية تسكن لها الروح.

أشعرُ وقتها برغبةٍ في أن أرقص كطفلةٍ
لم تُرهقها الحياةُ يومًا.
ينتابني دفءٌ حانٍ رغم برودة الطقس.
أُحب أن أترنّم وأُغنّي،
وكأنّي أُداعب ذلك الهواء
الذي أشعر نحوه بالامتنان،
لأنّه أزاح عن روحي أثقالًا متراكمة
أتعبني حملها.

وربما أيضًا،
أُحب اختباء دموعي بين قطرات المطر،
فأُطلق لها العنان بكل جرأة
دون أن أحاول حبسها،
فتخرج محمّلةً بمكنونات صدري التي أخفيتها،
لأنّ لا أحد يمكنه أن يتفهّمها
سوى من عاشها لحظةً بلحظة،
وتركت أثرها في كيانه،
وغيّرت مفاهيمه ونظرته إلى مجمل الحياة.

وكأنّ تلك الليالي الممطرة
تأتي رحمةً بنا،
حين توشك طاقتنا على النفاد،
فنعود منها أخفّ همًّا،
وأكثر طمأنينة.

فاطمة الحربي

 

فاطمة عويمر الحربي

كاتبة رأي وخواطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى