كُتاب الرأي

( لبنان وحزب ايران )

( لبنان وحزب ايران )

محمد سعد الربيعي

تردد المبعوث الامريكي الى لبنان توم براك عدة مرات هو وفريقه الامني والسياسي في محاولات عدة لنزع فتيل حزب ايران من جنوب لبنان ، وعودته الى خلف الليطاني وتسليم سلاحه للجيش اللبناني تطبيقاً للقرار 1701 الذي يماطل فيه الحزب منذ عشرات السنيين ، ويوجد العراقيل لعدم تنفيذه .
منذ تشكيل الحكومة الاخيرة في لبنان وهي تحاول إقناع نبيه بري الذي يعد المدافع الاول عن مصالح ايران في لبنان ، بل يُعد هو ذيلها الذي لازال لم يُقطع ، ويمثل الغطاء السياسي لحزب ايران في لبنان ، وراعي الحزب والمدافع عنه ، وهو من يعمل على تعطيل  كل قرارات الحكومة التي تحاول أن تلجم هذا الحزب ، وتنزع سلاحه .
يبدو من خلال الايام القليلة الماضية ، وحزم المندوب الامريكي مع الحكومة اللبنانية التي لاتزال تحاول اقناع بري بما يجري من أحداث في المنطقة ، وخطورة عودة الحرب لجنوب لبنان ، بل ربما إجتياح لبنان كله من أجل قطع دابر هذا الحزب ، وقائده نعيم قاسم الذي تطرقت لأدواره الهامشية في مقالات سابقة أثناء وجود النافق حسن نصراللات ، وتهميشه من صف كل قيادات الحزب ، ولكن لنفوق تلك القيادات من هذا الحزب أُوتي بنعيم ليهدد ويتوعد من طهران حيث لايستطيع أن يقدم لجنوب لبنان أولبنان كله لينفذ تهديداته ، لأنه أصبح مطارداً بل في الواقع بحكم الهالك إن عاد الى لبنان.
ويبدو أن الحكومة اللبنانية قد نفذ صبرها على بري وقيادات الحزب في لبنان ، وقد تلجأ الى نزع حزب ايران بالقوة ، وهو حق سيادي للبنان وحكومته الحالية حيث تطرق لها رئيس وزراء الحكومة نواف سلام وكذلك رئيس الحكومة جوزيف عون أكثر من مرة بأنهم لايريدون أن تدار حروب من خارج لبنان فوق أراضيها ، والحكومة تقصد ادارة الحرب في لبنان من ايران التي تناور بحزبها في لبنان لتحقيق مكاسب سياسية لها دون ان تبالي بالوضع الذي ستخلقه تلك الحرب في لبنان من جميع الجوانب ، وهي سياسة ايران التدميرية التي تنتهجها في كل ادارة حروبها الخارجية كما يحدث وحدث في غزه ودمشق قبل ان تتحرر ، واليمن الان وما تسعى لتحقيقه في لبنان إن لم تقف الحكومة في وجه تلك المحاولات وتمنع حدوثها ولعل من أهمها هو القضاء على حزبها في لبنان ، وليس فقط نزع سلاحه.
إن ما تواجهه حكومة نواف سلام الرجل المعروف بحنكته الطويلة يعد أمراً بالغ الخطورة إن لم يقطع هذا الذيل الايراني في لبنان ، ويزيله بشكل كامل من فوق الاراضي اللبنانية ، وأن يعود بحكومته لكل الاحداث التي اقترفها هذا الحزب في لبنان ، وإعادة فتح ملفاتها التي تمكن الحزب وبري من تهديد كل من يحاول الاقتراب منها ، ولعل أهمها الإغتيالات التي استهدفت الكثير من الشخصيات السياسية اللبنانية من رفيق الحريري الى آخر شخصية تم إغتيالها وهو السيد لقمان سليم في بداية العام 2021 م الذي كان يناهض الحزب رغم أنه شيعي