حوارات و مقابلات

لقاء حصري مع الشاعر سلطان بن نهار الأحمدي

في هذا اللقاء المميز نستضيف شاعرا يحمل بين طيات أبياته تراثا ثقافيا عريقا وروحا وطنية تسامت فوق القيم والمعاني، لقاء يغمره عبق التاريخ وصدق الإحساس،
شاعر قلمه سيف وفكره درع، وحرفه لا يقل شجاعة عن سيفه، وشعره يمكن أن يكون ملاذا ووطنا وحصنا.
ضيفنا هو الشاعر سلطان بن نهار الذي ينحدر من عائلة أعطت الشعر النبطي صفحات مليئة بالجمال والحكمة والشجاعة والكرم، وواصل مسيرتها بروحه الأصيلة وقلمه الجريء.
في هذا اللقاء، نستمع لتجاربه، ونقتفي أثر كلماته التي جابت الصحاري وخاضت البحار، ونستكشف كيف ينسج شعره من واقع حياته ويغزل من خيوط بطولاته نصوصا تخلد في الذاكرة، ونتعرف على كيفية توفيقه بين دوره كجندي مدافع عن الوطن وشاعر يعبر عن مكنون روحه، وكيف تمكنت قصائده أن تكون جسرا يصل بين هويته العسكرية والثقافية.
فأهلا وسهلا بشاعرنا الكبير سلطان بن نهار الأحمدي الذي نستضيء اليوم بنور حروفه ونشعر بحرارة كلماته، ونتطلع معه إلى حديث يثري أرواحنا ويعزز حسنا الوطني والشعري.

س/ الشاعر سلطان بن نهار، أنت تأتي من عائلة ذات تراث شعري عريق، كيف أثرت هذه البيئة في تشكيل مسارك الشعري؟

ج/ لكثرة سماعي للشعر تجسدت لدي موهبة بدع الشعر وكنت أوجه القصائد لوالدي- رحمه الله- إذا أردت أن أطلب منه شيئا وكان والدي يشجعني وينفذ طلبي الذي وجهته له بالقصيدة.

س/ هل يمكنك أن تحدثنا عن بداياتك في عالم الشعر وكيف تطورت موهبتك منذ دراستك في المرحلة المتوسطة؟

ج/ كانت أولى بداياتي بالشعر أرسلت بكل جراءة للشاعر الغالي على قلبي مبارك حمد العازمي بقصيدة وقام بتشجيعي والرد عليها وكانت غزلية و اقول في مطلعها:
يا بو حمد قلبي من الحب مشبوك
مشبوك في شبك الودائع وديعة

س/ في ظل انشغالك بالعمل العسكري في القوات البحرية، كيف تجد الوقت والإلهام للكتابة وممارسة الشعر؟

ج/ بالعكس العمل العسكري زاد من ممارستي للشعر الوطني ووجدت من يشجعني ويطلب جديدي من الشعر باستمرار.

س/ لقد مثلت الدولة وشاركت في حروبها، هل تنعكس تجاربك العسكرية في قصائدك؟ وكيف؟

ج/ نعم اتجهت للشعر الحماسي وأصبحت أدافع عن دولتي بالروح والدم والفكر.

س/ ما الدور الذي يلعبه الشعر في حياتك، هل هو مجرد هواية أم مهمة ثقافية؟

أنا أعتبر الشعر مهمة ثقافية ورسالة.

س/ أستطيع أن أتخيل أن لديك الكثير من القصائد، لكن هل منها ما نشر؟ وهل لديك خطط لإصدار ديوان شعري؟

ج/ نعم لدي الكثير والكثير من القصائد التي لم تنشر والآن أفكر في إصدار ديوان شعري لكي أحافظ على قصائدي و يطلع الجمهور عليها.

س/ بصفتك شاعر وجندي، كيف ترى دور الشعر في تعزيز الروح الوطنية والمعنوية لدى المواطنين؟

ج/ واجبنا أن نذود عن دارنا وحكامنا وشعبنا فالمواطنين ولله الحمد يثقون كل الثقة بجنودهم البواسل.

س/ هل تعتقد أن الشعر النبطي لا يزال له صدى وتأثير كما كان في الماضي، خاصة بين الأجيال الجديدة؟

ج/ نعم له صدى وكثير من الأجيال الجديدة تتابع الشعر النبطي وبقوة.

س/ هل يوجد شاعر معاصر أو قديم تعتبره مثالا يحتذى به في الشعر؟ ولماذا؟

ج/ الصحيح جميع الشعراء القدامى يعتبرون مدرسه ثريه بقصائدهم.

س/ كيف يؤثر تراث وتاريخ قبيلة شمر في شعرك، وهل تعتبر الشعر جزءا من حفظ التاريخ والثقافة القبلية؟

ج/ شمر قبيلة عزيزة على قلبي بكل ما تعنيه الكلمة فهم يعتبرون خوالي وشهادتي فيهم مجروحة.

