نادي القصة
(طُرِقَ بابي)

أحلام بكري
(طُرِقَ بابي)
في زاوية حجرتي كالعادة مُتكأهً على تلك الأريكة العتيقة ، مُطرقةً تفكيري الممتد في اللا شيء..
طُرِقَ بابي ، اعتراني التعجب ولفني الاستفهام ، قلتُ : منْ..؟!
قال : أنا شهر رمضان ..
قلتُ مُستبشرةً : أهلاً بشهر الغفران..
قال: كفاكِ انعزال ووحدة طيلة العام ، ألمْ تسأمِ..؟!
قُلتُ: في وحدتي سلامة روحي وهدوء بالي..
قال: وفي طقوسي مشاركة الجموع مطلب أساسي ، هيّا بنا ، هاتِ يداكِ فلدينا الكثير..
قُلتُ: ما الكثير ، أفْصِح لي وبيّن..؟
قال: الصوم وضبط النفس مع الصبر رياضة روحيّة عميقة ، والإفطار مع العائلة بهجة القلب ، الموائد الجماعية مع الجيران والأصدقاء الترابط والتلاحم فيها ، الصلاة الجماعية من فرضٍ ونافلةٍ تملأكِ عزة وقوة ومنعة ، صلة الأرحام ودفئها ، الصدقات وأنسها ، وليلة القدر خيرٌ من ألفِ شهر والاعتكاف سمة الصالحين ، الزكاة وتطهيرها للنفس..
كل هذه الأمور لن تشعُري بها وأنتِ في عزلتك ، جمالها الروحي مع الجمع الغفير..
ابتسمتُ قائلةً : يالك من شهرٍ فريد ، لا شبيه لك ولا نظير..