كُتاب الرأي
الزواج كسلعة

يشهد الزواج تحولًا جذريًا، حيث أصبح يُنظر إليه كسلعة تُعرض بمواصفات دقيقة في سوق مفتوح. لم يعد الزواج مجرد ارتباط بين شخصين، بل تحول إلى عملية تجارية تُعرض فيها الصفات الشخصية والمادية بشكل علني ومفصل. الإعلانات عن الزواج الشرعي والزواج المسيار أصبحت شائعة، حيث يتم الإعلان عن رجال ونساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءًا من رجال الأعمال إلى الفقراء، ومن المعلمات إلى الطبيبات. تُعرض هذه الإعلانات بمواصفات دقيقة، مثل: “دكتورة في احدى المناطق ، قبيلية، ثرية، بيضاء، مطلقة، تبحث عن زواج بدون شروط”. هذا التوجه يعكس تغييرات جذرية في المجتمع العربي، حيث أصبحت القيم المادية تطغى على القيم التقليدية التي كانت تركز على الحب والتفاهم والاحترام المتبادل. في الماضي، كانت العادات والتقاليد تلعب دورًا كبيرًا في اختيار الشريك، وكانت العائلات تتدخل لضمان توافق القيم والمبادئ بين الزوجين. أما اليوم، فقد أصبح الزواج أشبه بمعاملة تجارية، حيث يتم التركيز على المظهر الخارجي والمكانة الاجتماعية والمالية. إن هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الزواج في العالم العربي. هل ستستمر هذه الإعلانات في التأثير على مفهوم الزواج؟ وهل ستؤدي إلى تغييرات أكبر في القيم الاجتماعية؟ أم أن المجتمع سيعود إلى التمسك بتقاليده وقيمه الأصيلة؟ في النهاية، يبقى الزواج علاقة إنسانية تحتاج إلى الحب والاحترام والتفاهم، بغض النظر عن الطريقة التي يتم بها الإعلان عنه أو الترويج له .
سمير الفرشوطي
كاتب رأي