كُتاب الرأي

(لاريجاني وزيارته لبيروت !)

  (لاريجاني وزيارته لبيروت !  )

محمد سعد الربيعي

تتلكأ ايران بنظامها الحكومي والرسمي في استخدام التقية بشكل غامض ومكشوف في نفس الوقت وفي كافة ملفاتها ومعالجاتها للقضايا الدولية والشخصية للنظام ، وكذلك مع الشعب وضده ، وهي ماتعد جزء من عقيدتهم الفكرية والدينية في تشيعهم ومايزعمونه من شرائع تجيز لهم استخدام هذه الطريقة في تعاملاتهم حتى في الامور البسيطة التي لاتستدعي الكذب ، ومحاولة التملص من المواقف بهذه الطريقة التي تُجيد استخدامها هذه الدولة وعلى مستوى كبير في نظامها وتشريعاتها وتعاملاتها مع الدول ، وكذلك مسئوليها وقياداتها في كذب واضح ويعرفه كل عاقل ومطلع على عقيدة وفكر الشيعة في العالم .
كانت زيارة علي لاريجاني امين مجلس الامن القومي الايراني الى لبنان ، وتصريحاته المغلفة بالتقية والتي حاول فيها إمتصاص جدية حكومة لبنان بنزع سلاح  حزب ايران من لبنان ، وتذرعه بأكاذيبه في لبنان خلاف ماكنت في العراق وبين الحشد الشيعي عندما زعم بأن حزب اللات لن ينزع سلاحه ، وبينما هو في بيروت قال كلاماً مختلفاً ومفاده أنهم مع الحكومة وما تقوم به من اجراءات تحقق ان يكون السلاح الوحيد في لبنان هو سلاح الدولة!
وأضاف في تقيته المقيتة أن دولته ايران تدعم لبنان ، ولكنها تنصحها بعدم نزع سلاح حزب اللات في لبنان ؟ في مفارقة عجيبة ومختلفة ومتباينه .
يجب أن تدرك ايران وحزبها في لبنان أن حكومة نواف سلام عازمة على نزع سلاح الحزب ، وتنفيذ كل القرارات الحكومية والشرعية الدولية ، والا فإن لبنان سيعود للفوضى والإحتراب ربما الداخلي خلاف ماقد يحدث من حرب اسرائيلية على جنوب لبنان للقضاء على من بقي من عناصر حزب ايران.
إن في توجه لاريجاني الى بيروت هي محاولة لاحياء الدور الايراني ،وإيغار الجرح اللبناني حيث أنه من المعروف أن لاريجاني عقد عدة لقاءات بعناصر حزبية من المؤكد أنه أبلغهم تصميم ايران بعدم تسليم اسلحتهم ، وهذا يعد في العرف الدولي تدخل في سيادة دولة لبنان ، ولكنها التقية التي تطرقنا لها في هذا المقال .
الشاهد هو أن ايران تحاول أن تكون قريبة من حزبها في لبنان ، وضربت عرض الحائط بالحكومة اللبنانية ، وقراراتها التي تتمسك بها الان ، والمتمثلة في نزع سلاح الحزب ، وهي سياسة عبثية تنتهجها ايران لمحاولة تقويض كل الجهود المؤدية للسلام في المنطقة ، ومحاولة إحياء النزاع مع اسرائيل على الاراضي اللبنانية ، وهي بذلك تراهن على محاولة اعادة الفوضى في لبنان لإيجاد فرصة لفتح نوافذ خلفية لها (ايران ) مع الولايات المتحدة الامريكية والحصول على مكاسب سياسية حول برنامجها النووي ،وكذلك وضع اتفاقية مع اسرائيل لإيقاف حربها ضد الاخيرة .
  يجب على الحكومة اللبنانية أن تكون حازمة وهو ربما ماسمعه لاريجاني من الرئيس جوزيف عون ، وكذلك رئيس الوزراء نواف سلام حول التعامل مع حزب ايران في لبنان ، وأن تكف ايران عن تدخلاتها في الشأن اللبناني ، وهو ماسيكون فيه صعوبة بالغة للحكومة في كيفية التنفيذ لنزع سلاح الحزب حيث من المتوقع أن تكون هناك مواجهات عسكرية بين الجيش والحزب الذين أخذوا الضوء الاخضر من ايران ، وربما يتمثل رفض الحزب في تسليم سلاحه هو خشيته من القادم بعد ذلك ،  وانكشاف ظهره وعلاقته بكل العمليات الارهابية التي وقعت في لبنان وغيره ، منذ مقتل الحريري لمرفأ بيروت ، وكل قضية لازالت مسجلة ضد مجهول حيث إستطاع الحزب حفظ تلك القضايا نتيجة سيطرته على لبنان والدولة ، والفاتورة طويلة ومكْلفة ، وتمنُع الحزب الان قد يذهب الى عقد صلح مع الدولة في عدم مقاضاته بتلك الفواتير الباهضة في الأنفس البريئة التي يحاسب عليها الحزب ، وهو ماقد يراهن عليه لقاء تسليم سلاحه!
    لعله من المثير في هذه الزيارة هو خفوت ضوء نبيه بري وهو الذيل الكبير لايران وحزبها في لبنان ، وهو أيضاً من يمارس التقية بإقتدار ، ولا أستبعد أنه سيكون داعماً للحزب ومعارضاً لتسليم سلاحه ، ولكنه ينتظر ويتحين الساعة التي تقع فيها المواجهة بين الدولة والحزب ، وعندها سيُكشر عن أنيابه ، ويحمل لواء المعارضة مثله مثل بقية قادة الحزب وعناصره .
المستغرب في هذه الحالة هو سكوت الحكومة على نبيه بري ، والمفترض أن يوضع خُرصاً في أذنه ويبلغ بأن يكون مع الدولة ، والا فإنه سيتحمل مسئولية علاقته بإيران وحزبها في لبنان ، وأن تُكشف كل أوراقه وعمالته مع ايران ، ويعرف الشعب اللبناني كل شيء عن بري الشيعي ذو الولاء الايراني ، كما أنه يجب على عقلاء المكون الشيعي في جنوب لبنان ولبنان بشكل عام أن يفرقوا بين دولتهم وايران ، ويختاروا طريق الدولة وينأون بأنفسهم عن ايران وحزبها الذي دمر لبنان ، وتحكم فيه وفي حكومته لما يزيد عن الأربعون عاماً ، وعطل كل مايمكن أن يعيد وجه لبنان الذي كان يمثل سويسرا الشرق الاوسط ، وتحكم في سياسته بالثلث المعطل لدرجة أن حكومات لبنان السابقة كانت تعجز عن ترشيح أي مسئول في الدولة مالم يمر على النافق نصر اللات ليعطي موافقته على ذلك!
    إن المواجهة مع الحزب حتمية لدولة لبنان ، لأنه بكل بساطة يرفض تسليم سلاحه ، وعلى حكومة لبنان أن لاتتردد في تلك المواجهة ، لأنه عندئذٍ لن تقوم لها قائمة ، وستعود ايران وحزبها للتمثيل بكل من حاول إيذاء  الحزب في نظرهم ، وستُقام المشانق لكل لبناني حر في ساحات بيروت وبعلبك ، وستعود الإغتيالات التي لن تتوقف لتصل لنواف سلام وجوزيف عون ، كما أُغتيل رفيق الحريري وكبار رجال الدولة في لبنان بتنفيذ حزبي في لبنان ، وبإشراف  ايراني !.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى