كيف أسوّق لكتابي؟!

وليد قادري
كيف أسوّق لكتابي؟!
عزيزي الكاتب دعني أولًا أصحح لك المعلومة المذكورة في العنوان، أنت ستسوّق لإسمك ولصفتك ككاتب وليس لكتابك، وكذلك لا تنس أن العمل الجيد سيسوّق لنفسه بغض النظر عن كاتبه حتى لو بعد حين..
الآن وبعد التوضيح، أعرني أذنيك ومع كل خطوة سأهمس لك بها تخيلها معي وكن في اللحظة:
-من أنا؟!
من باب الحرص والسلامة واستشراف المستقبل، تخصص في نوع أو اثنين على الأكثر من الأجناس الأدبية والكتابية: مقال – قصة – رواية – شعر – بحث تخصصي – نصوص مفتوحة – تطوير ذات – تنمية بشرية (تطوير المجتمعات) – ترجمة – مذكرات وسير ذاتية – إلخ
التنقل بين الأجناس بدون خطة محكمة وبدون تدريب وبدون هدف سيفقدك هويتك فأنت لست كاتبًا خارقًا بعد، ستصل لمستوى أنيس منصور ومصطفى محمود وغازي القصيبي ود. أحمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق الذين برعوا واستفاضوا وتجاوزت مؤلفاتهم مئات العناوين وفي مجالات مختلفة، وإلى أن تصل لمستواهم وتقرأ أضعاف أضعاف ما تكتب وفي كل الاتجاهات، اكتف بنوع أو نوعين فقط لشحذ تركيزك وسهولة تسويقك لاسمك ولما تكتب..
-تواجد باستمرار..
سواء في العالم الافتراضي من خلال تغريدات ومنشورات وصور وتغطيات واقتباسات أو من خلال انضمامك لمجموعات ثقافية وأدبية تمنحك القرصة لتوسيع دائرة معارفك واهتمامك، ولا بأس من كليهما معًا، لن يعرف الناس عنك وكتبك إن لم تكن حاضرًا في المشهد ولو بصمت..
-أنت الناشر الخاص بك؟!
من البديهي أن تكون خدمات النشر والتوزيع والإعلان لكتبك من ضمن مهام دار النشر أو الوكيل الأدبي، لكن تفاديًا للاحباطات عليك أن تلبس دور الناشر والموزع للحظات، وزّع كتبك على المقاهي، في الملتقيات الأدبية التي تستضيفك، كذلك لا تستهن بحفلات التدشين والتوقيع واستغل مبادرات الشريك الأدبي فهي ترحب بهكذا مبادرات، وكذلك حسابات القراءة في مواقع التواصل الاجتماعي، شارك اقتباسات كتاباتك في كل مكان يرحب بذلك، شارك نسخًا الكترونية من كتبك إن لم تتعارض مع سياسات دور النشر، شارك في المسابقات الثقافية وفي مجموعات الواتساب الثقافية وفي أندية الهواية، تذكر أن الناس قد لا تقرأ كتبك لكن ستعرف اسمك، واسمك يومًا ما سيسوق لأعمالك..
-حدد جمهورك بعناية
أول وصية هنا لا تَهدِ كتبك إلى النخب الأدبية مالم تجمعك بهم علاقة ودية متبادلة، لن يقرؤوها على أية حال وستموت في مكتباتهم، فالقليل جدًا من المخضرمين في عالم الأدب والثقافة سيقضي من وقته ولو دقائق لقراءة ما كتبت إلا في حالات محدودة، كأن يُعرض عليه نقد الكتاب بمقابل أو لصفحة ثقافية، أو كتابة مقدمة لكتابك، أو للوصول لهدف ما في نفسه -ولن أستفيض أكثر هنا- أكرر لا تُهدِ كتبك لهم إلا لو تم طلبها منك أو أهدوك نسخًا من أعمالهم بالمقابل، وهذا نوع من المجاملات الثقافية المنتشرة منذ أن كانت الكتب تدون على الحجر وورق البردى والرقع الجلدية، لكن اهدها لكل من يطلب منك ويصعب عليه شراءها لأي سبب كان، أما الوصية الثانية فتعتمد على ما تكتبه، فلو كان رواية ابحث عن المهتمين بالروايات ولو كان نصوصا أو شعرًا أر قصصا ابحث عن المهتمين بها، وهكذا، وأين ستجد المهتمين ؟! عد للوصية السابقة..
-متى سأصل؟!
هل هذا مهم حقًا؟! استمر في مشروعك الكتابي لأجلك، أن تكتب لهو خير دليل على أنك استطعت تسويق نفسك لنفسك، وأنت أول محبيك وأول داعميك وأول جمهورك، فقط استمر وتأكد أن ما تكتبه له حياته الخاصة وسيصل لمن يحتاجه يومًا ما، حتى من دون اسمك..
عزيزي الكاتب يومًا ما سيقرأ لك أحدهم وسيبحث عنك وعن كل إصداراتك، استقبله بامتنان وترحيب، وتوجه للأعلى واشكر الله أن منحك هذه الفرصة للتأثير وأن سخرك للناس وأن تركت من خلفك علمًا نافعًا وممتعًا سيستمر ما أراد الله له ذلك.
كاتب رأي
بارك الله فيك وزادك بسطة في العلم والمال والولد
أوجزت واوصلت الفكرة .
ربي يسعدك ويبقيك أ. شقراء