كُتاب الرأي

لا تكُن إصدار ثاني …خليك نسخة أصلية

بقلم / عماد الصاعدي

لِكُل مِنا اتجاهات مختلفة في الطرح والتفكير والاهتمامات، فحذارِ أن تُقلد الآخرين , كُن دائماً الإصدار الأول من نفسك , ولاتُكن الإصدار الثاني من أحد آخر كما يقول جودي جارلاند , أعطي عقلك الباطن صورة ذهنية واقعية لاتجاهاتك , فكر بمنطقية , بعيداً عن أي اتجاه يُلوح أمامك , كُن كَلاكِيت آخر له رسمة وإشارة معينة ، فدماغ الإنسان يتكون من نحو 100 مليار خلية عصبية , تتشابك تلك الخلايا ببعضها البعض مكونة نحو 100 مليون مليون عصبون , وتبلغ مقاييس الخلية العصبية نحو 05 و0 مليمتر , وتتجدد الخلايا العصبية بمعدل 300 مليون في الدقيقة الواحدة ، وتستبدل كل منها خلية عصبية أخرى مُستهلكة فسبحان الله الخالق العظيم .
استنتِج وحَلِلَ التفاصيل واجعل من كُل خلية قابلية التطوير والتفعيل ، وأختر أيّ من النسخ أنت ، لا تحاول تقليد الأخرين في إصدارتهم ونسخهم فهُم لدية حاسة ثامنة بتفكيرهم النمطي ولهم ديناميكية وكُنترول يتأقلمون مع جميع النسخ الأصلية ، واطرح على نفسك بعض الأسئلة ، واحظى بثقة هذا الإصدار من التجاذب الإلكتروني بجعلها كلمات تشفيرية وكُود دخولها ” ما الذي يُميزني في إصداري عن غيري ” وباسوردها ” نتقبل أي شيء تكلفنا به الظروف ” وكلمة الاستعادة ” أرفض أي تجربة فاشلة “.
وخُذّ مثالاً على ذلك لطير الغراب في ذكائِه الخارق، وهو أحد الطيور الجارحة التي ذكرها القران الكريم وقصته المشهورة ، وأن الإنسان تعلم منه الدفن ، فالغراب إذن تميز عن باقي الطيور وأصبح له إصدار خاص ، بل أن الدراسات العلمية مازالت تبحث في سلوكه حتى الآن ويُتوقعُون أنه أذكى الحيوانات إطلاقاً ، والدليل أن الغربان تنجذبُ نحو الأشياء اللامعة والملونة مثل الإكسسوارات والمصوغات الذهبية والفضية التي وجدت في أعشاشها ، لم يُكن تقليداً بل اتبعت سلوكاً جديداُ لها .
ومن المعروف أن المُلقد لشيء ما فإنه في الحقيقة والأصل خاطيء في نظره وتأمله ولا رأي له ، وبالعامية مع الخيل يا شقرى , فمثلاً في المجال الصحفي بحكم الاختصاص , المُقلد ينشرُ كل ما يُرسل أو يُقال دون تروٍ أو تثبت أو تأكد من مصدر الخبر بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي , ولأنه أعمى ولا يدرك ما يدور حوله , وثقته بنفسه مهزوزة لا يستخلص الحقائق أو يهتم بها .
وأختم بمقولة لابن خلدون بقوله ” أن المغلُوب مُولعٌ بتقليد الغَالِب ” فاصنع لك مَعرفة وإنجازاً وتقَدماً .

 

عماد منصور الصاعدي

كاتب رأي ومدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالمدينة المنورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى