كنوز مدفونة

إنً رؤية واضحة ، مدعومة بخطط محددة ، تمدك بشعور هائل من الثقة والقوة الشخصية ، ما بالك حين ترى بعينيك منتجات وصناعات وابتكارات جديدة منافسة بقوة وتحقق هيمنة على الأفكار التقليدية ، كل هذا نجده في الموهوبين:
إنّ الموهبة التي تعطيك القدرة على تجميع ركائز فاعلة لإنجاح أي عمل تعني أنك قادر على تخطي حواجز الركون والوصول إلى الإبداعية ثم الابتكارية.
فمثلما تستخدم وصفة لإعداد طبق في المطبخ ليظهر بمنظر جميل وطعم شهي فهناك في المقابل وصفة محددة اسمها الموهبة، قد ثبت نجاحها في بناء الأفكار وعندما تطبقها أقصد تلك الأفكار والمبادئ بانتظام إلى أن تصبح معتادة وتلقائية ستحصل على نتيجة تفوق توقعاتك.
ذكرت في مقالات سابقة عن أهمية أن تكون داعم لموهبة الموظف ، أود التوضيح أن الموظف العادي يستثمر 50% من قدراته هذا بالطبع وفقًا للدراسات والملاحظات المرصودة التي أخضعت الموظفين لاختبار يقيس مدى قدراتهم الإبداعية ، حيث وجد أنهم يمضون أغلب أوقاتهم في الثرثرة التي لا طائل منها ، وتصفح الانترنت والاعتناء بالمسائل الشخصية ، لكن هناك فئة لا يروق لها هذا التصرف ، ولا تقبل به مطلقًا ، وهي فئة الموهوبين :
إن هذه الفئة رمز للفرق الفائزة ، وهي تقوم بكل العمل ولا تقبل أن تكون منصة للتلميع الزائف.
هذه الفئات تعيش وتتكاثر في جميع المؤسسات العاملة بفعل العدوى الإيجابية بين أفرادها وحسبنا في هذا المقال أن نتحدث عن فئة الموهوبين في مؤسساتنا التربوية ، هذه الفئة نستطيع أن نطلق عليهم الكنوز المدفونة ، تجدهم محل ثقة كبيرة، يثق فيها المسؤولين بصورة مطلقة نظرًا للكفاءة ونسبة الالتزام العالية لديهم ، ولهذا السبب يجب أن يتم رعايتهم والاهتمام بهم.
لك أن تتخيل معي مباراة مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين وترغب الفوز بنقاطها وتتغلب على المنافس ، كيف لك أن تكسبها؟
بالخطط طبعًا ، بالإضافة إلى توظيف اللاعب الموهبة ، هذا في عالم الكرة والرياضة بشكل عام، لكن على الجانب الآخر من الحياة العملية ، هناك الموظف الموهوب هذا الكائن يتيح لك أن تحلل وتقيّم نجاح الأفكار من خلال اختصار وقت العمل ، وما يظهر من تقدم محسوس على الخطط.
هؤلاء المتفوقون فكريًا على أقرانهم في الأداء والأفكار والمهارات ، ويمتلكون طاقات تتقافز بإيجابية ويحققون ما نسبته 80% من النتائج ، إنهم أكثر قيمة وتستطيع أن تبني مشروعك عليهم ، إنهم يمثلون السواد الأعظم لإنجاح أي عمل ، هم فئة تتماهى في نقاء الفكر ، وكثرة الاستيعاب ، وارتفاع في نسبة الإدراك، نجدهم دومًا في المربع الأول إذا ما ركزنا في تقسيم الفئات العاملة إلى أربعة مربعات.
كثيرة هي المهام التي يمكن أن توكل لهم ولكنك تجدهم سعداء فيما يفعلونه ، وفوق هذا وذاك تجدهم يقومون بأعمال تبقيهم نشطين وتجبرهم على أن يتوسعوا ، وأن يغادروا منطقة الراحة ، وأن يتعلموا وينضجوا باستمرار ، هم كالثمرة تشتد في نضجها حتى تراها تبرق من جمالها وحسن منظرها.
