وداد مسعد العلوي
ليست كل البدايات تبدأ في يناير ..
عادةً ما ينتظر الطموحون بداية شهر يناير من السنة الميلادية للإلمام بأهدافهم، ورصد ما تم إنجازه، ومتابعة ما أُحرِز من تقدم نحو ما تبقّى منها.
إلا أن هناك من يجد في شهر مُحرّم فرصةً مختلفة، فيبدأ فيه بخطّ أهدافٍ جديدة، ويتابع مادُوّن سابقًا حتى إن كان قد سُجِّل في يناير فـ هو يدرك بأن في محرم امتدادًا واتصالًا لما بدأه في ذلك الحين .
فالسنة الهجرية ليست فقط تاريخًا نبويًّا إنما كانت خير بداية في تاريخ الأمة الإسلامية وتحولًا جذريًا في حياة المسلمين ،
بداية أمة ، وبناء حضارة وترسيخ قيم خالدة إلى يوم يبعثون .
وأن الصبر والصمود في طُرُق الحق يعقبه النصر .
فالهجرة النبوية لم تكن يومًا مجرد انتقالٍ مكاني من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بل إنها كانت نقطة تحول كبيرة في حياة المسلمين والتغيير من حالة الضعف إلى القوة والإصرار .
ولأن الهجرة كانت تحولًا من التشتّت إلى الوضوح ما أجمل أن يكون لنا مسارًا متصلًا بهذه البداية العظيمة في خطواتنا كمسلمين ، نبدأ عامنا الهجري الجديد بروحٍ إيجابية لا يملؤها إلا الأمل والإيمان وبقلبٍ يقظ وعزيمةٍ صادقة لا يأتي بعدها إلا الخير .
شهر محرم يحثنا على الإصرار والتحلي بالصبر في المواقف الصعبة فما واجهه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هجرتهم من تحديات وصعوبات كانت كبيرة إلا أنهم ظلوا صامدين ومتمسكين بدينهم وقيمهم ، وهكذا علينا أن نكون أقوى في إراداتنا وثابتين في أهدافنا السامية.
✍🏻 كاتبة رأي
