قيثارة الإلهام
جراح العروبة

دماءٌ جراحٌ وصرخات طفل
بأرضٍ علا فيها صوت الهدى
وأم تقول لعينيها ويحكِ
أبكي فقيدي طول المدر
بْنى الذي بات في قبره
ووالده في سجون العِدا
يذوق مرارة أسرٍ لعين
ينادي يجيبه صوت الصدى
وكانا شجاعين في كلِّ شأنٍ
يذودان بالنفس عند الفدا
وها أنا قد بتُّ بعديهما
أْقاسي مرارة ظلم الدُّنا
وأُخرى تناظر أبناءها
يموتون بالجوع أو بالصدى
وتلك فتاةٌ بعمر الزهور
من الخوف لا تستلذُ الكرى
لها كل يوم فقيدٌ عزيزُ
وعرضٌ يباعُ و لا يُشترى
بكشمير أو في الجزائر أو
بمهد الرسالات أرض الهدى
فيا أمة العُرب أين النصير
ينادي بنيك فلبي الندا
شعر / شقراء زيد طالبي
شاعرة صحيفة آخر أخبار الأرض المميزة، شقراء طالبي، قصيدتك هذه، أستاذة، ليست مجرد أبيات موزونة، بل صرخة ألم تهز الضمائر، وتجسد وجع المكلومين، وأنين الثكالى، وصيحات الأطفال الذين لا يسمع لهم أحد سوى الصدى.
بحرف صادق، رسمت صورة مؤلمة لمآسي الأمة، فجاءت قصيدتك ترجمانا لقلوب موجوعة وأرواح مثقلة بالجراح.
مشهد الأب المسجون، والابن المدفون، والأم الثكلى التي لا تجد من يمسح دمعها، هو اختزال لمأساة أمة تتفرج ولا تحرك ساكنا.
ثم تنتقلين بنا إلى أطفال يموتون جوعا، وفتيات يذبلن خوفا، وأعراض تنتهك في صمت مفزع، وكأنك تصرخين في وجوهنا: أين أنتم من كل هذا؟
تساؤلك الأخير، “فيا أمة العرب أين النصير؟” ليس مجرد بيت شعري، بل صرخة حق ونداء ضمير، يحمل العتاب ويفيض بالمرارة، ويكشف تقصير أمة كانت يوما عنوانا للنخوة، لكنها اليوم غارقة في صمتها وتخاذلها.
أيتها الشاعرة المبدعة، أثبتت مرة أخرى أنك صوت حي في صحيفتنا، تنقلين الوجع بصدق، وتلامسين جراح الأمة بحروف تنبض بالقوة والألم في آن واحد، وان قصيدتك ليست مجرد كلمات، بل رسالة، ودمعة، وصرخة، ونذير. دمت سيدتي ودام بوحك الجميل .
أبو سلطان
👏👏👏👏👏