كُتاب الرأي

معالي الدكتورة/ مستورة الشمري .. أيقونة المملكة، عرّاب ومهندس رؤيتها.. سمو الأمير محمد بن سلمان “حفظه الله”: إنجازات ضخمة لقائد ملهم واستثنائي

كتبت : معالي الدكتورة / مستورة الشمري _ عضو مجلس الشورى السعودي وعضو لجنة الشؤون الإجتماعية بالبرلمان العربي.

مع قرب الذكرى السابعة التى نجدد فيها بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد رئيساً لمجلس الوزراء، أيقونة العمل العربي والعالمي، الذى أصبح حُلماً تتمناه الدول والشعوب، مهندس الحاضر والمساهم فى رسم مستقبل وطنه من خلال رؤية متكاملة للمملكة العربية السعودية 2030، فلقد سابق الزمن … وصابر فى مواجهة التحديات … واختصر السنوات، فتحققت النتائج قبل أوانها.. وتصدرت المملكة المؤشرات العالمية فأَبْهَرَ العالم بعظيم صنعه، واستحق تعدد الألقاب والتى تراوحت بين “رجل المرحلة”، أو “صاحب التحولات”، أو “مهندس التغيير”.
فهذه فرصة لتأكيد اعتزازنا وفخرنا بوطننا الذى يستحق الأكثر.. بمواطنونا أهل للأكبر، بمباركة سيدي وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله – لرؤية المملكة 2030، وهدفه بأن تكون المملكة نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة.
وفرصة أيضاً للتعبير عن نبض الوطن والشعب الأبي .. وتقديره لولي العهد الأمين سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان الشاب القوي الفتيّ.. المتوثّب والمُبهِج.. أفعاله تسبق أقواله.. ونتائجه تستشهد بوعوده وكلامه.. قائد استثنائي، له كاريزما خاصة تجمع بين الذكاء والحكمة والحنكة والحزم وقوة العزم.
فمنذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بالمملكة العربية السعودية تحققت العديد والعديد من الإنجازات التي دفعت مجلة “تايم” الأمريكية لاختياره كشخصية العام، بالإضافة إلى مجلة “فورين بوليسي” الشهيرة التي اختارته باعتباره واحداً من القادة الأكثر تأثيراً في العالم… شهادات وتكريمات وكلمات ذات سمعة عالمية حظي بها “صاحب السمو الملكي” لقاء مجهوداته التي لم تهدأ، بات يعرفه السعوديون جيداً ويُبدون مع كل إطلالة وحديث له ارتياحاً كونه رجل دولة ومتمكناً من أدواته وصاحب رؤية ثاقبة متعددة ‏الأبعاد. ‏
وعلى كلٍ، يمكن لأي مطالع للشأن السعودي أن يدرك حجم الإنجازات على مختلف الأصعدة، مروراً بالنهضة التنموية المرتبطة برؤية المملكة 2030 وبرامجها الطموحة، فضلاً عن حالة الريادة التي صارت لصيقة بالمملكة العربية السعودية في مختلف القطاعات الرياضية والثقافية والإعلامية والسكانية والتعليمية والصحية والسياحية في عهد سمو الأمير وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”.
ربما لا تسعفنا المقالات والكلمات لسرد إنجازات هذا “القائد الملهم والاستثنائي”، وهو ما يحتّم علينا في هذه المساحة المحدودة من الكلمات تسليط الضوء على ثلاثة محاور ضمن الإنجازات التي تحققت وهي: الدور التنموي للمملكة العربية السعودية، وتمكين المرأة، وأخيراً العلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية.

ففيما يتعلق بالدور التنموي للمملكة العربية السعودية، فقد بدا واضحاً أن بوصلة سمو ولي العهد وجهت نحو تبني المشاريع ‏والرؤى والأفكار والمبادرات الاستثنائية التي تعزز موقع المملكة في خارطة ‏العالم عبر رؤية 2030 التي تفنن في صك ملامحها وهندسة تفاصيلها، ووضع محطات ‏انطلاقها، مُسلحاً ‏بإصرارٍ وطموحٍ لا حدود له، ورؤية تنموية متفردة، ونظرة ثاقبة حكيمة ‏للمتغيرات الإقليمية والدولية، ويرافقه في ذلك شخصيته الكاريزمية، التي جعلته مُلهِمًا لغيره من القادة والمقتفين لأثره.

انطلقت النهضة التنموية التي أرادها “سمو الأمير” من مرتكزات رئيسة تمثلت في تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل واستثمار الطاقات والثروات المتوافرة، والإمكانات المختلفة المتاحة، بما يضمن تحقيق حالة الرفاهة والتقدم على غرار ما وصلت إليه وصلت إليه الدول المتقدمة، انطلاقاً من اعتقاد راسخٍ لدى سموه بأن السعودية تستحق ذلك بل وأكثر من ذلك.

كذا راحت أيادي “سمو الأمير” تخطط علاقات المملكة العربية السعودية انطلاقاً من موقعها الريادي، وهو ما أفضى إلى إبرام مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا تعزيزاً لحالة الترابط الاقتصادي مع شركائها من الدول الأخرى، وأملاً في وزيادة انفتاحها على المشاريع الرابطة للقارات التي تخدم التجارة البينية.

كما لم تغفل عناية “رجل المرحلة” عن الاستفادة من عضوية المملكة في مجموعة (العشرين) الدولية التي تضم أقوى 20 اقتصاداً حول العالم، وهو ما تمثل في تهيئة بيئة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم، مما كان من شأنه شهادة صندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد السعودي ووصفه باعتباره الأسرع نمواً في اقتصادات مجموعة (العشرين) في عام 2022، وتراجع معدلات البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي لها، كما أشاد صندوق النقد الدولي على جهود المملكة في عهده لاحتواء التضخم عبر الدعم المحلي ووضع سقف لأسعار عدد من المنتجات.

