كُتاب الرأي

(للكراسي ظل وظلال)

 

تحدثت صديقتي عن تأثير الكرسي على صاحبهِ ، وهنا تقصد المنصب الوظيفي والقيادةالكبيرة ، وأدرجت بكلامها عبارة أن للكراسي ظل ولها ظلال ..

نعم رمزيا ًعبارتها صحيحة ١٠٠٪ فهناك كراسي تجعل لأصحابها ظل وأثر جميل خلفهمأثناء العمل عليه وبعد التخلي عنه ، وهذا هو المأمول من كل مسؤول أن يخدم الناسويقضي حوائجهم ويسهل أمورهم ، ويساعد على تحريك عجلة العمل بكل طموح وفكرمتحرر منطلق وخارج عن سلطة المنصب ..

ذو كياسة ولباقة ومرونة تعامل ، متحلي بثقه ، ودون خوف أو تردد من رقيب أو حسيبمن البشر ، سوى من الخالق المدبّر ..

و يسخّر نفسه لخدمة الناس وليس لخدمة الكرسي الذي يترأسه ُ “اللهم أكثر لنا منهؤلاء الناس وبارك فيهم”..

وهناك فئة من أصحاب الكراسي جعلوا المناصب ظِلال يقبعون تحتها لخدمةمصالحهم الشخصية فقط..

هؤلاء هم عبدة الكراسي ، الذين لديهم إستعداد لمحاربة الكون كلهُ شريطة أن يلتصقبهذا الكرسي كأنه ُ مخلد أبد الدهر.. واضعا ًنصب عينيهِ الأنا العليا لديه ولسان حالهِيقول:-أنا ومن بعدي الطوفان ، “نعوذ بالله من هؤلاء البشر” ، وندعوا الله بأن لا يرفعلهم راية ولا يحقق لهم طموح شخصي على حساب مصالح الناس..

وهناك من ألبسهم الكرسي بمجرد الجلوس عليهِ ثراء الأغنياء وقداسة الأنبياء ، – وياأرض أنهدي – قد أرتفع أنفه ُ عن البشر وأشاح بوجهه ُ عنهم وأكتسى ريش الطاووسغرورا ً وكبر ياء.. فالوصول لهم ضرب من المغامرة وأشبه بالمستحيل “ولا حول ولا قوةإلا بالله من هذه الفئة”..

بينما الغالبية قد نرى أن الكرسي قد غيّر حالهُ من شخص بشوش ومرح ومحب وودودللناس ، وعلى قدر من الطيبة والأخلاق السمحة ، لشخص عصبي كريه المنظروالمحضر يجب أن يرتدي لباس القوة والعنجهية ؛ كي تسيّر من وجهة نظره عجلةالعمل ، و(ماهكذا تورد الإبل) ..

أيها السادة والسيدات للكراسي ومناصبها زهوٍ ، والتثبت بهِا هوس وجنون..

لا تجعلوا لها عليكم ُسلطة ، ولا تنسوا إنكم في حالة تسخير من الله للبشر بواسطتها ؛لإنجاح عملٍ ما وخدمة الناس بكل محبة ورقي .. فالمسؤولية قيادة ووعي وأخلاقوهدوء أعصاب قبل أي شيء ، راعوا الله في البشر قبل أنفسكم ، فوالله ستسألون و ُتحاسبون على كل شيء..

……

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى