كيف تصبح موهوبًا اجتماعيًا

لا يمكن أن تصل للموهبة الاجتماعية إلا حين تصل لدرجة الاكتفاء من كل شيء ، وتتساوى لديك كل الخيارات ، حينها تخضر كل الأوراق أمام عينيك، وتعلو مكانتك لدى المجتمع، ثم يزيد احترام الجميع لك،لأنك بهذا أصبحت تخدم مصالح الكل ،ومن خلال هذا الزخم في التعايش تجد أنّ نفسك لم تعد ملكًا لك ، تصير مملوكة للحضن الجماهيري، بالتالي تتفجر منابع المواهب لديك،إلى أبعد مدى يمكن أن يخطر ببالك فتصبح مثالا يحتذى به، ورمزًا يُعتز به، تنكمش الذاتية في نفسك وتتمدد مكانتك، تتسامى فوق المصالح الضيقة،وتتلاشى صفة الغرور والاستعلاء ويموت الإعجاب بالنفس، فتتساوى كفة الميزان حتى أن سواد الأعداء وجهادهم المستميت ضد الفضيلة التي تقدمها ، أقول يصبح لجهادهم ظلاً صغيرًا يقتات على فتات الدعم اللامسؤول، وقتئذٍ يذعنون للسلم والطاعة بلا مقاومة، حتى أنك تجدهم يؤازرونك وتموت عندهم قواعد المنافسة.
إنّ العاقل لا يتجاهل حقيقة ساطعة وهي: أن الفرد يبقى مغمورًا إلى أن يصبح تحت مجهر المجتمع وينضم إليه ،فيصبح رائدًا في نفوس الغالبية بأفعاله الجليلة ،ويكتشف أنه صار يشغل حيزًا كبيرًا في قلوبهم، ولم يعد لديهم القدرة لاكتشاف غيره.
إنّ هذا الأمر المثير للاهتمام يُبقي الفرد في خانة رفيعة داخل النفوس خاصة إذا كان يملك عدد من المواهب وقد ينفرد بموهبة يكون لها تاثير إيجابي في تحقيق الأهداف العامة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والمعرفية وحتى السياسية منها إذا اقتضى الأمر كما أنه حين يصل بموهبته إلى السقف الأعلى نجد أنه يقوم أيضا على تنظيم البناء الداخلي لثقافة المجتمع وتزداد نسب الولاء والشغف وترتفع مقاييس التماسك والتعاون بين الجمهور من أجله ومن أجل ما يقدمه من مواهب ناضجة بالتالي تنعكس فوائد ما يقدمه على الجميع، فتتنامى مواهبهم بالدرجة الأولى حتى تنضج فتتحول إلى مهنة منتجة وهذه غايته الأخيرة وثمرته المرجوة.
بهذه الصورة يصبح الفرد نافعًا لنفسه، ومجتمعه.
علي بن عيضة رده المالكي
كاتب صحفي