وبكلٍ صدق ربما تمثل حالة المملكة التنموية نموذجاً فريداً يعكس مسيرة التحول الاقتصادي الصاعدة، وتؤكد على أن ما تحقق من نتائج إيجابية حتى الآن في عهد سمو الأمير ولي العهد يبشر بمزيد من النجاحات في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية الهادفة إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل.

وفيما يخص تمكين المرأة، ودون أن يكون كلامنا ضرباً من التكرار فقد بدأ يتحقق الحلم المنشود بشأن تمكين المرأة السعودية وصار واقعاً ملموساً منطلقاً من إرادة سياسية صادقة وواعية تضع نُصب أعينها الارتقاء بدور المرأة السعودية وتحويل التطلعات إلى حقيقة واقعة وساطعة.
وتأسيساً على رؤية المملكة 2030 وبرامجها فقد حظيت المرأة السعودية باهتمامٍ واضحٍ، وذلك بتخصيص أحد أهداف الرؤية لضمان زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، ومن هذا المنطلق تسارعت خطوات المرأة السعودية نحو التمكين بفضل صدور العديد من القرارات والنظم واللوائح التي تعزز مكانتها في المجتمع، وبذلك أصبحت شريكًا فعالًا في التنمية الوطنية في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية..إلخ.

ومن هنا، فقد نالت المرأة السعودية نصيبها من فرص التمكين والبناء حتى أصبحت شريكاً مهماً وفاعلاً في النهضة التنموية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات، وتبوأت مراكز قيادية ورفيعة في القطاعين الحكومي والخاص وفي المنظمات الإقليمية والدولية. وبالتالي صرنا كسعوديات نسمع مراراً وتكراراً كلمات سمو ولي العهد للتأكيد على تحقيق المساواة التكاملية انطلاقاً من كون المرأة باتت شريكاً للرجل في تنمية الوطن دون تفرقة. ولذا، أفسحت المملكة المجال للعديد من المبادرات لدعم وتعزيز دور المرأة في مجالات سوق العمل، أبرزها تمكين المرأة في الخدمة المدنية وتعزيز دورها القيادي، بما يسهم في زيادة نسبة المشاركة للمرأة في جميع القطاعات الحكومية، وعلى جميع المستويات الوظيفية، من خلال استثمار طاقاتها وقدراتها وتوسيع خيارات العمل أمامها، وزيادة مشاركتها؛ لضمان تكافُؤ الفرص بين الجنسين.
وباعتباري عضواً بمجلس الشوري أؤكد على أن تواجدي يأتي في إطار مسيرة التمكين للمرأة والتى حظيت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالدعم الكبير لتؤدي دورها المناط بها وفق ضوابط وتعاليم ديننا الإسلامي السمح، ومنحها الصلاحيات اللازمة للنهوض بمسؤوليات تجاه الوطن وفق ما نصت عليه رؤية المملكة 2030 التي تبناها ولي العهد سمو الأمير رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

وفيما يرتبط بالعلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية، فقد أُديرَت منذ تولي سمو ولي العهد في دوائرها الإقليمية والدولية وفق العديد من المبادئ الراسخة والتي منها التمسك بقيم ومبادئ حسن الجوار، ولغة الاحترام المتبادل، وتغليب اعتبارات الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، والتأكيد من آنٍ لآخر على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعزيز كافة الأساليب والأدوات التي من شأنها حل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، ورفع راية الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فوق كل اعتبار، وهو الأمر الذي نلاحظه في كم القمم العربية والإسلامية التي استضافتها ودشنتها المملكة العربية في عهد سموه الزاهر.
لم تتراجع المملكة يوماً عن ممارسة دورها الريادي والحكيم والوسيط لدرء كافة الخلافات وتسوية المشكلات المتفاقمة؛ فهناك الجهود الممثلة في استضافة المملكة لممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من أجل الوصول لوقف دائم للأعمال العدائية، واستضافة اجتماع لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وكذا دور المملكة في انعقاد قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية، وأعمال الدورة العادية الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ( قمـة جدة )، وقمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطي، والقمة: (السعودية الأفريقية الأولى) والقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في مدينة الرياض؛ بالإضافة إلى زيارات سمو ولي العهد للدول الشقيقة والصديقة، ومشاركة سموه في المؤتمرات الدولية، وقيام العديد من رؤساء الدول بزيارة المملكة التي أضحت صانعة سلام يشار إليها بالبنان في كل مقام.
ولعله من الأمور التي لا خلاف عليها أن المملكة في عهد “سمو ولي العهد” حملت على عاتقها مسؤولية وحدة الصف العربي وتضامنه وتكاتفه في مواجهة الأخطار والتحديات والمتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية، وهو ما انعكس على موقف المملكة من الشعب الفلسطيني الشقيق الذي تعرض لحرب شعواء في قطاع غزة، وتسخير كافة الجهود والإمكانات عبر بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة؛ لوقف أعمال العدوان الجاري في قطاع غزة؛ ومنع اتساعه في المنطقة، وتأكيد ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وعدم استهداف المدنيين.
وفي النهاية، ربما لا يسعني سوى الدعاء بخالص التوفيق ومزيد من الازدهار لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بل وأحث الجميع على الدعاء له والاصطفاف خلف هذا القائد المغوار الذي شعاره دائماً “إن الأوطان تُبنى بالعمل والإنجاز واستشراف المستقبل”.

 د. مستورة الشمري

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى