لا تشخصن

لا تشخصن
احد أهم عيوبنا نحن العرب هي شخصنة الأمور وما اعنيه هنا عزيزي القارى أن رأيك يختلف عنك تماماً. أنت أمر ثابت، بينما ارائك قد تتغير بين موقف وأخر. يتسع أفقك كلما اطلعت على حضارات أخرى و بالتأمل و العبرة بالتاريخ . فالانتقاد يكون للفعل ولا يكون للشخص و هنا فرق كبير لأن حين تنتقد الفعل ، يناقش الأمر بصورة هادئة للخروج بشكل افضل سواء للفاعل أو للناصح. لذلك لا تشخصن اي لا تأخذ الأمور بصورة شخصية. وإليكم بعض الأمثلة…
من الخطأ أن تقول لأبنك أنت مهمل والصواب أن تقول غرفتك غير منظمة. بمجرد انتقادك للفعل ولا للشخص ، يتقبل الأخر إنتقادك بصورة فعالة ولكن للأسف نحن نميل الى الشخصنة أي الفعل والانسان شيء واحد ولهذا سنوضح الأمر بصورة أوضح وامثلة فعالة…
حين يقول لك رئيسك أن شغلك زفت فلا تشخصن الموضوع و تتناول اقرب كرسي لتشج به رأسه، فقد تخسر وظيفتك و تخسر الشركة كرسي مفيد . فماذا تفعل؟ تقول بكل هدوء و ثقة: ساعدني يا مديري العزيز في تطوير مهنتي. وهنا تحصل على فرصة الخروج في دورة تدريبية.
ويا عزيزتي الزوجة فحين يقول لك زوجك أن طبخك يشابه ما تدعسه السيارات في الخطوط العامة، لا تبكي ولا تهرعي لغرفتك عزيزتي الزوجة و قولي له بكل ثقة وسعادة: وماذا تحب أن تأكل يا زوجي الحبيب ؟ ولعلي احتاج إلى السفر لاتعلم طبخات جديدة. هذا أفضل من أن تتناولي المقلاة و تلعبي برأسه تنس . وحين يقارن طبخك بطهي والدته فقولي له :ومن ينافس طبخ الخالة اللذيذ. نحتاج إلى زيارتها لكي يقر بينه وبين نفسه أن والدته أزالت صخر من صدرها حين زوجته.
أما أنت يا عزيزي الطالب فحين يقول لك والديك أن علاماتك لن تؤهلك إلا لرجل أمن في مجمع ، فلا تهرب من البيت و تقود السيارة بطريقة فان ديزل فذلك فيلم يا عزيزي، بل قل بكل هدوء :اعينوني لرفع درجاتي بمشاركة خبراتكم وهنا ستتفاجأ أن درجاتك أعلى بكثير من درجات والديك.
علينا أن نتعلم النقد بصورة فاعلة ،
الجميع يدعى بمعرفة النقد البناء وهو لا يعرف أبجدياته، النقد البناء يطرح النقاط الإيجابية قبل السلبية و يطرح حلول ممكنة تطبق في الواقع.
اسأل نفسك هل الموضوع يستحق النقد؟ هل الوقت مناسب؟ هل لديك المعلومات اللازمة للنقد؟ هل انت هادئ كفاية لتناقش انتقادك؟ هل لديك أفكار جديدة تقدمها لمن تنتقده؟ يؤكد إيمانويل كانط أن النقد هو افضل وسيلة للتقدم وهو أسلوب التطور والتقدم وعلى هذا تقاس جميع الاختراعات التي لو لم يكن هناك نقد بناء لما حصلت .وحتى لو لم يعجبك هذا المقال فلا تشخصن بل شاركه مع شخص منتقد لنتوجه كلنا ناحية رؤية صالحة.
بقلم على الماجد
مقال يلامس كثيرا لتعامل الناس يوميا، واسلوب النقد الغير هادف سمة غير أخلاقية لدى البعض.
شكرا استاذنا الفاضل لاختيارك هالموضوع الجميل
وننتظر منك المزيد
صحيح لقد أجدت … الشخصنة لا تأتي بخير لأنها تلغي العقل أو التفكير.
.
.
الشخصنة ببساطة هي ردة فعل ليست إيجابية لسبب غياب العقل أو المنطق حينما نتفاعل مع الأخرين.
.
.
إنت إنسان جميل و مفيد جدا.
تحياتي