لا يؤمنون بأهداف وغايات فقط إنهم يقفزون فوقها ، ويبعثون في أنفسهم بواعث تلقائية لا شعورية على التحدي والمنافسة ، كما أن نسبة الحفز الذاتي تزداد بدرجة كبيرة من خلال خلق بيئة عمل تسودها الثقة العالية.
إنهم موضع ثقة خاصة إذا أشعرتهم أنهم على دراية بكل شيء ، لكن احذر أن تحجب عنهم المعلومات سيكون التأثير عكسيًا عليهم وعلى مستقبل المؤسسة ، ربما تكون أفضل طريقة للتعامل معهم هي: استيعابهم لصناعة مستقبل المؤسسة ، حينها ستشعر أن فرص النمو ازدادت ، وسوف تظهر عليك بوادر الدهشة عندما ترى مؤسستك تتقدم شيئًا فشيئًا بفعل أولئك الموهوبين.
ختامًا/ تواجه معظم الأنشطة والمشروعات في العمل مشكلات وانتكاسات متوقعة بحكم التباين في قدرات العاملين وطريقة تنفيذ الخطط ، لكن فئة الموهوبين باستطاعتها النهوض بالعمل مرارًا وتكرارًا ، وإصلاح الأخطاء ، ومعالجة الفجوات ، وإعطاء فوق هذا تغذية راجعة لتحسين الخطط ، وابتكارية عالية في التوقعات ، كما أنهم سوف يعملون باستمرار على نقاط التقييم والتقدير للأداء.
أخيرًا/ إنً الموهوبين لديهم القدرة الفائقة على بناء سلاسل واسعة من العلاقات ، حيث أن الذهنية التي يتعاملون بها مع الآخرين ، تفوق مستوى ذهنية الإنسان العادي، إنهم يتعارفون على بعضهم البعض سريعًا بعيدًا عن التعقيدات ، وهذا ما يؤثر إيجابًا عند بناء الفرق ، والمجالات ، هم يناقشون كثيرًا ، ومناقشتهم تتجاوز الأهداف والغايات حتى تصل للرؤية.
آخرًا/ إنً مرحلة الأداء تحتاج إلى تحقيق نتائج حقيقية ، لذا يجب أن تصمم الأعمال على أساس الموهبة ، والاستفادة من قدرات الموهوبين لبناء معايير أداء عالية عندها سوف يشعر المسؤول بالفخر الشديد بجودة العمل ، ويسعى بعدها للتحسين المستمر على أساس الموهبة والثقة التي تناسب المسؤوليات الزائدة.
انتهى.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
ماشاء الله، عبارات عميقة توضح الفكرة وتجسدها في ألفاظ مناسبة ووافيه
بارك الله في قلمك وفكرك أستاذ
دامت موهبتك 🌹
مرحبا بمرورك
شرفت صفحتي💐
مقال مرتب ورائع يُشعرك فعلاً بأهمية الالتفاف إلى تلك الكنوز والتنقيب عنها لتُجمل العطاء
ماذا فعلت لأستحق مثلكم!!
أنتم أيقونة جمالية في منتهى الأناقة.
بارك الله فيكم، كاتبتنا المبدعة.
مقاله رائعه تظهر مدى اهمية اكتشاف الموهبه وتبنيها والعمل على الاستفادة من الطاقة الموجودة بها
لافض فوك استاذنا الفاضل
أيها القلم!جئني بنور الشمس وانعكاس ضوء القمر كي أرد الشكر والفضل.
شكرا لمرورك أستاذتنا القديرة.
مقاله رائعه تظهر مدى اهمية اكتشاف الموهبه وتبنيها والعمل على الاستفادة من الطاقة الموجودة بها لافض فوك استاذنا الفاضل
أنت الأروع بارك الله فيك
سماء ملبده بالغيوم
سينقشع السحاب، وتشرق الشمس.
بارك الله قلمك أستاذنا الفاضل أستاذ علي
هذه العبارات الجميلة تعكس ذائقة القراء المتميزين.
روعة ثنائكم العاطر ، أبهجت النفس.
ألف شكر لمروركم الغني بالتواضع.
لافض فوك أ. علي
👏👏👏
شكرا لك أستاذتنا القديرة