المذهب ، بالإضافة لتفجير مرفأ بيروت ، وايقاف كل من له علاقة بهذه الاحداث الارهابية التي دمرت لبنان ، وأعادته لمكب نفايات ايرانية وساحة فوضى لايستطيع أن يتحرك فيها العقلاء أو يصدحوا برأيهم تجاه ماتجره ايران عليهم من ويلات  وعلى دولتهم التي أصبحت في أعداد الدول المتخلفة وهو ماتريده ايران وتريد تحقيقه ليسهل عليها إقتحام الساحة اللبنانية وتنفيذ كل سياساتها الاستبدادية فيها .
يجب أن تدرك حكومة لبنان أن اسرائيل لن تترك حزب ايران يسيطر على القرار اللبناني ، ويحتل جنوبه ، ويثير البلبلة في شمال اسرائيل ، وهو ماترغبه ايران في محاولة لتحقيق بعض المكاسب بعد أن طالتها يد اسرائيل ووصلت لقلب طهران ، لتعود ايران مجدداً لنقل حربها مرة أخرى لجنوب لبنان وهي سياسةٍ ايرانيةٍ فاشية وفي نفس الوقت فاشلة ولن تُحقق لايران أية مكاسب سوى تدمير تلك الاوطان التي تدير حروبها منها ، وهو الامر الذي يجب أن تحزم الحكومة اللبنانية كل ُماتملكه من أجل منع سيطرة الحزب واعادة تموضعه كالسابق ، بل وقد يكون من المهم أن يبعد الحزب من الحكومة طالما وولاء قياداته لايران ، وعلى المكون الشيعي في جنوب لبنان إعادة التفكير في دعم هذا الحزب الذي لم يجلب  لهم سوى الكوارث ، ولعل أخر ماتم من قيادة هذا الحزب هو ايقاف الصرف على أهل الشهداء وأبنائهم المغرر فيهم في مواجهات لاناقة لهم فيها ولا جمل مع اسرائيل .
والأهم على الحكومة كما أشرت هو ملاحقة كل من ثبت أن له علاقة بالاحداث الارهابية التي وقعت في لبنان ، ولا أستبعد أن التحقيقات ستجر نبيه بري للتحقيق والمحاسبة ، بل ربما إذا جدت الحكومة في اجراءاتها وتحقيقاتها تلك أن نرى بري في السجن ، هو وبعض قيادات حركة أمل التي تدير المشهد اللبناني من خلف غطاء لصالح ايران ، إضافة للكثير من القيادات الحزبية في حزب ايران ، والمؤكد أن بعضهم في الحكومة اللبنانية ، وهنا يجب أن تُطال التحقيقات كل متهم وكل من يرد إسمه خلف كل تلك الاغتيالات والاحداث الارهابية التي هزت لبنان وروعت أهله وجعلته بؤرة لقيادات ايرانية ارهابية.
 اذاً المأمول من الحكومة اللبنانية الجديدة وبقياداتها التي تملك الشجاعة ، وكذلك الدعم الدولي الآن ، في ظل ضعف ايران وحزبها في لبنان أن تتولى هي أمرها ، وتمنع الحزب ، وترغمه على تسليم سلاحه ، ومنعه من أن يعود يمثل هاجساً لبنانياً مؤرقاً للبنان كشعب وحكومة ، وأن يقتنع المكون الشيعي في لبنان بسلامة وضع حكومتهم وقدرتها على النهوض بلبنان ، وإعادة مساره بعيداً عن ايران وتحزباتها التخريبية ، وتعمل الحكومة أيضاً في خطٍ موازٍ على تحقيق العدل والإقتصاص من كل مجرم تخريبي ذهب على يده الكثير من الأبرياء اللبنانيين ، وليُفهم نبيه بري أن نهايته لن تكون سعيدة طالما وهو يقف مع ايران  ضد لبنان وحقه في تقرير مصيره الدولي والإنساني،،

كاتب رأي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى