( لكني أتجمل ، وخطرها )

هناك الكثير من أساليب التعامل المؤثرة كثيرا ً في الأنفس والقلوب والتي تبني أو تهدم ، تزيد أو تقلل ، توصل أو تقطع كل شريان للعلاقات على جميع الأصعده ..
منها الجميل ومنها القبيح ، منها المحبوب ومنها المكروه ..
ولكن حديثنا سيكون عن أسلوب وصفة سيئة جداً قد يراها البعض أحيانا ً تُحلي الأحاديث ولكنه لايعلم أن صغيرها مؤثر وكبيرها مدمر ..
من أهم هذه الأساليب المؤثرة وجدا ً أسلوب الكذب المتعمد ، الكذب في حد ذاته سمة بغيضة ومذمومة من الله قبل البشر ومن أسوء الصفات التي قد تكون في الشخص ولها تأثير سلبي شديد على شخصيته وعلى من حوله ..
فهو إن اعتاد هذه الصفة ورسخت به صدق فيه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”.[رواه البخاري ومسلم].
وله انعكاساته المشينه على الفرد من كل ما ومن حوله ..
فبداية يشعر الفرد أنه مهزوز وليس له شخصية ولا قابليه إلا بالكذب فتراه حتى في فكاهته يكذب وإن كان يرى ذلك أمرا بسيطا ً ومن باب مقولة ( أنا لا أكذب ولكني أتجمل ) فهو يرى أن كلامه بدونه يفقد بريق الجاذبية والحضور ،
ولكنه لايعلم أنه في ذات الوقت يدل على مشكلة نفسية كبيرة تدل على أن الشخص يفتقد الأمان والثقة بالنفس .
أما على صعيد من حوله ومن يتعاملون معه فهو شخص متعب فاقد للمصداقية ومشهور بأن حديثه لابد وأن يخالطه الكذب والتهويل والافتراء ..
فتراهم يتجنبون التعامل معه ويبتعدون عنه وقد يقطعون علاقتهم به من جذورها ..
لامدير يثق به ، ولا زميل يحب التعامل معه ، ولا صديق يطيل المكوث قربه ، ولا عائلة تحترمه ..
هذا على مستوى علاقاته وتعاملاته مع من حوله ..وقد يكون أذاه فيها محدود وينتهي بانقطاع العلاقه وانتهاء مدة التواجد معه .
وهناك نوع من الكذب أجده الأخطر وهو الكذب في المشاعر والتلاعب بالقلوب والتهكم والسخرية والتهاون بالعقول ..
فهذا له أضعاف الأثر ، وامتداد الضرر ، وقد ينتهي بالشخص إلى نهايات لاتحمد عقباها..
فكم من شخص كاذب أودى بحياة غيره بدون تفكير أو رحمة ولا خوف من الله ..
إما بنقل خبر ، أو تزوير قول ، أو التشكيك بالذمم ..
بلا سند ولا شهود مجرد تشويه للسمعة وتشهير بالآخرين وتنغيص لحياتهم إما لغرض سيء أو فقط للمتعة الذميمة التي تجعله يشعر بأنه أضر غيره وجعلهم يعيشون زمنا من الكدر ، وفترة صعبة مع البشر ..
مثل هؤلاء الآفات عاجلا أو آجلا يحصدون نتائج أفعالهم المسيئة ، ونياتهم الدنيئة ، ويندمون في وقت لم يعد فيه للندم أي جدوى أو فائدة ..
يهدمون البيوت ، ويخربون مكان العمل ، ويقطعون الصلات ، ويعيثون في الأرض فساد .
لأغراض ونيات وأهداف الله بها عليم ..
شر هذه الصفة كبير جدا وضررها وإثمها يشمل الشخص نفسه دنيا ً ودين ..ومن ثم مجتمعه ومن يخالطه ..
فهو خسران كبير أن يكتب عند الله كذاب ، بالإضافة أنه ينبذ في الأرض من جميع الخلائق ..
لاثقة فيه ، ولا شهادة تعتد له ، ولا حضور مرغوب به ، ولا جليس صالح يدعو له ..
وتعود عليه جميع أكاذيبه بالخسارة وتدور عليه الدوائر ولايجد أحدا ً معه .
فاللهم نسألك العفو والعافية من هذه الصفة وممن يحملونها
بقلم الكاتبة / فتحية علي
بالفعل آفة مستشرية وباختلاف الأسباب وراء الكذب يظل حرام ومنهي عنه، بوركتِ أ.فتحية 🌷
مقالة رائعة واقع فعلا وباذن الله يكون لها الأثر الكبير
.. متألقة دائما أ. فتحية
ابتسام الجبرين🌹🌹
إن شاءالله شكرا جزيلا أ ابتسام
عزيزة الشهري
واجعل لي لسان صدق في الاخرين، ما أجمل الصدق وهو أقرب طرق النجاة ، سلمت الأنامل والفكرة أستاذة فتحية
سلمت ودمت أ عزيزة شكراً لك