لقاء حصري مع المدربة أفنان زادخان

أفنان.. شغف التدريب وإلهام التغيير
في فضاء الإنجاز، تتلألأ أسماء لا تكتفي بالنجاح لنفسها، بل تصنع من تجاربها منارات للآخرين. المدربة أفنان هي إحدى تلك الأسماء التي صنعت حضورًا استثنائيًا في عالم التدريب، فجمعت بين المعرفة والتأثير، وبين التطوير والتمكين، لتصبح رمزًا يُحتذى في مجالها. تحمل في حقيبتها التدريبية خبرات واسعة، وتقدم محتوى يعانق الطموح ويلامس الواقع، بأسلوب يلهم ويحفّز ويصنع الفرق.
تشرّفت صحيفة (اخر اخبار الارض) بمحاورة المدربة أفنان زادخان في لقاء خاص، يسلّط الضوء على رحلتها التدريبية، وأبرز ما قدّمته من برامج وورش عمل أثرت الحضور وصنعت أثرًا.
من القلب، أرحب بكِ أ. أفنان، حضوركِ في هذا اللقاء امتداد لصوتكِ الهادف الذي طالما صنع أثرًا جميلًا في قلوب المتدربين. نثمّن عطاءكِ، ونفخر بأن تكوني ضيفة هذا الحوار الملهم الذي يعبُر من الورق إلى أعين قراء يعشقون التميّز ويلمسون بصدق أثر الكلمة حين تأتي من أهلها.
باسمي، روان، أفتح لكِ باب الحديث، ممتنة لتشريفك لنا، وسعيدة أن أكون شاهدة على هذا الجزء من رحلتك، التي كانت وما زالت عنوانًا للتحفيز والتغيير الإيجابي.
2. ما هي التحديات التي واجهتكِ في البدايات؟ وكيف تغلّبتِ عليها؟
من أبرز التحديات كانت إثبات الذات في سوق تدريبي مزدحم، بالإضافة إلى بناء الثقة في نفسي وفي طرحي، خاصة في المراحل الأولى. كذلك، كان من الصعب الدمج بين تطوير المحتوى التدريبي وتحقيق التفاعل الحقيقي مع المتدربين. تغلبت على هذه التحديات من خلال تطوير نفسي بشكل مستمر، دراسة تخصصية في التدريب والإرشاد، والتجربة الميدانية من خلال العمل مع جهات كبرى مثل الهيئة الملكية بالعلا. تعلمت كيف أستمع بعمق، أتعاطف بذكاء، وأقدّم قيمة حقيقية في كل لقاء تدريبي.
3. ما البرامج التدريبية الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
أقرب البرامج إلى قلبي هي تلك التي تدمج بين الوعي الذاتي وتطوير المهارات الشخصية، لأنها تُمكّن الفرد من رؤية نفسه بوضوح ومن ثم اتخاذ خطوات واعية نحو التغيير. كما أنني أستمتع كثيرًا بتقديم برامج لتعليم اللغة الإنجليزية من منظور تطويري، لأنها تفتح آفاقًا جديدة للمتدربين وتمكنهم من الدخول لسوق العمل أو التميز فيه بثقة.
4. في رأيك، ما الذي يميز المدرب الناجح؟
المدرب الناجح هو من يمتلك الصدق المهني، والمرونة، والقدرة على الإلهام. هو من لا يكتفي بنقل المعلومة بل يصنع فرقًا في حياة المتدرب. التميز لا يأتي من كثرة الشهادات فقط، بل من القدرة على تحويل التدريب إلى تجربة حيّة تنعكس على الواقع. أيضًا، التطوير المستمر والتعلّم من التغذية الراجعة عوامل لا غنى عنها.
5. كيف ترين تطور مجال التدريب في المملكة اليوم؟
نشهد اليوم طفرة نوعية في مجال التدريب بالمملكة، مدفوعة برؤية 2030 التي جعلت من تطوير الإنسان محورًا أساسيًا. أصبح هناك توجه نحو الاحترافية، وجودة المحتوى، وقياس الأثر التدريبي. كما أن السوق بات أكثر وعيًا بأهمية المدرب الكفء القادر على إحداث فرق حقيقي. وهذا يُلزمنا نحن كمدربين أن نرتقي بمستوياتنا باستمرار
6. من الأشخاص أو المواقف التي تركت فيكِ بصمة لا تُنسى خلال مسيرتكِ؟
من أكثر المواقف التي أثرت فيّ كانت تجربتي مع الهيئة الملكية في العلا، حيث كنت أعمل كمدربة في بيئة احترافية ومليئة بالتحديات. كما أن تجربتي الأخيرة في إدارة التدريب والتطوير في شركة دور الضيافة للحج خلال موسم الحج علّمتني الكثير عن سرعة الإنجاز، والعمل تحت الضغط، وفهم احتياجات المتدربين من خلفيات متعددة. أما على المستوى الشخصي، فكل شخص آمن بي أو دعمني في بداياتي كان له أثر لا يُنسى في رحلتي.
7. أخيرًا، ما الرسالة التي تودين توجيهها لكل من يطمح لخوض عالم التدريب أو تطوير ذاته؟
رسالتي: ابدأ من ذاتك، وابنِ معرفتك على قيمك، وكن صادقًا في نيتك للتأثير. التدريب ليس مجرد مهنة، بل رسالة. وكل شخص لديه قصة تستحق أن تُروى وخبرة يمكن أن تصنع الفرق في حياة الآخرين. لا تنتظر الكمال، بل ابدأ وطور مع كل خطوة. والأهم: استمر، فالتطور لا يتوقف
بكل فخر وامتنان، نختتم هذا الحوار الملهم مع المدربة أفنان زادخان، التي أثبتت أن الشغف حين يقترن بالعلم والعمل، يصنع أثرًا يتجاوز قاعات التدريب ليصل إلى أعماق الأرواح. حديثها كان تجسيدًا حيًّا للتأثير الإيجابي، ورحلتها مثال يُحتذى في العزيمة والرؤية الواضحة. نغادر كلماتها محمّلين بالإلهام، واثقين أن لها في كل لقاء بصمة، وفي كل متدرّب حكاية نجاح تبدأ من نور عطائها. شكرًا أفنان، فقد كنتِ كما عهدناكِ، صوتًا للتغيير وأملًا يُضيء الطريق .
أجرى الحوار
روان صالح الوذيناني