س/ هل ترى أن هناك تحديات تواجه الشاعر النبطي في عصرنا الحالي؟ وكيف تتغلب عليها؟

ج/ بالعكس لا يوجد تحديات كما كانت سابقا لأن الشاعر الآن يستطيع أن يصل للجمهور من خلال وسائل التواصل.

س/ ما النصيحة التي تود تقديمها لشعراء النبط الصاعدين الذين يسعون لترك بصمة في هذا المجال؟

ج/ الابتعاد عن السب والقدح في الآخرين.

س/ والدك وجدك كانا شعراء معروفين، هل تستلهم بعض أساليبهم في كتاباتك أم تسعى لابتكار أسلوبك الخاص؟

ج/ أسعى لابتكار أسلوب وبصمة لي لمواصلة ما بنوه من إرث شعري.

س/ كيف تعاملت مع تطور وسائل الاتصال الحديثة والمنصات الرقمية في نشر شعرك والوصول إلى جمهور أوسع؟

ج/ تطور وسائل التواصل سهل مهمة الشاعر فكل ما تود إيصاله ثق تمام الثقة بأنه سوف يصل بسرعة البرق ولشريحة واسعة من العالم.

س/ هل ترى أن هناك فارقا بين الشعر الذي يكتب للقراءة والشعر الذي يكتب للإلقاء، وأيهما تفضل؟

ج/ هناك من يرى بأن الشعر الذي يكتب للقراءة أفضل أما أنا فأرى بأن الشعر الذي يكتب للإلقاء أفضل لأنك تستطيع بإلقائك أن تؤثر على السامع وتشد انتباهه وتزيد من حماس المستمع.

س/ هل تمارس الشعر كتعبير عن الذات والهوية الشخصية، أم كوسيلة للتواصل مع الآخرين والتأثير فيهم؟

ج/ الشعر وسيلة للتواصل مع كثير من الناس وتوجيههم ونصحهم والتأثير فيهم.

س/ في رأيك، ما الذي يجعل الشعر النبطي فريدا ومميزا عن غيره من أنواع الشعر؟

ج/ الشعر النبطي مفهوم لجميع وكذلك سهل الحفظ.

س/ هل لديك الرغبة في تعليم الشعر وتقديم ورش عمل للشباب المهتمين بالشعر النبطي؟

ج/ نعم لدي الرغبة والقدرة على ذلك.

س/ كيف تتعامل مع النقد الأدبي، وهل تجده مفيدا في تطوير مهاراتك الشعرية؟

ج/ أتعامل مع النقد بكل أريحيه فالنقد البناء يجنبك الأخطاء التي تقع فيها بعض الأحيان، والمسلم كما يقال مرآة أخيه.

س/ ما هي الأساليب أو التقنيات الشعرية التي تجدها أكثر تحديا وتحاول إتقانها في كتاباتك؟

ج/ القوافي الصعبة أراها تلفت الانتباه.

س/ هل هناك موضوعات معينة تجد نفسك تعود إليها باستمرار في شعرك؟ وما السبب في ذلك؟

ج/ موضوع الرثاء لتأثري بوفاة والدي فتوقفت فترة لأن كلما حاولت كتابة قصيدة أراها ترجع من منتصفها للرثاء.

س/ كونك جزءا من القوات البحرية، هل وجدت في البحر مصدر إلهام لبعض قصائدك؟

ج/ أحيانا.

س/ ما هي الخطوات التي تتبعها لصقل قصيدة من لحظة الإلهام الأولى إلى اللحظة النهائية؟

ج/ التأني وعدم التسرع في بناء القصيدة.

س/ هل تعتبر الشعر مجالا للتجديد الثقافي والاجتماعي في المجتمعات العربية الحديثة؟

ج/ نعم.

س/ كيف ترى مستقبل الشعر النبطي في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة التي نشهدها في العالم العربي والعالم أجمع؟

ج/ أراه جيدا ومبشرا بالخير.

س/ هل لديك من القصائد ما تخص بها صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية؟

ج/ نعم لدي قصيدة كتبتها بحبيب الشعب سيدي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اقول فيها :
معك يابو سلمان بالعسر واللين
أشر بيدك ولا تحرك إشفاتك
لك مننا بيعه على الشرع والدين
وارواحنا حولك من أربع جهاتك
أنته حبيب الشعب سقم المعادين
والحزم هو والعزم أبرز صفاتك
حنى معك ناقف نعاونك ونعين
نركي معك على إعصاتك عصاتك
حبك جرا مجرا الدماء بالشرايين
نموت دونك لايتزعزع ثباتك
وناقف مواقيف الشرف بالميادين
ونفنى لجل تسلم وتبقى حياتك
سلمن توارثناه مبطي وهلحين
دونك ودون الدار ناطا إعداتك

أجرى الحوار الشاعر / عبيد الدبيسي

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى